أخــبـار مـحـلـيـةمـنـوعــات

“بتليس” التركية..كنز مدفون لم ينفض عنه الغبار بعد

على الضفاف الغربية لأكبر بحيرة (وان) في تركيا، تقع ولاية بتليس القلب النابض للسياحة والتاريخ والعراقة جنوب شرقي البلاد.

تكتسب “بتليس” اسمها من اسم “بدليس” أحد القادة في جيش الاسكندر المقدوني، والذي بنى قلعة في المنطقة قبل آلاف السنين.

وتعدّ بتليس، حاضنة التاريخ والعلم وتعدد الثقافات، خصوصا وأنها خضعت لمدار 7 آلاف عام من عمرها، لحكم امبراطورية ميديا، والفرس، والمقدونيين، والرومان، والبيزنطيين، والسلاجقة، والعثمانيين.

وبسبب هذا الثراء الحضاري والثقافي الكبير، فالمدينة تحتضن العديد من الآثار التاريخية العريقة، والمدارس والمساجد، إلى جانب طبيعتها الساحرة التي تأخذ من الوهلة الأولى قلوب زوارها.

وتعانق بتليس بحيرة وان، أكبر بحيرة مالحة في تركيا (3.755 كم مربع)، وتشكل البحيرة مصدرا للسياحة والاستجمام للمدينة.

إلى جانب بحيرة “وان”، لدى بتليس عدد من البحيرات الكبيرة والصغيرة مثل “آرين” و”آيغر” و”نازيك”، التي تشهد رياضات مائية مختلفة، تجذب هواة هذه الرياضة من شتى أنحاء البلاد.

كما أن جبل “سبحان” البالغ ارتفاعه 4 آلاف و58 مترا، يعد مركزا لاستقطاب هواة تسلق الجبال والتخييم، والرياضات الجبلية الأخرى في الولاية.

وفي حديث للأناضول، قال “رمضان غنجان”، مدير الثقافة والسياحة في بتليس، إن “المدينة تعد بمثابة كنز مدفون لم يكتشف بعد، لما تحتضنه من معالم تاريخية عريقية ومكتبات قديمة وطبيعة ساحرة”.

وأشار غنجان إلى أن تاريخ بتليس يبلغ 7 آلاف عام، مبينا أن اسمها ينسب لأحد قادة الملك المقدوني الاسكندر الكبير، والذي بنى قلعة في المنطقة.

ولفت المدير إلى جمال طبيعة بتليس والتفافها على شواطئ بحيرة “وان” المالحة والتي تعد أكبر بحيرة في تركيا، فضلا عن مياها العذبة ومساجدها القديمة وخاناتها وقلاعها.

وأوضح أن الولاية احتضنت السلطان السلجوقي ألب أرسلان، في القرن العاشر، خلال الفتوحات الإسلامية بمنطقة الأناضول.

وأضاف غنجان أن قضاء “أخلات” بالمدينة يعتبر المنطقة التي انفتح منها الأتراك على فتح المناطق الأخرى في الأناضول.

وقال إن القضاء يطلق عليها اسم “قبة الإسلام”، تشريفا له.

وأردف في ذات السياق قائلا إن قضاء “أخلات” يحتضن أكبر مقبرة إسلامية تركية في العالم تحمل اسم “مقبرة السلاجقة”، وفيها 8 آلاف و200 ضريحا.

وتابع المدير، موضحًا أن بتليس كانت مركزا لمناهل العلم الإسلامي، عاش فيها أو ارتادها علماء كثر أبرزهم بديع الزمان سعيد النورسي، وإدريس البتليسي، وشكري البتليسي، وشمس البتليسي.

ومضى قائلا: “بتليس في موقع يجعلها متحفا في الهواء الطلق، ينتظر من يكتشفه”، مبينا أن السياحة لا تنضب في المدينة طول العام بمواسمه الأربعة.

زر الذهاب إلى الأعلى