أخــبـار مـحـلـيـة

أكاديميون يبحثون في إسطنبول “معايير إدارة الجودة الشاملة في التعليم العالي”

انطلقت في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الجمعة، أعمال المؤتمر الدولي “الاعتماد الأكاديمي ومعايير إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي”، بمشاركة أكاديميين عرب وأتراك.

ويشرف على تنظيم المؤتمر الذي بدأ اليوم، ويستمر ثلاثة أيام، اتحاد الجامعات الدولي (مستقل)، بالتعاون مع “جامعة سلجوق” التركية، في مدينة قونيا، فيما يناقش المشاركون خلاله معايير إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي، والخروج بحلول للمشاكل التي تعترض العملية التعليمية.

ويتضمن المؤتمر مجموعة من المحاور التي تتداول الإجابة على مجموعة من القضايا، منها معايير الاعتماد الأكاديمي من ناحية الدلالة والأهداف، والنظرية والتطبيق، واستخدام التقنية الحديثة في الهيئة التدريسية، ومحاور أخرى.

وألقى أحمد كاظم أورون، نائب رئيس جامعة سلجوق، كلمة في الجلسة الافتتاحية، عوضا عن رئيس الجامعة مصطفى شاهين، قال فيها، إن “تركيا عانت من محاولة إنقلابية مدعومة غربيا، تصدى لها الشعب التركي”، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي.

وشدد أنه “على المسلمين التعاضد والتعاون في كافة المجالات تاركين النزاعات العقيمة جانبا”، معتبراً أن “هذا الاجتماع يؤمّن اجتماع العلماء، والإسلام لم يكن معيقا للعلم، بل يريد أن نكون أقوياء بالعلم”.

وانتقد أورون “القوى الغربية التي لجأت لعدة طرق للتحكم بالدول الإسلامية، وأعاقت الحركة التعليمية فيها، ونشرت أفكار بأن الاسلام يحارب العلم وأنه دين التخلف والرجعية، وأنكرت فضل العلماء المسلمين في البشرية جمعاء مثل ابن سيناء، وابن خلدون، والجزري، وابن الهيثم، والجاحظ، وغيرهم”.

وخلال الجلسة الافتتاحية، استعرض رئيس المؤتمر البروفيسور السوري، عبد الله العساف، مجموعة من ملامح الواقع الحالي في حقل التعليم العالي، ومنها أن “كثير من البلدان العربية تفتقر إلى سياسة تعليمية دقيقة محددة المعالم والأهداف والوسائل”.

وأضاف في كلمته أنه “ليس في العالم العربي ما يسمّى بصناعة المعلومات، ولا توجد شبكات للمعلومات، وأجهزة للتنسيق بين المؤسسات، والمراكز البحثية التي تفتقر أساساً إلى الجودة”.

وتابع موضحا “ليس هناك صناديق متخصصة بتمويل الأبحاث والتطوير، ولا قاعدة بيانات باللغة العربية عن النشاط العلمي الجاري، ولا قاعدة بيانات عن المعاهد أو المراكز والهيئات التي تجري البحوث العلمية، كما لا توجد وسائل مناسبة أو متوفرة بيسر لنشر النتائج التي يتوصل إليها العلماء، وهناك غياب شبه كامل للتكامل والتعاون والتنسيق بين الجامعات العربية”.

وشدد على أنه “من المشكلات أيضاً، أن القطاع الحكومي ما يزال هو المموّل الرئيسي للبحث العلمي والتعليم العالي في الدول العربية، وسط غياب شبه تام للقطاع الخاص، إلى جانب أن تجربة بناء الأوقاف التي تدعم الجامعات، وتجعل قرارها مستقلاً، ما تزال تجربة خجولة”.

وفي نفس الإطار، بين أن “واقع الجامعات العربية يعاني من أزمات بحثية واضحة، ناجمة عن وطأة الأعداد المتزايدة من الطلبة الراغبين في متابعة التحصيل العلمي العالي من جهة، ورغبتها في اللحاق بركب التطوّر العلمي الذي يسير بحركة متسارعة”.

ولفت إلى أن هذا الواقع “جعل مؤسسات البحث العلمي في الوطن العربي في موقع متخلّف قياساً لما هو في البلدان المتقدّمة، وعرّضها بالتالي لحملة من الانتقادات الواسعة باعتبارها أداة التغيير الأساسية في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية”.

وحول قضية الاعتماد، موضوع المؤتمر الدولي، أكد أن “الاعتماد الأكاديمي، ومعايير إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي، يبنى على خمسة أركان أساسية هي الأستاذ الجامعي والطالب، والمناهج الدراسية، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، والبنية التحتية والهيكل الإداري”.

ولفت “العساف” أيضا إلى أنه “لتحقيق الهدف من المؤتمر فقد بني على سبعة محاور أساسية، تتضمن أشكال الاعتماد الأكاديمي، وأهميتها، ومعايير إدارة الجودة الشاملة في اختيار أعضاء الهيئة التدريسية، وأساليب التدريس ومهاراته، والمناهج الدراسية وتنفيذها”.

أما ما يتوقعه من مخرجات للمؤتمر، فقد أفاد أن يتوقع أن يحصل “تحسين واقع التعليم العالي في الجامعات العربية والرقي بجودته، ووضع معايير دقيقة وعملية للاعتماد الأكاديمي في تصميم المناهج التدريسية”.

من ناحيته، قال الدكتور محمد خير الغباني، الأمين العام لاتحاد الجامعات الدولي، إن “الجامعة هي السقف للسلّم التعليمي بكل الاختصاصات، والمجتمع كأنه لا يقر اليوم بمرجعيتها العلمية، ولا تغدو عن كونها مؤسسة خدمية يتوقف دورها عند هذا الحد”.

وذكّر أنه “في التاريخ كانت المؤسسة التعليمية تقود المجتمع، وتعيش همومه، وتواكب شؤونه، والمدرسة بقدر ما يكثر طلابها يتعمق جذورها بالمجتمع”.

ولفت “الغباني” إلى أنه “أصبح الطالب يأخذ من الجامعة الشهادة والأوراق المطلوبة للتوظيف، دون أن يشعر بالانتماء لها، دون المحافظة على العلاقة الجامعية، أو الاحتفاظ برقم أستاذه الجامعي لما قد يلزمه لاحقا”.

وأرجع ذلك إلى “تراجع الجامعة بمستوى الثقة المعرفية، بحيث يكون المسؤول الحزبي أكثر إقناعا من أستاذ الجامعة، وهو مؤشر خطير، فأساتذة الجامعات ليسوا أقل علما من تلك القادات، والمشكلة أبعد من ذلك وهي معقدة”.

وخلص إلى أن الهدف الأساسي في هذا المؤتمر هو سؤال “ما موقع الجامعة من المجتمع؟ هو السؤال المركزي الذي ينطلق منه المؤتمر، وهو ما يركز عليه”.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية وزعت بعض الدروع التذكارية لبعض المشاركين في المؤتمر والمساهمين به.

واتحاد الجامعات الدولي، هو اتحاد مستقل مرخص في تركيا ولبنان، أسس قبل أكثر من عام، وموضوعه البحث في مشكلات التعليم العالي في العالم، وتقنين أطر التعاون بين الجامعات العربية والعالمية، وإدارة المؤسسات التعليمية والجامعية على كافة المستويات، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد.

زر الذهاب إلى الأعلى