أخــبـار مـحـلـيـةروائع التاريخ العثمانيمـنـوعــات

جيتين قايا.. خزّاف تركي يُحيي مشاريع عثمانية عالقة منذ سنين

يتفنّن الخزّاف التركي، فخري جيتين قايا، في تزجيج لوحات وأواني خزفية برسوم مشاريع عثمانية عديدة بقيت في الظل على مدى سنين طويلة، قبل أن تتمكن السلطات في تركيا من العثور عليها لاحقًا في إطار مشروع أطلقه مجمع التاريخ التركي.

ويعود تاريخ معظم المشاريع التي يعمل جيتين قايا، على نقشها، إلى عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، حيث تضم خطوط تلفريك وجسورًا وأنفاقًا تربط الشطرين الآسيوي والأوروبي في مدينة إسطنبول ببعضهما عبر مضيق البوسفور.

وخلال حديثه للأناضول، قال جيتين قايا إنه شارك في العديد من المعارض الدولية خلال الأعوام الأخيرة لاستعراض التحف التي قام بنقشها على الخزف، بينها خرائط للعالم ونقوش أو كتابات أورخونية مزخرفة على الطراز الرائج بالعهد العثماني.

وأشار الخزّاف التركي إلى اهتمام الدولة العثمانية عن كثب بالعلوم والتكنولوجيا.

وأضاف: “لم تتمكن الدولة العثمانية من تنفيذ هذه المشاريع التي أعمل على نقشها اليوم، والمصممة وفق تقنيات رائعة قبل عشرات الأعوام، والسبب في ذلك يعود إلى الحروب والأزمات المالية، التي كانت تواجهها”.

ومضى قائلًا: “بعض تلك المشاريع المعقدة يصعب تنفيذها حتى في الظروف الراهنة، وأنا قررت نقشها وتزجيجها في الخزف لنقلها إلى الأجيال القادمة علّها تكون مصدر إلهام بالنسبة لهم في تضميم مشاريع عملاقة وفريدة قد تعود بالفائدة إلى البلاد”.

وأنهى جيتين قايا، تزجيج 13 مشروعًا من أصل 40 جرى تصميم عدد منها في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876- 1909)، بينها “جسر حميد” الذي صمّم قبل 130 عامًا لربط شطري إسطنبول ببعضهما، فضلًا عن “النفق البحري” و”جسر جناق قلعة”.

وأردف: “يستغرق تزجيج المشروع الواحد وقتًا طويلًا حيث يصل إجمالي عدد المشاريع في العام الواحد إلى 10 أو 12، لكنّي أحلم بتزجيج جميع الآثار المصممة من قبل الدولة العثمانية والبالغ عددها حوالي 40 مشروعا، وسأسعى جاهدًا لتحقيق ذلك”.

وأعرب الخزّاف التركي عن شعوره بفخر واعتزاز عندما يعمل على تزجيج أو نقش المشاريع التي كان السلطان عبد الحميد، يحلم بتنفيذها خلال فترة حكمه للدولة العثمانية.

وبين أن هذا الأمر يرفع من معنوياته بشكل كبير جدًا.

ولفت جيتين قايا، إلى رغبته في إضافة تقنيات ولمسات جديدة لفنّ تزجيج الخزف، الذي يتمثل بإضافة كمية من “المينا المزجج” (مزيج مركب من عدة مواد لا عضوية) إلى الخزف، وصهرها معه بحيث تتشكل طبقة لمّاعة على السطح تسهم في الزخرفة والتزيين.

وازدهر تزجيج الخزف في القرن الثامن مع صدر الدولة الإسلامية حيث كان أحد إنتاجات الفن الإسلامي على شكل معمولات خزفية، وذلك في عدة أقاليم في مصر والشام والعراق وخراسان، بحسب متخصصين.

زر الذهاب إلى الأعلى