أخــبـار مـحـلـيـةسيـاحـة وسفـرمـنـوعــات

“حُرِّم سلطان”.. حمّام السلاطين.. قبلة مشاهير العالم

رغم أنها لم تستخدمه سوى مرتين، لكن “حُرّم سلطان”، زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، كان لها فضل إنشاء “حمّام آيا صوفيا حُرّم سلطان”، الذي يقصده لليوم المشاهير والسائحون، نظرا إلى مكانته التاريخية والخدمات التي يقدمها.

ويعود تاريخ إنشائه عندما طلبت “حُرّم سلطان Hürrem Sultan” الحمّام، فأصدر السلطان القانوني الأمر في عام 1556، ليتصدى لبنائه سنان أشهر معماري في الدولة العثمانية، فبني الحمّام بطول 75 مترا من قسمين متساويين للنساء والرجال، ليكون أكبر حمام يصممه في حياته.

ومع انتهاء بناء الحمّام، ونظرا إلى تراجع الحالة الصحية لحُرّم سلطان، لم تتمكن من الاستحمام فيه سوى مرتين قبيل وفاتها، لكنه استمر بتقديم خدماته للسلاطين لاحقا، بدءاً من السلطان سليمان القانوني.

ولعل مكانه، الذي يقع في قلب إسطنبول النابض، قد جعله قبلة للمشاهير والسياح، علماً أن نحو 70% منهم، بينهم مشاهير وأثرياء، يفضلون عدم الكشف عن أنفسهم خلال الزيارة، من بينهم زوجة الراحل ستيف جوبز، رئيس شركة أبل الأمريكية الشهيرة في صناعة التكنولوجيا.

وخضع الحمّام لعملية ترميم كبيرة في السنوات السابقة، ليفتح أبوابه مجددا في عام 2011، ويستقبل السائحين والزوار بخدمات عديدة تُظهر حقيقة هذا الحمّام التركي.

المعالج الفيزيائي سنان يقول إنه يعمل في الحمام منذ 6 سنوات، بتقديم الخدمات للزبائن الذين يطلق عليهم “الضيوف”.

وأفاد أنه بعد “التأكد من الحالة الصحية للضيف، تتم مرافقته إلى غرفة تغيير الملابس، ومنها إلى قسم الانتظار الذي يتمتع بحرارة عالية من أجل التعرق لمدة عشر دقائق”.

وتابع: “بعدها يتم نقل الضيف إلى قسم الفرك والرغوة، وعمل المساج المطلوب، قبيل استكمال الحمام، بالانتقال إلى المكان المسمى (غوبَك تاشي)، حيث تتم عملية الفرك وهناك يمكن للضيف الاستمتاع بمشاهدة قبة الحمام المثقوبة”.

وعن الفوائد الصحية لهذا الحمّام، قال سنان إن “الاستحمام هنا هو هدف كل ضيف، من أجل إزالة الجلد الميت من الجسم، وإزالة السموم منه عبر التعرق، إضافة إلى إزالة كل أنواع التوتر والضغط”.

ولفت إلى أن “ردود الأفعال دائما جيدة، بعد الحصول على الفائدة والصحة”.

أما فيما يتعلق بالفرك، فأشار إلى أنه يكون “عبر كيس قماشي مخصص لذلك، بعد أن يتعرق الزائر لمدة 10-15 دقيقة، وهي مفيدة من أجل طراوة الجسم إذ يزول الجلد الميت”.

وداخل الحمّام يتخذ ركن “السلطان سليمان القانوني” مكانه، ليقدم خدمات أكثر تميزا تشمل تطبيق القناع الطيني للحريصين على بشرة نضرة خالية من العيوب.

وبعد أن يكمل الضيف استحمامه، يتم لفه بالمناشف المخصصة بالشكل المميز، قبيل الانتقال إلى ركن الاستراحة، وهناك تقدم له المشروبات الساخنة وفي مقدمتها القهوة التركية والشاي إلى جانب المشروبات الباردة والفواكه.

الشاب سعيد يوسف (24 عاما)، وهو أحد الزائرين للمركز قال إن “الحمام التركي رائع، ويتمتع بخدمات متميزة، خاصة بعد انقضاء يوم متعب في الحياة اليومية والعملية، آتي هنا من أجل الراحة والاسترخاء”.

ووصف يوسف الحمّام بأنه “مشهور وتاريخي، ويقدم خدمات رائعة، ألحظها بشكل أسبوعي”.

وعن أكثر ما يجذبه للحمّام أفاد: “الخدمات متميزة من خلال عمليات التدليك والاستحمام، وأنصح بزيارة المكان لما له من خدمات رائعة”.

يالتشن كاراديش، مدير قسم التسويق والمبيعات في الحمّام، قال للأناضول: “بني الحمّام على أنقاض حمامات زوكسيبوس التاريخية وبطلب من حُرَّم سلطان؛ أمر ببنائه السلطان سليمان القانوني، وعمل المعماري سنان على إنشائه”. وتابع بالقول: “مع اقتراب انتهاء الحمّام، لم تتمكن حُرَّم سلطان من استخدامه سوى مرتين، وبعد وفاتها استخدمه السلاطين العثمانيون. في العصر الحديث، قمنا بترميمه وافتتاحه أمام العموم منذ عام 2011”.

وعن طبيعة الخدمات المقدمة في الحمّام، قال كاراديش إنها تتضمن “الاستحمام على الطريقة العثمانية، والتدليك والمساج والأقنعة الطبيعية على الوجه، وهي طبيعية أصلية ومتنوعة، ومنها مساجات عديدة تستهدف العلاج”.

ولفت إلى أنه “من مميزات الحمّام استقبال الضيوف، وأخذ معلومات صحية عنهم، فإن لم يكونوا يعانون أي مشكلة، فيتم تقديم الخدمة لهم، وإن كان يعاني أمراض القلب والسكري وغيرها، يمكن أن تؤثر عليه، فنتأكد من هذه الأمور عند استقبال الضيف”.

وشرح كاراديش أن “هناك غرفا مستقلة للتبديل، منها غرف للشخصيات المهمة، والمستلزمات كلها شخصية كاملة تستخدم لأول مرة بمواصفات خمس نجوم، وعبر المعالج المرافق له، يتم انتقاله إلى قسم الحمّام، وهناك تجري عمليات الاغتسال والفرك والتدليك والمساج”.

وعن طبيعة الزبائن القادمين وجنسياتهم، أجاب أن “الضيوف هم من كل أنحاء العالم، في الصيف يكون معظمهم من منطقة الشرق الأوسط، يعثرون على الحمّام عبر الإنترنت ووكالات السياحة، وهناك سياح من أمريكا وأوروبا والشرق الأدنى، فيما يشكل الأتراك 30% من الزوار”.

وردا على سؤال حول تفضيل الزائرين للحمام التركي وردود أفعالهم، أكد أنه “عندما يأتي السياح يفضلون زيارة الأماكن الأثرية، ومنطقة السلطان أحمد تضم مجموعة من المراكز الهامة، ومسجدها الشهير المعروف أيضا بالجامع الأزرق، وقصر توب قابي ومتحفه التاريخي، وجامع آيا صوفيا، ونظرا إلى أن الحمام يتوسط هذه الأماكن، فإن السائحين يجدون فيه مكانا للراحة والاسترخاء”.

وشدد على أن “الحمّام يعتبر محطة مهمة للسائح، يرتاده حوالي 200 شخص يوميا، فلا يأتي أحد إلى تركيا دون العودة وزيارته، وهناك مشاهير يقصدون المكان، ولكن لسرية المعلومات لا يمكن الإفصاح عنهم”، بحسب كاراديش.

وبين مدير التسويق في الحمام أن الإدارة حرصت على استخدام أحدث التقنيات لتوفير أمان الزبائن وراحتهم، واستعاضت عن بعض الأجهزة التقليدية بأخرى أكثر تطورا لا سيما في عمليات التدفئة والتسخين.

زر الذهاب إلى الأعلى