أخــبـار مـحـلـيـةأخبار الهجرة و اللجوء حول العالممـنـوعــات

عجوزان متقاعدان يتلقيان جائزة لجهودهما في مساعدة اللاجئين السوريين

ربما لا يملكان أكثر من منزلهما الصغير ومعاشاتهما التقاعدية، لكن “جويد” (Cavit) وزوجته “حافظة” (Hafize)، المتقاعدان اللذان يعيشان في العاصمة التركية أنقرة حصلا على شهرة لمساعدتهما مئات اللاجئين السوريين.

رئاسة الشؤون الدينية التابعة للدولة ستكافئ الزوجين بـ”جائزة الإحسان” (Goodness Award) لسعيهما في مساعدة اللاجئين، فقد فتح الزوجان بيتهما أمام اللاجئين كما عملوا على جمع وتنسيق المعونات لهم.

في زيارة قام بها صحفيون لمنزل الزوجين المليء بمواد المساعدات، يشرح الزوجان كيف تحولا لمنظمين لحملات الإغاثة للاجئين الذين فروا من الحرب في بلادهم وقدموا الى تركيا.

يقول “جويد” الذي عمل كمصلح للأثاث في حي التنداغ بأنقرة حيث تعيش 2500 أسرة هناك، إنه صادف السوريين أول مرة منذ خمس سنوات: “لقد قررنا مساعدتهم، لكن في السنة الأولى كان الأمر صعبًا حقًا ولم نستطع تقديم المساعدة، لم نجد أحدًا يدعم جهودنا، تبرعت بكل راتبي التقاعدي لهم، لكنه لم يكن يكفي إلا لشراء الطعام للعائلات”.

وبعد ذلك، أتيحت الفرصة لجويد للتعرف بموظف يعمل في وكالة “الأتراك المقيمين في الخارج” التابعة لوزارة شؤون الأجانب التركية، ويقول جويد في ذلك: “توجهت إلى الصيدلي الذي يعيش بالقرب من منزلي حيث كان أحد معارفه يعمل في وكالة “الأتراك المقيمين في الخارج” التابعة لوزارة شؤون الأجانب موجودًا عنده، وأثناء حديثهما عن كيفية مساعدة اللاجئين أخبر الصيدلي الرجل عن الذي قمت به لأجل مساعدتهم، ثم التقيت مع الموظف لاحقًا وشرحت له احتياجات اللاجئين ثم أخبرني أنهم تلقوا 700 مدفأة وطلب مني توزيعها على اللاجئين. وهكذا بدأت تتدفق المساعدات”.

أصبح الرجل اليوم منسقًا للمساعدات، ولم يعد مضطرًا لإنفاق راتبه التقاعدي على اللاجئين. وبالرغم من أن غرفة النوم الوحيدة في منزلهما امتلأت من الأرض حتى السقف بالمساعدات المتنوعة من طرود غذائية وبطانيات مما يحتاجه اللاجئين، إلا أن الزوجين لا يشتكون.

سعى جويد إلى عدم الكشف عن هويته لفترة طويلة لكن زيارة أعداد من اللاجئين لمنزله لفتت انتباه وسائل الإعلام، وفي النهاية اكتسب هو وزوجته شعبية كبيرة، ما أدى في النهاية إلى منحهم الجائزة.

يقول العجوز: “لم أسعى أبدًا لجائزة على ما اقوم به، أردت أن يكافئني الله فقط عن أعمالي في الآخرة، لكنني قررت أن أتحدث للصحافة عن نشاطنا لأن هذا يعني دعاية للاجئين وبالتالي المزيد من المعونات لهم”.

ويضيف: “مساعدة الناس أمر جميل جدًا، وأحيانا يكون هذا العمل صعبًا جدًا خاصة عندما يمرض أحدهم وترافقه إلى المستشفى في منتصف الليل، لكن مع ذلك إنه شعور رائع أن تساعد شخصًا محتاج”.

أما زوجته حافظة فقد تولت مشاكل النساء من اللاجئين. وتقول في ذلك: “كنت اساعدهم بالبحث عن منازل للايجار، وأرتب لهم معونات الاثاث وأحيانا أقوم بإيصال الطعام لهم سواءً بالليل أو بالنهار”.

استضاف الزوجان العشرات من اللاجئين في منزلهما المكون من طابقين عندما وصلوا إلى الحي أول مرة. تقول حافظة: “كان لدينا في يوم من الأيام 20 شخص في المنزل، ولم يكن لدينا ما يكفي لإطعامهم جميعًا، حيث أنفق زوجي راتب الشهر على طعام لبضعة أيام”.

وأكملت: “يمكننا العثور على طعام لأنفسنا في وقت لاحق لكنهم لا يستطيعون، إنهم لا يعرفون لغتنا كما أنهم يائسون، أستطيع تقديم المزيد لهم إذا ساعدني مزيد من الناس”.

وتصف حافظة علاقتها بضيوفها من اللاجئين بقولها: “نشعر وكأننا عائلة، إنهم ينادونني امي، وينادون جويد بأبي. أعتبر النساء اللاجئات بمثابة بناتي والرجال الشبان بمثابة أولادي، أعد لهم الإفطار لهم وهم يحبونني كثيرًا”.

كما دعت الزوجة الجمعيات الخيرية لتقديم يد العون لهما عن طريق تأمين مستودع لتخزين المساعدات التي تصل إليهم.

زر الذهاب إلى الأعلى