أخــبـار مـحـلـيـةأخبار الهجرة و اللجوء حول العالم

فلل راقية وخدمات فندقية.. أكبر مدينة أيتام ستحتضن ألف طفل سوري في تركيا

تستعد هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) لافتتاح مركز للأيتام السوريين أنشأته بالاشتراك مع مؤسسة “راف” الخيرية القطرية، وبالتعاون مع وزارة الأسرة التركية، على مساحة 100 دونم، ويتسع لحوالي ألف يتيم، في قضاء “ريحانلي” بولاية هاطاي جنوبي البلاد.

ونجم عن الحرب الداخلية في سوريا، أكثر من مليون يتيم، يواجهون مخاطر مهربي البشر ومافيا الأعضاء البشرية، علاوة على فقدانهم الرعاية التي يحتاجون إليها.

وتسعى المؤسسة التركية وشريكتها القطرية “راف” لتقديم ظروف معيشية أفضل لـ 990 طفلاً سوريًا متضررًا من الحرب، في مركز أطلق عليه “مركز الحياة للأطفال”، حيث سيتم تقديم الاحتياجات التعليمية والصحية والتأهيلية والغذائية في جو عائلي، إلى جانب دعمهم نفسيا.

وتم البدء بوضع حجر الأساس للمركز عبر بروتوكول وقع مع وزارة الأسرة في 2 تموز/ يوليو 2015، وتعادل مساحة الأرض المقام عليها المشروع قرية صغيرة.ويضم المركز الذي تم تجهيزه بشكل خاص، 35 منزلا للذكور، و20 للإناث على شكل فلل، مساحة كل واحد منها 350 مترا مربعا، مؤلف من طابقين اثنين، ويتسع لـ 18 طفلا.

ويحتوي المجمع السكني إلى جانب الفلل، على مبنى خدمات، ومسجد و3 مدارس ابتدائية واعدادية، ومركز تأهيل كبير، وعيادات، وصالة اجتماعات وعروض، وصالات رياضة مغلقة ومفتوحة، ومرافق اجتماعية، وسكن للموظفين وآخر للضيوف، ومركز ثقافي يتمكن الأطفال من خلاله عرض مهاراتهم، ومبنى لزيارة الأسر، وحدائق للأطفال ومسطحات خاصة للزراعة والحصاد، إضافة إلى مناطق ترفيهية وحديقة للحيوانات.

وقال مدير وحدة الأيتام في هيئة الإغاثة، مراد يلماز، إن الهيئة قامت بأعمال مهمة من أجل الأيتام السوريين وأسرهم في تركيا وداخل بلادهم.وأضاف أن “الأطفال هم أكثر المتضررين من الحرب في سوريا، والأضرار النفسية التي تعرضوا لها كبيرة جدا، مما دفعنا للتفكير بإنشاء مركز للأطفال الأيتام”.

وأفاد بأن المركز الذي يوجد على بعد 3 كيلو مترات فقط من الحدود السورية، هو الأكبر من نوعه في العالم، وأعمال بنائه كلفت حوالي 80 مليون دولار.وأوضح أنهم سيقومون بمعالجة الأطفال الذين يعانون مشاكل نفسية نتيجة فقدانهم لآبائهم في الحرب، وسيقدمون لهم مبالغ مالية يوميا، للتسوق داخل المركز.

وقال يلماز إن مؤسسة “راف” القطرية تولت إنشاء قسم الذكور بكامله، و5 فلل من قسم الإناث، وشاركت في بناء المشروع مؤسسات مجتمع مدني عديدة من ماليزيا وإندونيسيا وجنوب إفريقيا، وبريطانيا، وبولندا.

وأضاف أنه “سيتم تعيين 6 موظفين وموظفات في كل منزل، مؤهلين وحاصلين على شهادات تعليم وخبرة، ومجموع الموظفين والموظفات في 55 منزلا سيبلغ 350 شخصا، ووزارة التربية التركية ستتولى جميع احتياجاتهم المدرسية، بدءا من الألواح الذكية، وانتهاء بحقوقهم الشخصية ورواتب المدرسين”.

وأشار إلى أنه سيتم وضع كاميرات مراقبة أمنية بجميع أقسام المجمع السكني، وموظفو الأمن سيعملون بشكل متناوب على مدى الـ24 ساعة.

وأفاد يلماز أنهم سيدمجون الأطفال بالحياة الاجتماعية، للاستفادة من جميع النواحي الاجتماعية في المركز، وسيقضون أوقاتا جميلة على المسطحات الخضراء، والتي سيتمكنون فيها من القيام بممارسة الزراعة وحصاد المحاصيل.

ولفت إلى أنه سيزرع في المجمع ألف شجرة زيتون وسيعطون لها أسماء الأطفال اليتامى، مبّينا أنهم سيتمكنون من زراعة الأشجار والخضار من جهة ومن جهة أخرى سيتعلمون الاعتناء بها وحمايتها.

وأكد أن المركز سيستقبل في المرحلة الأولى 250 طفلا، وسيتم انتقاء الأكثر احتياجا من الناحيتين المادية والمعنوية، ومن ثم سيتم رفع العدد إلى 500، وفي نهاية العام يصل المجمع إلى طاقته القصوى في استقبال الأطفال. ولفت أن التكاليف الشهرية لتشغيل المركز حوالي مليوناو500 ألف ليرة تركية (حوالي 430 ألف دولار) وأنه سيتم جمع هذه المصاريف من المتبرعين ومنظمات المجتمع المدني ومن الحكومة التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى