أخــبـار مـحـلـيـةمـنـوعــاتمشاهير

نال سبع جوائز عالمية، الأستاذ والطبيب التركي اللامع “د. أوز”

الطبيب محمد أوز، أو كما اشتهر اسمه عالميًا “دكتور أوز” (Dr Oz) وهو اسم برنامجه الحواري الشهير الذي بدأ بثه عام 2009، والذي استطاع نيل جائزة “إيمي” (Emmy Awards) العالمية كأفضل برنامج حواري لسبع مرات حتى عام 2017.

وُلد محمد جنكيز أوز سنة 1960 في كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية لأبٍ وأمٍ تركيين، الطبيب مصطفى وزوجته سونا أوز اللذين انتقلا بعد فترة قصيرة إلى ولاية ديلاوير ليستقرّا في ولمنجتون حيث ترعرع ولدهما محمد. وفي سن السابعة، تأثر أوز كأي طفلٍ آخر بالمهنة التي كان يقوم بها والده، فقرر منذ ذلك الحين أنه سيصبح طبيبًا. وقد علّق أوز على ذلك في لقاءٍ له مع هنري لويس في برنامج (وجوه من أمريكا) قائلًا: “ظننتُ أنه سيكون من الرائع لو استطعتُ فعل ذلك أيضًا”.

إلا أن الطب لم يعد مجرد حلم، فبعد مدة، وبفضل الزيارات المستمرة التي كانت تقوم بها العائلة إلى وطنها الأصل، تركيا، أصبح أوز ينظر للعالم بمنظورٍ أكبر وأوسع من ذي قبل. فتلك الزياراتُ مكّنته من معرفة كمّ التنوع الثقافي والاجتماعي الهائل الموجود حول العالم، وعرف حينها أن العالم أكبر بكثيرٍ من البقعة التي يعيش فيها أيًا كانت، فأصبح الطب بالنسبة إليه مهنةً مُثلى تربط بين الجميع على اختلاف ثقافاتهم وأصولهم وايديولوجياتهم وتجمعهم معًا بدون أي تفرقة أو تمييز.

حصل على درجتي البكالوريوس والمجاستير في الطب من جامعتي بنسلفانيا ووارتون، متخصصًا في جراحة القلب بالإضافة لدرجة البكالوريوس في علم البيولوجيا (الأحياء) من جامعة هارفارد.

استطاع أوز إثبات نفسه في الوسط الطبي كطبيبٍ استثنائي مختص بزراعة القلب وإجراء الجراحات المتعلقة به، لكن وفي مرحلة متقدمة من حياته العملية واجهته حالة مرضية جعلته يشعر بالعجز، فعائلة إحدى المرضى كانت رافضة لإجراء نقل دمٍ لولدهم لأسباب خاصة بشريعتهم الدينية، الأمر الذي جعل أوز يتساءل: هل نحن عاجزون عن إيجاد طريق علاجية للمرضى أكثر راحة وإقناعًا لهم؟. وفي إحدى لقاءاته مع مجلة (Life Extension) قال أوز: “لقد بدأتُ أدرك حينها أنني وبالقدر الذي أؤمن به بقاعدتي المعرفية المتينة، فأنا لا زلتُ أجهل الكثير من خطوات ومراحل العملية العلاجية التي لم يُسلط العلمُ ضوءه عليها بعد”. ومنذ ذلك الحين، وهو يركز جهوده حول إيجاد طرق علاجية بديلة ذات نتائج مضمونة.

في سنة 1994، أنشأ أوز مؤسسة القلب والأوعية الدموية وبرنامج الطب التكاملي في مشفى (New York-Presbyterian). ومن ثم توالت عليه العروض الإعلامية حتى قام بالتعاون مع زوجته بتأليف كتاب عن علاج القلب تحت عنوان “جراح رائد يدمج بين التقاليد الشرقية والغربية من أجل بناء طبّ المستقبل” تم نشره سنة 1998. وفي تعاونه الثاني مع زوجته قام الثنائي سنة 2003 بإعداد برنامج تلفزيوني من تقديمه يهدف لتقريب الجراحين من الجمهور وعرض خبراتهم عليه بشكل أوسع، باسم “الرأي الثاني مع الدكتور أوز” (Second Opinion With Dr Oz). حقق البرنامج نجاحًا واسعًا وكان من أبرز ضيوفه في ذلك الحين: تشارلي شين، وماجيك جونسون، وباتي لابيل، وكوينسي جونز وعلى رأسهم أوبرا وينفري.

لم تكن أوبرا وينفري ضيفةً عادية في برنامج أوز، فبعد ذلك اللقاء قامت بدعوته لتقديم فقرة طبية خاصة به في كل حلقة من حلقات برنامجها التلفزيوني الشهير “أوبرا وينفري شو” وبرنامجها الإذاعي “أوبرا والأصدقاء”. وبعد أن قامت بتقديمه للجمهور عبر برنامجها واصفةً إياه بـ”طبيب أمريكا” (America’s doctor)، أصبح أوز أحد أبرز المشاهير في العالم. وصار ضيفًا في أهم البرامج الإخبارية والحوارية، كما قام بكتابة سلسلة الكتب الأكثر مبيعًا “YOU” وصارت له أعمدة وصفحات خاصة في الصحف الإعلامية يقوم بالكتابة فيها بانتظام.

تمكن أوز من تحقيق شهرة واسعة لم يتخيلها أحد، الأمر الذي دفع أوبرا لتعرض عليه مشاركتها في إنتاج برنامج تليفزيوني أسبوعي خاص به باسم “دكتور أوز” (Dr Oz). بدأ بث البرنامج سنة 2009، وحقق نجاحًا واسعًا جعله يتربّع على رأس التصنيفات ليصبح البرنامج التلفزيوني الأول، فضلًا عن نيله جائزة إيمي العالمية كأفضل برنامج تلفزيوني حواري لسبع مرات محققًا بذلك الفوز على أقوى البرامج والمذيعين العالميين.

يعمل أوز حاليًا بجانب تقديم برنامجه التلفزيوني، كنائب رئيس وأستاذ جراحة في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا. وقام بإصدار مجلة خاصة به تُعنى بأمور الحياة اليومية.

زر الذهاب إلى الأعلى