أخــبـار مـحـلـيـةأخبار الهجرة و اللجوء حول العالمالدراسة في تركيا

جهود تركيا في دمج الطلاب السوريين في النظام التعليمي التركي

سلط تقرير قدمه مركز أبحاث تركي ومؤسسات خيرية دولية الضوء على ضرورة التغلب على حاجز اللغة وحث على ضرورة تقديم الدعم الدولي لقضية تعليم اللاجئين، إذ صرح وزير التربية التركي أن المساعدات الدولية الحالية ليست كافية، فهي لا تغطي إلا 10 % من متطلبات المدارس.

وتعد تركيا قضية تعليم أطفال اللاجئين أولوية أساسية لها منذ بدء تدفقهم عام 2011 جراء الحرب الدائرة في بلادهم، إلا أنه وبرغم الجهود المستمرة هناك ما يقارب الـ41% من الأطفال اللاجئين السوريين خارج المدرسة.

فمن أصل 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا هناك 833,039 طفلا و492,544 منهم فقط يذهبون إلى المدرسة هذا العام، سواء كانوا مسجلين في مراكز التعليم التي بنيت خصيصاً للاجئين أو في المدارس العامة التركية.

ذكر برهان الدين دوران منسق عام في مركز الدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية (SETA) في التقرير أن “هناك أهمية وأولوية لعملية دمج اللاجئين السوريين في المجتمع”. والتعليم عامل أساسي للاندماج الاجتماعي، كما أن “هذا الجيل مهدد بالضياع إذا لم تقدم له فرصة التعليم بسبب الأزمة التي تشهدها بلاده”.

منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 وقمعها دمويا من نظام دمشق وما تلا ذلك من اقتتال خصوصا بعد دخول أطراف أخرى في النزاع مثل تنظيم داعش والمليشيات الشيعية، تم مؤخراً رصد عودة عدد قليل من اللاجئين إلى المناطق المحررة من داعش، لكن التوقعات أن العدد الأكبر منهم سيبقى في تركيا.

وبرنامج دعم اللاجئين الذي يعتبر جزءا من الاتفاقية بين أوروبا وتركيا، هو من أكبر البرامج المقدمة من أوروبا لدعم اللاجئين السوريين، حيث تقدر ميزانية البرنامج بـ 500 مليون يورو نصفها لرفع جودة تعليم اللاجئين السوريين.

ويقول الباحثون إن المدارس السورية المؤقتة من الممكن أن يكون لها دور فعال الآن، لكنها لا تعتبر حلا على المدى الطويل، إذ تجب مساعدة اللاجئين على الاندماج من خلال انضمامهم إلى المدارس العامة، كما أوصى التقرير بضرورة إدخال المعلمين السوريين في النظام التعليمي، ولفت أيضا إلى أهمية توفير برنامج لتهيئة الطلاب الأتراك لتعميق تقبلهم وانسجامهم مع الطلاب السوريين.

كما شرح التقرير أهم أسباب تسرب الأطفال من المدارس وعدم إرسالهم إلى مراكز التعليم المؤقتة والمدارس العامة التركية.

فالمشاكل الاقتصادية هي أحد الأسباب الأساسية وراء عدم إرسال العائلات السورية لأطفالها، ففي بعض الحالات تكون الأسرة قد فقدت المعيل الأول لها خلال الحرب، فيكون الولد الأكبر في العائلة كبديل للأب ومجبراً على الإعالة. وحسب تصريحات أدلى بها الأهالي، فإن أغلبية الأطفال المتسربين من المدارس يعملون لكسب لقمة العيش، كما أن كثرة تنقل بعض الأهالي بحثا عن مصدر للرزق يعتبر من العوامل الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى