أخــبـار مـحـلـيـةاقـتصــاديـة

شركة سياحية روسية عملاقة تجري أول صفقة مع تركيا بالعملات المحلية

اتُّخِذت الخطوة الملموسة الأولى بعد القرار التركي والروسي لاستخدام العملات المحلية وسيطًا للتجارة البينية بهدف التخلص من ضغط معدلات صرف العملات الأجنبية. فقد أكملت شكلة “أوديون” (ODEON) إحدى أكبر الشركات العاملة في قطاع السياحة في روسيا، التابعة لشركة “أو تي آي هولدنغ” (OTI Holding)، مشروعها بالشراكة مع بنك “دنيزبانك” (Denizbank) التركي بتحويل 451 مليون روبل روسي إلى تركيا. وعلاوة على ذلك، يجري البنك المركزي التركي عمليات إيداع بالليرة التركية في احتياطياته.

ومن جهته، صرح عضو مجلس إدارة أو تي آي هولدنغ أيهان بيكتاش بأن هذا الرقم سيصل إلى مليار روبل مع نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الجاري. وفي إشارة إلى أن قرار استخدام العملات المحلية بين البلدين كان قرارًا سليمًا، قال بكتاش: “ليست التجارة وحدها من سيستفيد من هذا القرار، لكنه سيساهم كذلك إيجابيًا في قطاع السياحة”.

أكّد بكتاش على اتفاقه مع دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يتعلق بـ”إيجاد المشغّلين (السياحيين) الخاصين بنا بدلًا من العمل مع مشغلين دوليين وتأسيس شركات تتولى عملية التشغيل” بهدف منع انكماش السياحة، مذكرًا بأن 40 بالمئة من السياح الذين جاؤوا إلى تركيا في الفترة 1995-2005 استعانوا بخدمات مشغلين أتراك يعملون في الخارج، لكن هذا الرقم انخفض بعد تلك المدة إلى 20 – 30 بالمئة.

عانى المشغلون السياحيون الأتراك من خسارة الأسواق الأجنبية حسب بكتاش، خاصة حيث أنه لا توجد شركات سياحية تركية في أوروبا، مما أدى إلى أن تعلق السياحة الأوروبية إلى تركيا تحت احتكار مشغلي السياحة الأجانب. وحذر بكتاش من أثر الضغط السياسي على السياحة أيضًا، مشيرًا إلى أن شركته تعمل في هذا السياق على تأسيس مكتب لها في ألمانيا.

وفي تقييمه لآراء شركات السياحة الأجنبية فيما يتعلق بتركيا، أشار أيهان بكتاش إلى حقيقة أن أكبر شركات السياحة في العالم التي تقع مقراتها في بريطانيا وألمانيا خفّضت عملياتها في تركيا في عام 2016، مشيرًا إلى أن هذا هو السبب وراء خسارة قطاع السياحة الخارجية.

وحيث أن صناعة السياحة نمت بنسبة 3.5 بالمئة في عام 2016، إلا أنها عانت من انخفاض في حوض المتوسط لأن السياح الذين يفضلون قضاء عطلتهم في تركيا لم يذهبوا إلى دول أخرى وبقوا في بلدانهم. ولم تتمكن شركات السياحة الأجنبية من تحقيق مبيعات كبيرة حسب بكتاش، ففي الوقت الذي كانوا يفكرون فيه بمعاقبة تركيا خسروا كذلك المال لأول مرة، مضيفًا أن هذه الشركات أدركت الآن القيمة الحقيقية لتركيا في سوق السياحة.

2017 عام القفزة في قطاع السياحة

أشار بكتاش إلى أن القطاع مر بسنة صعبة وتعلّم دروسًا من هذه التجربة، مشيرًا إلى أن خسارة السياح الروس لا تُعزى فقط إلى أزمة سقوط الطائرة الحربية، لكن الاقتصاد بأكمله مر بمشكلة كبيرة، وقد بدأ الآن بالتعافي. وفي إطار حديثه عن العلاقات الجيدة والإيجابية بين البلدين، قال بكتاش إنه في حين أن القطاع وصل إلى أدنى مستوى في عام 2016، فإن عام 2017 سيكون عام القفزة لقطاع السياحة. وتشير الدراسات إلى أن 2.5 – 3 ملايين سائح روسي سيزورون تركيا هذا العام. ويقول بكتاش إن هدف شركته هذا العام هو استقطاب مليون سائح روسي.

وفي مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكل من روسيا والصين وإيران إلى استخدام العملات المحلية كوسيط للتبادل التجاري لمواجهة تأثير ارتفاع العملات الأجنبية. واستجابة لدعوة أردوغان، أشار البنك المركزي التركي إلى أنه لا توجد أي عوائق قانونية أو تقنية أمام استخدام العملات المحلية كوسيط للتبادل التجاري بين تركيا وروسيا.

وعلاوة على ذلك، صرح الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي للدول النامية الثمان (D8) سيد علي محمد موسوي بأن المنظمة رحبت بدعوة الرئيس أردوغان إلى استخدام العملات المحلية في التجارة التبادلية بين تركيا وإيران. وبعد دعوة أردوغان، التي كانت على الأجندة لوقت طويل، نفذ البنك المركزي التركي أول صفقة تبادل عملات مع بنك الصين الشعبي، ليعطي زخمًا لمقترح الرئيس التركي لاستخدام العملات المحلية في صفقات التبادل التجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى