أخــبـار مـحـلـيـة

المنطقة الآمنة.. هدف العمليات التركية ضد “داعش”

يتمثل الهدف الأهم من العمليات الجوية المشتركة ضد تنظيم “داعش”، التي بدأت أمس الجمعة، ضمن الإتفاق بين تركيا والولايات المتحدة، في إبعاد التنظيم عن الحدود السورية التركية، ومن ثم تصبح المنطقة التي سيتم تطهيرها من داعش في شمال سوريا، بمثابة منطقة آمنة للنازحين الهاربين من عنف نظام الأسد وتنظيم داعش، كما أن ابتعاد داعش عن الأراضي التركية، سيعمل على تقوية الأمن القومي التركي.

ودأب المسؤولون الأتراك، في تصريحاتهم بخصوص العمليات العسكرية المشتركة، بين تركيا والولايات المتحدة، في مواجهة داعش، على التأكيد على أهمية المنطقة الآمنة من أجل أمن الحدود التركية.

إحداثيات المنطقة الآمنة

يسيطر تنظيم داعش، منذ حوال عامين، على المنطقة الممتدة من أعزاز إلى جرابلس، ولدى تطهير تلك المنطقة من وجود التنظيم، بفعل عمليات التحالف الدولي، سيعني ذلك نشوء منطقة آمنة هناك.

تفضل الإدارة الأمريكية عدم استخدام مصطلح “منطقة آمنة”، بسبب ما يترتب عليه من مسؤوليات سياسية وعسكرية وقانونية. إلا أن إجبار داعش على الانسحاب من خط أعزاز- جرابلس، تحت ضغط الغارات الجوية للتحالف، وتوفير الحماية الجوية والبرية لتلك المنطقة، سيؤمن ظهور “منطقة آمنة”، بصورة تلقائية.

advfisideturk-now

المشروع الأرقى عبر منازل تركيا turkevler.com

وتعول تركيا والولايات المتحدة، على إحكام الجيش السوري الحر، ومجموعات المعارضة السورية المعتدلة، السيطرة على تلك المنطقة، وبالتالي حمايتها وضمان استمرارها.

وفيما يتعلق بعمق المنطقة الأمنة باتجاه الجنوب، فإنه سيتضح مع مرور الوقت، بناء على الخطط العسكرية، التي ستوضع وفقا للأوضاع الميدانية.

المتوقع من المنطقة الأمنة

من المتوقع أن تجذب المنطقة الآمنة، النازحين الهاربين من إرهاب داعش، وعنف نظام الأسد، وأن تمثل حافزاً هاماً للسوريين الموجودين في تركيا، للعودة الطوعية إلى سوريا.

ويرتبط توفير شروط حياة آمنة للسوريين في تلك المنطقة، بشكل مباشر، بجهود المعارضة المعتدلة، التي عليها أن تكثف من نشاطها في المنطقة بعد تطهيرها من داعش، وأن تؤمن للمدنيين الخدمات الأساسية، وأن تسهل من توصيل المساعدات الإنسانية.

لا مكان لحزب الاتحاد الديمقراطي

يضع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، امتداد “بي كا كا” الإرهابية في سوريا، عينه على المنطقة، التي يجري السعي لتحويلها إلى منطقة آمنة، حيث لابد له من السيطرة على تلك المنطقة، لربط المناطق الواقعة تحت سيطرته بعضها ببعض.

وتعارض مجموعات المعارضة السورية، انتقال الاتحاد الديمقراطي إلى غرب الفرات، لأن ذلك سيقطع عليهم الطريق إلى الحدود التركية.

وفي الوقت الذي يوضح فيه المسؤولون الأتراك، أن العمليات ضد داعش، لا تستهدف الاتحاد الديمقراطي، فإنهم يجددون تحذيراتهم، بخصوص ضرورة عدم تهجير التركمان، والمجموعات العرقية الأخرى، من المناطق الواقعة تحت سيطرته.

وقالت مصادر دبلوماسية للأناضول، إن الولايات المتحدة تتفق مع تركيا، فيما يخص عدم دخول الاتحاد الديمقراطي للمناطق التي سيتم تطهيرها من داعش. ويستخدم مسؤولو البلدين، جميع القنوات المتاحة، لتحذير الاتحاد الديمقراطي، بخصوص عدم العبور إلى غرب نهر الفرات، وعدم إحداث تغييرات ديموغرافية، والسماح للتركمان والعرب الذين تركوا منازلهم بالعودة.

الوجود التركماني مرتبط أيضا بالمنطقة الآمنة

سيكون للمنطقة الآمنة كذلك، تأثير في القضاء على التهديدات، التي تواجهها القرى التركمانية في سوريا، من قبل داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي. ويعيش التركمان في سوريا في مناطق متفرقة، إلا أن ثلثا عددهم تقريباً يعيش في حلب وشمال الرقة.

وبدأ الاتحاد الديمقراطي، الشهر الماضي، بعد استيلائه على تل أبيض من داعش، في التهجير القسري لتركمان المنطقة من قراهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى