أخــبـار مـحـلـيـةسيـاحـة وسفـر

“أماصرة” التركية.. متحف غني في مدينة تنضح أرضها بالآثار

يعطي متحف مدينة “أماصرة” التي تقع على البحر الأسود شمالي تركيا، لمحة عن تاريخ المدينة الذي يعود لآلاف السنين قبل الميلاد، تعاقبت خلالها عليها الحضارات، وشهدت فترات كان عدد السكان فيها أضعاف عددهم الحالي.

ويعرض المتحف أكثر من 3 آلاف قطعة آثرية، تعود للحقبات المختلفة التي مرت بها المدينة التي يرجع تاريخها إلى أوائل العنصر البرونزي، قبل أكثر من 5 آلاف عام.

واكتسبت المدينة التي تقع في ولاية “بارطن”، اسمها من الأميرة الفارسية “أماستريس”، التي حكمتها بعد الليديين الذين استمرت دولتهم غربي الأناضول التركي من 687 وحتى 546 قبل الميلاد.

وحكمت أماستريس المدينة 16 عاما، بين 302 و286، قبل الميلاد، وتزوجت مرتان إحداهما من حاكم تراقيا ليسيماخوس، أحد القادة الخلفاء للإسكندر الأكبر.

وافتتح متحف المدينة عام 1969، في مبنى كان يستخدم سابقا كمدرسة ابتدائية، ثم نقل إلى موقعه الحالي عام 1982.

وتتنوع معروضات المتحف بين زجاجات العطور، وزجاجات الدموع التي كانت تجمع فيها دموع محبي الميت وتدفن معه تعبيرا عن الاحترام، والحلي الذهبية والبرونزية، والتماثيل البرونزية، والصلبان، والأسلحة، والقناديل، وأواني المطبخ النحاسية، والشمعدانات، والأختام، والملابس التاريخية، غيرها من قطع الآثار التي تعود للعصور الهيلينية والرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية.

وفي حوار مع الأناضول، قال مدير المتحف، باران أيدن، إن مدينة أماصرة التي يقطنها حاليا حوالي 6 آلاف و600 شخصا، شهدت فترات عبر التاريخ بلغ عدد سكانها خلالها 20 أو 25 ألف نسمة.

وأوضح أيدن أن العدد الكبير لسكان المدينة على مر التاريخ، جعل أراضيها حافلة بالآثار، لدرجة أن الآثار التي تعرض في المتحف، عثر عليها بالمصادفة خلال أعمال البناء أو استصلاح الأراضي، ودون أن تشهد المدينة أي عمليات تنقيب منظمة عن الآثار.

وأشار أيدن أن المتحف يمر حاليا بعملية صيانة، ومن المتوقع أن يعود لفتح أبوابه للزائرين خلال العام الحالي، ليصبح من بين أهم متاحف تركيا وأوروبا.

وقال أيدن أن معروضات المتحف جذبت اهتمام الباحثين المحليين والعالمين، رغم كونها آثار تم العثور عليها مصادفة.

وضرب مثلا بمجموعة من التماثيل عثر عليها بالمصادفة خلال حفريات في المنطقة الصناعية، وحازت على اهتمام كبير من الباحثين الأجانب، بالإضافة إلى معروضات المتحف من الأواني الزجاجية.

ولا يقتصر المتحف على التعريف بالتاريخ القديم للمدينة، بل تشغل معروضات العهد العثماني قسما هاما منه، وتتضمن ملابس ذلك العهد وأمثلة على قطع الزينة التي كانت النساء تتحلى بها.

زر الذهاب إلى الأعلى