أخــبـار مـحـلـيـة

انفجار “السلطان أحمد” ومستقبل السوريين في تركيا

جاء تفجير ساحة سلطان أحمد بقلب مدينة إسطنبول ليسلط الضوء من جديد على حياة السوريين بتركيا، ويطرح تساؤلات حول مستقبلهم خاصة أن المسؤولين الأتراك أعلنوا أن منفذ الهجوم سوري دخل البلاد بصفة لاجئ.



معظم الذين تم رصد ردود أفعالهم من سوريين ومواطنين من مختلف التوجهات والإنتماءات من المجتمع التركي، إضافة لأخصائين إجتماعيين، أكدوا أن مثل هذه العمليات لن تؤثر سلبيا على السوريين لأن المجتمع التركي بأغلبيته متعاطف معهم، باستثناء فئة المعارضة وهي فئة قليلة.

وأودى الإنفجار بحياة عشرة أشخاص، إضافة إلى 15 جريحا. وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو قد ناشد الشعب التركي بعدم تحميل اللاجئين السوريين مسؤولية ما حدث.
مستقبل غامض :

عبد الله حاتم اعتبر الإنفجار عملا انتقاميا ضد تركيا من قبل كل من يستغل الثورة السورية. وتابع الصحفي السوري -المقيم بتركيا- بأن التسهيلات التي منحها الأتراك لدواعي إنسانية في بداية الثورة للقوافل الإغاثة الأجنبية، جعلت العديد من ”الشباب يدخل سوريا ويقيم فيها معسكرات عند تنظيمات وصفها ”نواة تنظيم الدولة”. ومعظم هؤلاء الآن-تابع-هم قيادات عند التنظيم ”ويستغلون معاناة الشباب السوري البسيط لتنفيذ خططهم الإرهابية” حسب قوله. 


وأشار أن الحادث نشر شعورا بالتهديد عند السوريين بتركيا وجعلهم يشعرون بالخوف من تعقيدات مستقبلية محتملة في مجال الحصول على السكن وفرص العمل. ووصف مستقبلهم بالغامض، خاصة بوجود حملات إعلامية منظمة ضدهم ”مع أننا شعب مسالم نرغب فقط بحياة كريمة”على حد تعبيره.

بدورها اتهمت هزار نجار النظام السوري وأعوانه بالوقوف وراء مثل هذه العمليات. وأضافت الناشطة السورية من مدينة إسطنبول، بأن النظام السوري سيستمر في إثارة القلاقل بتركيا لإلحاق الضرر بها قصد إثارة حقد الأتراك ضد السوريين وطردهم منها. وأقرت أن التفجير سوف يؤثر بشكل سلبي على مشاعر بعض الأتراك ”ويجعلنا نحس بالعار حتى لو كنا بريئيين”، لكنها عبرت عن ثقتها بأن نداء داوود أوغلو سوف يلقى آذانا صاغية عند الشعب التركي، ”لأن معظمهم متعاطف ومتفهم للمأساة السورية”. 

دعم شعبي :
من جهته رفض فاتح أردوغان – كبير الطهاة بإحدى المطاعم بإسطنبول- ربط الإنفجار باللاجئين السوريين، بل اعتبره ”حلقة ضمن سلسلة من الهجمات الشرسة التي تواجهها تركيا من الصهاينة وبعض الدول الغربية”. وعزا ذلك لرفض حكومة بلاده الخضوع لرغبات تلك الأطراف في العديد من القضايا وخاصة القضية السورية. كما لم يستبعد أن يكون الإنفجار له علاقة بروسيا التي فقدت ماء وجهها دوليا بعد إسقاط مقاتلتها من طرف سلاح الجو التركي، و التي تسعى للإنتقام. كما اهتمت بعض وسائل الإعلام التركية بمحاولة تأليب الرأي العام التركي ضد السوريين، عبر نشر أخبار ”تشيطن اللاجئين وتربط كل جريمة أو فعل شنيع يحدث في البلاد بهم”.

ووافقه الرأي الكردي زكي كواس –مقاول- الذي أضاف أن اتهام اللاجئين السوريين بالإرهاب ”غير أخلاقي”. وعبر عن استيائه من كل من يعتدي ويضايق اللاجئين السوريين في تركيا، واصفا إياهم ”بالمريضين النفسيين والمتجردين من الإنسانية”.وتساءل عن سبب قيامهم بذلك لأنه وكما قال اللجوء ليس خيارا، بل واقع مرير يجبر عليه من هدم بيته وفر بحياته طمعا بالأمان”.



واستبعدت نور حياة كيزيلكان، الأخصائية الإجتماعية التركية، تصعيد الأمور ضد السوريين بتركيا. وكما قالت، فإن الأتراك شعب اعتاد العمليات الإرهابية في بلاده عبر التاريخ، وذاق مرارتها، إضافة لعيشه ويلات الأزمات الإقتصادية، لهذا أصبح ذو فراسة ووعي يخولانه معرفة ما يحدث ولماذا يحدث. واعتبرت أن الشعب التركي بات يبرمج نفسه بشكل آلي على الإدخار واتباع خطط بديلة متى أحس بتهديد لإقتصاده أو أمنه.



اختلاف ثقافي :
أما إيساك فاتح الطالب التركي المعارض، فقد دافع عن رافضي الوجود السوري بتركيا، وقال أن موقفهم ليس بسبب انزعاجهم من تنظيم الدولة بل من الإختلاف الثقافي.ووصف السوريين بأنهم غرباء عن مفهوم الدولة العلمانية، وعاشوا لفترة طويلة تحت حكم مستبد والآن أصبحوا فئة يملأها الغضب بسبب فقدانها لبيوتها وأعمالها، وتعيش في بلد لا تعرف لغته”.وبرأيه فالخطر الأكبر الذي يواجه تركيا هم ”الجيل الثاني من السوريين” الذي زعم أنه سيكونون أكثر ”غضبا وتمردا”. ورأى أن الحكومة التركية يجب أن تجد حلولا سريعة لدمجهم في نظامها وتوفير شروط لهم متساوية مع التي يملكها الأتراك ”لكي تتقي شرهم، لأنه وكما يبدو فهم سيقيمون هنا للأبد” حسب تعبيره.



زر الذهاب إلى الأعلى