أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

أردوغان: لا يمكنني أن أحكم من الأكثر همجية هتلر أم إسرائيل فأنا لم أتفق مع ما فعله الاثنان

أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه غير قادر على معرفة من الأكثر همجية، هتلر بما فعله مع اليهود، أم إسرائيل بما فعتله مع الفلسطينين، موضحا أنه لم يتفق مع ما فعله الطرفان.

جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “عوفداه” على القناة الإسرائيلية الثانية، أجاب خلاله عن كافة الأسئلة التي طرحتها المذيعة الإسرائيلية “إيلانا ديان” والمتعلقة بالساحتين الإقليمية والمحلية.

وأبرز ما جاء في الحوار:

الغرب يدعم داعش وتركيا تحاربها.

حماس حركة سياسية وليست منظمة إرهابية، ويجب أن يكون لها دور في أي حل مستقبلي.

لا أمانع الوساطة بين حماس وإسرائيل.

هناك تقدم ملحوظ في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

الأسد وإسرائيل كانا على وشك توقيع اتفاق بشأن الجولان في عهد أولمرت.

تركيا دولة قانون ولا يوجد صحفي يحاكم بسبب عمله الصحفي.

إذا أطلقت إسرائيل سراح المعتقلين الفلسطينيين، ستعيد حماس جثث الجنود الإسرائيليين.

لم أفاجأ بفوز ترامب.

ترامب لن ينفذ ما قاله في حملته الانتخابية عن المسلمين.

هل كانت هناك لحظة فكرت فيها بأنك يمكن أن تموت عندما كنت في مرمريس، بعد الإعلان عن الانقلاب؟

عندما استعددنا للعودة من الإجازة في ليلة الخامس عشر من تموز/ يوليو، سمعنا عما حدث. أول شخص حاولت الاتصال به هو رئيس الوزراء، كما اتصلت أيضا برئيس الاستخبارات ورئيس هيئة الأركان، لكن في ذلك الوقت كان من المستحيل إجراء اتصال مع أي واحد منهم. واستخلصت أنه ينبغي على أن أتصل فورا بالإعلام، وان أتحدث مباشرة إلى الشعب بوساطة تطبيق فيس تايم.

عندما صعدت إلى الطائرة من مرمريس في طريقك إلى إسطنبول، هل كانت هناك لحظة فكرت فيها في أن طائرات إف 16 التي تحلق في السماء يمكن أن تغلق الطريق عليكم، وأن تطلق عليكم النار؟هل كانت هناك لحظة فكرت فيها في أن ذلك سيحدث؟

فكرنا بالطبع في هذا السيناريو، لكنني في المقابل فكرت في شيء آخر. نحن مؤمنون، علينا أن نسلك في الحياة الدنيا كأننا لن نموت أبدا، وعلينا أن نستعد للآخرة كأننا سنموت بعد قليل، وبهذه الرؤية خرجنا في طريقنا من مرمريس. إن اختبأ الزعيم وراء حجر، فإن الشعب سيختبئ وراء الجبل. ولهذا يجب أن يكون الزعيم دائما مرفوع الهامة وأن يسير في المقدمة لكي يسير الشعب الذي يؤمن به وارءه ولا يختبئ وراء الجبل.

سيدي الرئيس، سأسمح لنفسي أن أسألك الأسئلة الصعبة، لأنني أعتقد أن هذه أفضل وسيلة بالنسبة إليك لإجابة أفضل الأجوبة.

وهل ما سألته حتى الآن هينا؟

حسنا فلنحاول شيئا أكثر تحديا. أنت تقول إن الديمقراطية انتصرت في تلك الليلة في تركيا، وأنت محق إلى حد ما، لأن غالبية الأتراك يقولون إنهم لم يريدوا أن يسيطر الجيش على مقاليد الأمور في البلاد، لكن بعضهم أيضا يقولون شيئا آخر. سيقولون إن الديمقراطية ليست فقط حكم الأغلبية. الديمقراطية معناها حرية التعبير وقضاء مستقل ومعارضة فاعلة وحيوية. وعندئذ جاء يوم ما بعد محاولة الانقلاب، إذا اعتقل كثيرون، وفقد كثيرون أماكن عملهم. ماذا تقول لمنتقديك الذين يقولون لك إن هذا رد فعل مبالغ فيه؟ كيف ترد عليهم؟

جمهوريتنا قائمة منذ 93 عاما، وقد مرت تركيا خلالها بعدد غير قليل من الانقلابات. وعندما عايشنا هذه الانقلابات دفعت تركيا ثمنا باهظا. لكن في كل الانقلابات لم يكن هناك رد فعل من جانب الشعب التركي، وهو ما حدث في الانقلاب الأخير، فهذه هي المرة الأولى التي يصد فيها الشعب محاولة الانقلاب بنفسه بهذا الشكل ويقضي عليها. أريد أن أؤكد هنا أن المنظمة التي نفذت الانقلاب هي منظمة فيتو الإرهابية “منظمة فتح الله غولن الإرهابية”. وعلى مدى أربعين عاما حاولت المنظمة أن تسيطر على مؤسسات الدولة، وعلى الجيش والشرطة والقضاء والوزارات الحكومية. حاولوا السيطرة على كل هذه المؤسسات.

وهل هذا هو السبب في أن عشرات الآلاف اضطروا إلى ترك أماكن عملهم، واعتقل الآلاف؟ ماذا تقول للأشخاص الذين يقولون إن هدف هذا الإجراء لم يكن التخلص من المتآمرين، إنما القضاء على أي نوع من المعارضة؟

إذا رغبت، فلنحدد أسلوب استمرار المقابلة. إذا قوطع الحديث دائما، فإن المشاهدين لن يستفيدوا من اللقاء، وأنا أريد أن يستفيدوا. فيما يتعلق بمحاولة الانقلاب ثمة حقيقة واحدة واضحة، فهذه الشبكة تعمل داخل القوات المسلحة. ويعلم الله وحده ما الضرر الذي كان يمكن أن تلحقه هذه المنظمة الإرهابية، والله يعلم أي الكوارث التي كانت ستلحقها بالجيش والشرطة والوزارات الحكومية. والآن يروجون لكل أنواع الأكاذيب والاحتيالات. هؤلاء يجب اعتقالهم وتطهير المؤسسات منهم باستمرار، وهذا يشبه الخلية السرطانية التي ترسل الخلايا السرطانية إلى الجسد كله، والآن هناك خلية سرطانية، وعلينا استئصال هذه الخلية التي ترسل خلاياها السرطانية. وإن لم نطهرها، فلن نعرف أين تخترق غدا. وحيث إننا دولة قانون، فإننا نعمل وفقا للقانون، وسنواصل العمل على هذا النحو، ولا تراجع عن ذلك.

محور العلاقات مع إسرائيل

سيدي الرئيس هل صحيح القول إن صفحة جديدة فتحت في العلاقات بين تركيا وإسرائيل؟ هل نحن في حقبة جديدة؟

عملية تطبيع العلاقات بيننا استمرت فترة طويلة. وكما هو معروف لكم فإن تطبيع العلاقات يرجع إلى المطالب الثلاثة التي طرحتها: المطلب الأول كان الاعتذار بعد أحداث مرمرة، والمطلب الثاني كان دفع تعويضات، والمطلب الثالث كان رفع الحصار عن غزة. وخلال محادثة هاتفية سوّى السيد نتنياهو مسألة الاعتذار، ثم سوينا قضية التعويضات. أما فيما يتعلق برفع الحصار فإنها ما زالت جارية، ويبدو أن هناك فرصة كبيرة لرفع الحصار. ويمكن القول إن الحصار عمليا قد رفع. وفي هذا الصدد تدور اتصالات بروح إيجابية، وأعتقد أن حققنا تقدما ملحوظا في اتجاه تطبيع العلاقات.

أريد أن أسأك عن هذا تحديدا. بما أنك تتحدث لعدة سنوات عن أن إسرائيل يجب أن ترفع الحصار عن غزة بسبب الأزمة الإنسانية، فنفترض أن الحصار سيرفع غدا فهل تستطيع، سيدي الرئيس أن تضمن أن حماس لن تستخدم المواد التي تنقل إليها في صناعة الصواريخ أو أي أسلحة أخرى؟

يجب أن أقول شيئا بأمانة. هل تستطيعين مثلا أن تقولي لي باسم إسرائيل أنكم لن توجهوا سلاحكم ضد غزة؟ هل يمكنكم أن تقولوا لي إنكم لن تطلقوا النار أو تقصفوا غزة وفلسطين؟ يجب أن ننظر إلى الأمور من الطرفين، وألا نتهم دائما غزة وحماس. هل من يوجه الاتهامات يتهم نفسه أيضا؟ نريد أن نضع نهاية هذه الحلقة المفرغة، لكن لا يمكن المقارنة بين الطرفين. هل تملك حماس أسلحة مثل القنابل النووية وأسلحة دمار شامل مثلما تمللك إسرائيل؟ هل يملك الطرف الثاني هذا كله؟ كلا لا يملك. في وضع لا يملكون فيه هذه الإمكانات فإنكم إن قارنتم أنفسكم بحماس أو بفلسطين فإنهم جميعا سيسخرون من ذلك.

لكنك نسيت شيئا واحدا، سيدي الرئيس، مع كل الاحترام، فأنت تنسى أن حماس تهاجم بلا توقف السكان المدنيين. تنفذ حملة هجمات إرهابية ضد السكان المدنيين. أقول لك لماذا أسألك هذا السؤال، لأنكم في تركيا خبرتم عمليات إرهابية فظيعة في السنوات الأخيرة، فما الفرق؟

تعالي نجري مقارنة أخرى. عندما قصفتم حماس وغزة وفلسطين كم ألفا قتلتم؟ إذا كنتم تقولون إنهم أطلقوا صواريخ وقذائف، فكم إسرائيلي قتل؟ ما عدد رجال حماس المعتقلين في السجون الإسرائيلية؟ ما عدد الفلسطينيين في السجون؟ مئات وآلاف الفلسطينيين وسكان غزة، ويا للأسى معتقلون في السجون بإسرائيل. فلننظر إلى ذلك أيضا. لذلك أقول إذا درنا حول أنفسنا، فلن نتمكن من إيجاد حل. فقبل كل شيء ومن أجل التوصل إلى هدوء للشعبين لا بد من حل، يجب أن نركز على إيجاد حل.

وهل تعتقد أن حماس يجب أن يكون جزءا من أي حل مستقبلي، على الرغم من أن إسرائيل ما تزال تعد حماس منظمة إرهابية؟

في رأيي حماس ليست منظمة إرهابية، فهي حركة سياسية ولدت من داخل الصحوة. حتى اليوم جلستم مع محمود عباس ومع حركة فتح، فهل حققتم نتائج؟ كلا، لم تحققوا. إذن لم لا تكون هناك انتخابات؟ يجب أيضا أن تجلس فتح وحماس إلى طاولة المفاوضات، وإلا فمن المستحيل الوصول إلى حل.

هل كان لك اتصال من أي نوع مع حماس في محاولة للتأثير عليهم لتغيير أسلوب عملهم؟

لدي اتصالات دائمة مع حماس، وألتقي بهم دائما، وحتى اللوبي اليهودي في أمريكا يعرف ذلك. وقد تحدث معي أعضاء اللوبي اليهودي الأمريكي عن ذلك مرارا، فقد التقوني وفيما يتعلق بهذه القضايا فإنني أنقل دائما رسائل لحماس. أنا منفتح دائما في مثل هذه المسائل، فليست لدي أجندة خفية، وأنا شخص سلس في هذه الموضوعات، لكن رغبتي هي أنه ينبغي تحقيق الهدوء في هذه المنطقة، وإن لم يتحقق ذلك فسوف تكون خسارة.

وهل تقبل أن تكون وسيطا بين الجانبين في حالة طلب ذلك؟

إذا طلب منا ذلك، فلماذا لا ندخل في وساطة؟ كل همنا أن يتم التوصل إلى الهدوء في المنطقة، ولكن هل تقوم إسرائيل بإجراءات من أجل الاقتراب من حل الدولتين؟ كلا. لماذا؟ إسرائيل ليست صاحبة هذه الأراضي. لا يمكنكم أن تتجاهلوا ذلك.

وهل تعتقدون سيدي الرئيس أن المسؤولية تقع فقط على الجانب الإسرائيلي؟ مسؤولية عدم إجراء المفاوضات؟

نعم. المسؤولية تقع أولا على إسرائيل، لأنها لا تقبل ذلك. تقول إسرائيل إن التوصل إلى حل سيكون فقط مع حركة فتح، لكن لا يمكن التوصل إلى نتائج بهذا النحو. والآن وصلت العملية إلى طريق مسدود. الآن يجب أن تجرى الانتخابات، وسواء فازت فتح أو حماس، فلنر من يصل إلى سدة الحكم، وبعد ذلك ننظر من يجلس إلى طاولة المفاوضات.

هناك موضوع خاص أريد أن أسالك عنه. تعرض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لانتقادات حادة لأنه لم يصر على الحصول على تعهدات من تركيا لممارسة الضغط على حماس لتسليم جثث الجنود الإسرائيليين المحتجزة في غزة.

إذا توجب علينا أن نتدخل في هذه المسألة، فيمكنني أن أعبر عن رأيي. سيكون بمقدوري الحديث معهم( حماس) وعندئذ سيسألونني سؤالا : إذا تعهدوا (الإسرائيليون ) بتحرير أسرى حماس، فسوف نعيد جثث الجنود. فبماذا أرد عليهم إذن؟ المسؤولية ملقاة على عاتق كلا الطرفين. إذا اضطلع الجانبان بمسؤولياتهما، فسوف نبذل قصارى جهدنا مثلما فعلنا في الماضي.

في عهد إيهود أولمرت وصلنا إلى وضع أنهينا فيه كل شيء، ووصلنا إلى قرب التوقيع على اتفاقيات بين سوريا وإسرائيل عندما كنت وسيطا، وكنا على وشك التوقيع على اتفاق. وكنا الطرف الذي مثل الأسد في المفاوضات.

هل تعهد السيد أولمرت عندما كان في السلطة أن تنسحب إسرائيل انسحابا كاملا من هضبة الجولان؟ هل تعهد لك بذلك في عام 2008؟

وصلنا في هذه النقطة إلى وضع أن الطرفين رابحان، وتوصلنا إلى تفاهم بشأن الاتفاق، لكن في اللحظة الأخيرة قصفت فلسطين وغزة. كنا قد أكملنا الاتفاق تقريبا وأغلقنا الصفقة، لكنهم (في غزة) كانوا يتلقون القذائف. في الوقت الذي بُلور فيه اتفاق بين سوريا وإسرائيل بشأن الجولان، بدأ الطرف الثاني في القصف. ونحن نقول يا للخسارة. كان يفترض أن نستمر في العمل (على الاتفاق مع سوريا) لكننا لم نتمكن من الوصول إلى نتيجة. أما أولمرت فقد بقي في الخارج ثم ابتعد عن القيادة.

سيدي الرئيس، أنت تتحدث كثيرا عن العلاقات الطيبة التي تربطك بالطائفة اليهودية هنا في تركيا، وعن الصلة الحميمة بها، فهل أنت نادم على تصريحك بأن عمليات إسرائيل في غزة في عام 2014 كانت أكثر همجية من أعمال هتلر؟

هذا يتغير وفقا للفترة الزمنية. كانت هناك فترات قصفت فيها غزة. لا يمكن أن أنسى اللحظات التي قتل فيها آلاف الأشخاص في هذا القصف. لا أتفق مع ما فعله هتلر، ولا أتفق أيضا مع ما فعلته إسرائيل في غزة، لذلك فلا مجال لعقد مقارنة من أجل القول من كان أكثر همجية.

لكن اسمح لي، سيدي الرئيس، أن أقول إنك يمكن أن تدرك لماذا اخترت هذه الكلمات؟ هذه المقارنة بهتلر، ومجرد ذكر اسمه كانت قاسية ومرعبة لكل يهودي سمعها.

أعرف بالفعل، لكن هل تعرف الطائفة اليهودية ما يحدث في غزة؟ لقد قتلتم آلاف الأشخاص في غزة وفلسطين. قلت إنكم تعرفون جيدا كيف تقتلون الناس. قلت هذا في دافوس. وعندما قلت هذا الكلام لبيريز فقد كان هذا بالطبع لأننا عايشنا ذلك. المسجد الأقصى هو مكان الصلاة للأديان الثلاثة، لكن ماذا تفعل إسرائيل؟ نحن نرى أن إسرائيل تسعى للسيطرة على المسجد الأقصى. هذا مستحيل. يجب أولا أن نضمن أن إسرائيل لن تسيطر على المكان بأعمال التنقيب والحفريات الأثرية. أنتم تعرفون أن القدس مقدسة لدى الديانات الثلاثة، وعلى الجميع احترام ذلك. فمثلا إسرائيل التي نجري معها عملية تطبيع العلاقات لا أريد أن أناقش معها هذه المسائل. يجب أن نكف عن مناقشة هذه المسائل. إن لم نستطع أن ننهي هذه الأمور، فستكون خسارة. عندما يستيقظ عضو حماس وهو يشعر بالقلق، وعندما يستيقظ الفلسطيني وهو يشعر بالخوف وعندما يستيقظ الإسرائيلي وهو يشعر بالخوف كذلك، ألا تعتقدين أن هذا الوضع ينبغي أن يتغير؟ من الواضح أن هذا أمر مطلوب.

أنا على يقين من أنك شاهدت مقاطع الفيديو عما حدث على متن السفينة مافي مرمرة، وقد تحدثت مع الجنود الذين كانوا هناك، وقالوا لي إنهم حاولوا تحاشي أي نوع من سفك الدماء. ألا تصدقهم؟

هذه كلها أكاذيب. من المستحيل تصديقهم. لدينا جميع الوثائق والأدلة المتعلقة بسيطرة الضباط الإسرائيليين على السفينة مافي مرمرة في المياه الدولية. لدينا جميع الوثائق. يؤسفني أن عشرة من إخواننا استشهدوا.

ألم تر ذلك في أشرطة الفيديو…

لقد فعلوا ذلك بلا رحمة، فكيف أصدقهم؟

ألم تشاهد في أشرطة الفيديو كيف استخدم العنف ضد الجنود الإسرائيليين؟

شاهدت كل شيء. حتى أنت غير قادرة على ذكر الحقيقة. قولي الصواب. حقيقة أنك صحفية لا يمكن أن تمنعك من قول الصواب. إذا كنت تعتقدين أن بمقدورك أن تحرجي أردوغان، فلن تستطيعي، لأن لدي جميع الوثائق، فعن أي شيء تدافعون؟

سألتني بوصفي صحفية إن كنت أقول الحقيقة، فهل يمكن أن أكون شخصية للحظة؟ نرى كم الصحفيين المعتقلين هنا بسبب شيء نشروه أو كتبوه، وإذا كان ذلك على ما يرام بالنسبة لك، فإنني أرغب في أن أشاركك اقتباسا واحدا لصحفية تقول “سأحاكم في بلد تعد فيها الكتب قنابل، وتويتر كارثة، ويطلق فيها على المراسلين الذين يسألون أسئلة قليلي الحياء”. هذه كلمات الصحفية صدف قباش التي تنتظر المحاكمة بسبب جزء من كتابتها. أسألك يا سيادة الرئيس، مع كل الاحترام، هل هي مخطئة؟

لا يعتقل أحد لأنه يعمل بالصحافة. هذه الدولة هي دولة قانون. وأنا أسأل عندما تقولون “صحفي” هل يعني أن لديه حرية دون حدود؟ هل للصحفيين حرية دون حدود؟ ألا توجد حدود لحريتهم؟

إذن أين هو الحد؟

في المكان الذي تبدأ فيه حريتي. يمكن للصحفي أن يذهب حتى النقطة التي تبدأ عندها حريتي، فلا يمكنه أن يتجاوز هذه النقطة. أنت (الصحفي) تشتم السياسي، ورئيس الدولة، ورئيس الوزراء أو الوزير أو الحزب، وتسب عائلاتهم كما تشاء في عمودك الصحفي، ولكن فجأة يزعجك عندما يرفعون ضدك دعاوى؟ هل يمكن أن يحدث أمر مثل هذا؟ لا يوجد مكان في العالم يعفى فيه الإعلاميون من المسؤولية، فهؤلاء جميعا لا بد أن يحاسبوا.

هل تعرف أنك قلت ذات مرة إن الديمقراطية مثل القطار يجب عليك أن تنزل منه عندما يصل إلى وجهته. هل تقر هذه الجملة الآن؟

يبدو أنكم فهمتم الترجمة فهما غير صحيح. هذا التعبير مختلف في الأصل. قلت الديمقراطية مثل القطار، وعندما يحين وقت المرء عليه أن يعرف متى ينزل منه. هناك قادة غربيون على سبيل المثال يفعلون ذلك كثيرا عندما يهزمون في الانتخابات، وعندئذ يعتزلون العمل السياسي.

سيدي الرئيس الوقت ينفد وأريد أن أسألك عن داعش وسوريا. هل أنت ملتزم اليوم أيضا بالانضمام إلى التحالف الغربي في الحرب على داعش.

أولا يجب أن نسأل الغرب، هل الغرب يحارب ويواجه داعش؟

هل يحارب الغرب داعش؟

كلا. نحن من يقاتل داعش الآن.

لكن هل لديك سبب للاعتقاد بأن الرئيس الأمريكي الجديد، السيد ترامب، سيكون أكثر حزما ضد داعش من أوباما؟

الولايات المتحدة تقدم من حين لآخر مساعدات من الجو لقوات التحالف، لكن ويا للأسف، نرى لدى داعش أسلحة الغرب. من الواضح أن الغرب لا يقول علنا إنه يدعم داعش. نرى الأسلحة التي تسقط من الطائرات يصل نصفها إلى وحدات حماية الشعب الكردي، وحزب الاتحاد الديمقراطي، ويصل نصفها لداعش. نحن نناضل هنا من أجل تحقيق الهدوء في هذه المنطقة بأسرع ما يمكن.

هل فوجئت بانتصار ترامب في الولايات المتحدة؟

كلا لم أفاجأ. ويبدو لي أن الأمريكيين فوجئوا أكثر. أنا أؤمن بنتائج الصناديق، وحتى عندما انتخبت رئسيا لبلدية إسطنبول فوجئ الناس. إذن لماذا فوجئوا في أمريكا بفوز ترامب؟ هنا توجد ظاهرة، فترامب دخل المنافسة مستقلا، ولم يأت من داخل المؤسسة، ولم يمارس العمل السياسي. وفي المقابل فإن منافسته جاءت من عالم السياسة، وكان معسكرها واثقا من نفسه وجمعت أموالا. من أين جمعت الأموال؟ من بين المتبرعين للحزب الديمقراطي منظمة فتح الله غولن الإرهابية “فيتو”، التنظيم الذي نحاربه هنا منح (حملة كلينتون) دعما كبيرا. وقد أرسلت لهم رسالة وقلت لهم أنتم ترتكبون خطأ. قلت لهم “للديمقراطيين” إن الأموال التي تتلقونها من هذا التنظيم لن تأخذكم إلى أي مكان. وبهذه الأموال التي حصلوا عليها انظروا إلى الوضع الذي صاروا إليه.

والآن مع السيد ترامب ستبدأ حقبة جديدة في أمريكا. كل ما فعل ضد ترامب سواء في أوروبا أو في الولايات الأمريكية هو في رأيي قلة احترام للديمقراطية. ينبغي أولا وقبل كل شئ احترام نتائج الانتخابات.

لكنك بوصفك مسلما ربما ينبغي عليك أن تفكر مرتين قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة عندما يتولى ترامب منصب الرئاسة في ضوء كل ما قاله عن المسلمين في حملته الانتخابية.

إن تناولكم لهذه المسألة غير صحيح أيضا. وإذا كان الأمر كذلك لا يمكننا أن نسافر أيضا إلى إسرائيل. أليس كذلك؟

كلا، هو قال إنه لا يريد أن يسمح للمسلمين بدخول أمريكا.

كل ما قيل في الساحة السياسية خلال الحملة الانتخابية يمكن أن ينحى جانبا بعد ذلك. يمكنا أن نجلس ونتحدث مع ترامب عن كل ذلك. في اليوم التالي لانتصاره اتصلت بترامب وتحدثت معه هاتفيا، واتفقنا أن لدينا الكثير لنفعله فيما يتعلق بعلاقات تركيا والولايات المتحدة.لكنني عموما لا أعتقد أن ترامب سيتبنى النهج الذي تحدث به خلال الحملة الانتخابية مع المسلمين، وفي تصريحاته الأخيرة عدّل من أقواله السابقة في هذا الصدد.

لكن سيدي الرئيس، ربما يبحث الناس في جميع أنحاء العالم الآن عن زعماء أقوياء حازمين، فهل هذا ممكن؟

كل دولة تحتاج إلى زعيم قوي لكي تتقدم، وبدون زعماء أقوياء لا يمكن للدول أن تتقدم.

زر الذهاب إلى الأعلى