أخــبـار مـحـلـيـة

4 رجال حول أردوغان يصنعون القرارات بتركيا

هناك في “القصر الأبيض التركي” أو قصر “رئاسة الجمهورية” عندما تًغلق الأبواب، يجلس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، أو “الرجل الطويل”، ببدلته الزرقاء المُقلمة ليراجع الملفات، وأمامه عدد من المستشارين.

ففي الجهة اليمنى من الطاولة نجد بن علي يلدرم صديق أردوغان منذ تسعينيات القرن الماضي يطلق كلماته الرزينة مقدماً رؤيته الهادئة المتوازنة في الأمور الداخلية والخدماتية للبلاد.

وفي الكرسي المقابل ستجد نظرات مخيفة من إيفكان ألاء الشخصية الأمنية التي قادت حملة ضد جماعة “الخدمة” أو موالي الداعي الإسلامي فتح الله غولان، وعلى الرغم من جلوسه حاليا تحت قبة البرلمان إلا أن رأيه مازال مؤثرا داخل القصر الجمهوري.

من ناحية أخرى ما زلت تسمع صوتاً إعلامياً كثير الكلام متمرداً على مهندسي الاقتصاد في الحكومة إنه “يغييت بولط”.

هذا المشهد الخيالي لن يخلو من صانع المانشيتات ومنتقي المصطلحات الإعلامية في خطابات أردوغان إنه القلم السري “أيدن أونال” الذي توجه نحو البرلمان في يوليو/ حزيران الماضي لكن بصماته مازالت موجودة.

ربما هذا المشهد غير موجود في الواقع، لكن أمام إغلاق باب القصر فلن يكون أمامك سوى الخيال المبني على المعلومات، التي ماتزال ناقصة حول بقية الجنود الذين يصنعون المشهد السياسي التركي.

“بن علي يلدرم” صديق أردوغان

التكنوقراطي الناجح والعقلية التي تدير 13 مستشاراً يحكمون سياسة تركيا

شغل “بن علي يلدرم” منذ عام 2002 وحتي 2013 منصب وزير النقل والمواصلات، فهو الصديق القديم واليد اليمنى لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، فالصداقة بين الرجلين تعود إلى عام 1994 عندما كان أردوغان يترأس بلدية إسطنبول الكبرى، ويلدرم في تلك الفترة كان يُدير شؤون المواصلات البحرية داخل إسطنبول.

وعندما قرر أردوغان ورفاقه تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001 ظهر اسم يلدرم من بين المؤسسين، كما أنه الشخصية التكنوقراطية الأكثر خبرة في العمل الحكومي، واستطاع خلال 11 عاماً تحقيق العديد من المشاريع الناجحة التي تغنى بها أردوغان خلال الحملات الانتخابية وفي التجمعات الشعبية.

يعود الفضل إلى يلدرم في تأسيس شبكة ميترو عالية الجودة في إسطنبول، وخط سكك حديدية سريعة تربط بين بعض المدن، وكان الإنجاز الأكبر له هو المخاطرة ودخول تحدٍّ في استكمال مشروع العصر ميترو مرمراي الذي يصل القارتين الآسيوية والأوروبية تحت الماء.

تلك المشروعات التي مكنت وثبتت لمسات حزب العدالة والتنمية في الجانب الخدماتي، تضعه في مكانة الجندي المجهول.

وفي ظل النجاح الكبير له ورغبة أردوغان أن تبقى هذه العقلية يده اليمنى عند الوصول للقصر الجمهوري، أدخله في مغامرة الانتخابات البلدية في أصعب الميادين وهي بلدية إزمير الكبرى المعروفة بولائها الدائم لحزب الشعب الجمهوري ليخرج من الحكومة عام 2013 متوجهاً للانتخابات البلدية التي خسرها كما هو متوقع.

إلا أن الرئيس التركي من لحظة وصوله للقصر الجمهوري في العام الماضي أعلن تعيين بن علي يلدرم مستشاراً خاصاً، لتخرج الأخبار فيما بعد أن بن علي يلدرم لا يعد فقط مستشاراً خاصاً لأردوغان بل كان رئيساً لحكومة الظل كما أطلقت عليها الصحافة التركية، فهو العقلية التي تدير 13 مستشاراً يحكمون سياسة تركيا الداخلية والخارجية.

والسؤال الذي تتداوله الأوساط الصحفية التركية حالياً: هل يتحوّل يلدرم من زعيم الظل إلى زعيم الحزب، وخاصة بعد أن تلقى حزب العدالة والتنمية خسارة في الانتخابات الماضية ستجبره على تشكيل حكومة ائتلافية أو التوجه نحو انتخابات مبكرة.

حياة بن علي يلدرم

ـ مواليد مدينة أرنجان في 20 كانون الأول 1955

ـ حصل على درجة اللسانس والماجستير من جامعة إسطنبول التقنية قسم صناعة السفن والعلوم البحرية

ـ تلقى تعليماً اختصاصياً في المنظمة البحرية الدولية في السويد بين عامي 1990 _ 1991

ـ عمل باحثاً علمياً في جامعة إسطنبول التقنية قسم صناعة السفن والعلوم البحرية

ـ عمل مهندسا في المديرية العامة لصناعة السفن 1987 ولغاية 1993

ـ عمل مديرا لشؤون المواصلات البحرية في بلدية اسطنبول 1994 ولغاية 2000

ـ حصل على 11 دكتوراه فخرية

ـ انتخب عضواً في البرلمان التركي لثلاث دورات برلمانية متتالية 2002 / 2007 / 20011

ـ نُصبَ وزيراً للمواصلات والنقل البحري منذ عام 2002 ولغاية 2013 لكن حسب الدستور التركي لابدّ أن يستقيل وزير المواصلات والداخلية والعدل من مناصبهم قبل 3 أشهر من الانتخابات البرلمانية.

لذلك غاب يلدرم عن منصبه خلال 11 عاماً حوالي 7 أشهر ونصف في الفترات التالية 8 مايو/أيار ولغاية 29 أغسطس/ آب 2007 .

أيدن أونال قلم أردوغان المجهول

شخصية هادئة وقليلة الكلام والانفعال .. ومانشيتاته ترسم الخطوط الرئيسية لسياسة حزب العدالة والتنمية

يعدّ أيدن أونال الجندي المجهول في صناعة التأثير على الرأي العام التركي حول عديد القضايا، وانتقاء المصطلحات وضخها في وسائل الإعلام التركي، وتحوّلها إلى مانشيتات عريضة ترسم الخطوط الرئيسية لسياسة الحزب الحاكم.

كتب أونال خلال ثماني سنوات حوالي ستة آلاف صفحة من قطع A4 شكلت خطابات أردوغان في الفترة ما بين 2007 ولغاية 2015، حيث عُرف عن أسلوبه القرب والملاءمة لطريقة أردوغان الخطابية بالإضافة إلى اختيار أسلوب النقد اللاذع للمعارضة، والعمل على اختيار المصطلحات التي تسيطر على عناوين الصحف ووسائل الإعلام التركية والعالمية.

استقال أونال من منصبه كبير مستشاري رئيس الجمهورية لأسباب صحية كما نشرتها بعض وسائل الإعلام التركية، إلا أنه بعد فترة أعلن أونال قراره بخوض الانتخابات التمهيدية لحزب العدالة والتنمية ليدخل بعدها سباق الانتخابات البرلمانية العامة، حيث استطاع الفوز بالمقعد الخامس عن المنطقة الثانية في ولاية أنقرة، ويعرف عنه شخصية هادئة وقليلة الكلام والانفعال.

حياة أيدين أونال

درس في ثانوية أنقرة المركزية والخطباء.

درس في جامعة الشرق الأوسط التقنية بقسم الكيمياء.

تخرج من جامعة هاجيتابه فى كلية التربية قسم مادة اللغة الإنكليزية.

كتب في عديد الصحف والمجلات وله عديد من الكتب.

منذ عام 2002 ولغاية 2014 تدرج في المناصب التالية:

مستشاراً في وزارة الدولة لشؤون الاقتصاد للوزير علي باباجان، في الفترة مابين 2002 /2007 وفي ذات الوقت كان يكتب خطاباته.

مستشاراً في رئاسة الوزراء.

كبير مستشاري رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان.

كاتب خطابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فترة رئاسة الحكومة منذ عام 2007 -2014.

كبير مستشاري رئيس الجمهورية منذ شهر أغسطس/ آب 2014 ولغاية شهر مايو/ أيار 2015.

كاتب خطابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 2014 – 2015.

نائب في البرلمان التركي عن مدينة أنقرة حالياً.

إيفكان ألاء يد أردوغان الأمنية الضاربة

قاد حملة منظمة للقضاء على نفوذ جماعة فتح الله غولان

لم يجد الرئيس التركي رجب طيب أرودغان أفضل من يده وعقله الأمني المدبر إيفكان ألاء ليشغل منصب وزير الداخلية في التغيير الوزاري الاضطراري يوم 25 كانون الأول عام 2013

على الرغم من أنه ليس عضواً في البرلمان.

قاد ألاء حملة منظمة للقضاء على نفوذ جماعة فتح الله غولان أو كما يسميها موالو الرئيس التركي التنظيم الموازي، واستطاع المستشار السابق لرئيس الوزراء ألاء أن يحد بشكل ملحوظ من نفوذ مناصري الداعية الديني فتح الله غولان.

وبسبب الدستور التركي القاضي باستقالة وزراء الداخلية والمواصلات والعدل من مناصبهم قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات البرلمانية استقال آلاء لكنه توجه من مبنى وزارة الداخلية إلى القصر الأبيض أو قصر رئاسة الجمهورية حيث أدار عملية اختيار مرشحي حزب العدالة والتنمية بجانب وزير المواصلات السابق بن علي يلدرم لخوض الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر حزيران الماضي.

ويعتبر آلاء من أقوى الشخصيات الأمنية التي وصلت إلى البرلمان التركي في الانتخابات التركية.

يغيت بولط ورقة أردوغان الاقتصادية الخاسرة

تسبب في الأزمة الحكومية التي عصفت بالعدالة والتنمية قبيل الانتخابات الماضية

ربما لا يكون يغييت بولط جندياً مجهولاً في الشارع التركي، لكنه ليس بالاسم المتداول دولياً، فهو الشخصية المشاكسة في القصر الجمهوري، التي بدأت تضرب بتصريحاتها رجال الاقتصاد في حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وبولط تسبب في الأزمة الحكومية التي عصفت بحكومة العدالة والتنمية قبيل الانتخابات الماضية عندما تداولت وسائل الإعلام خبر نية نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية “علي باباجان” الاستقالة من الحكومة، فمستشار أردوغان الاقتصادي أسرف في تدخلاته الاقتصادية لحد أغضب مهندس اقتصاد تركيا الجديدة باباجان.

كما أنه لعب دوراً كبيراً في أزمة الليرة التركية وخاصة بعد دخوله على خط المواجهة مع علي باباجان ووزير المالية محمد شيمشيك وكذلك مع البنك المركزي إلى حد أن طلب على باباجان من رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو عدم الموافقة على دخول “بولط ” الانتخابات البرلمانية تحت اسم حزب العدالة والتنمية.

عمل في عديد المحطات التركية كمحلل اقتصادي، حتى وصل إلى منصب عضو مجلس إدارة في مجموعة “خبر تورك” الإعلامية.

ويتبع بولط سياسة النقد اللاذع فهو يعد من الشخصيات الاقتصادية القومية المحافظة الرافضة للتوجه نحو الغرب.

يذكر أن “بولط” عمل مستشاراً في رئاسة الحكومة منذ عام 2013، ومن ثم انتقل في عام 2014 مع الرئيس أردوغان ليكون أحد أعضاء كتيبة مستشاريه.

هناك أسماء مجهولة

الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى الأسماء الواردة سابقاً هناك عديد الأسماء التي تدير قصر رئاسة الجمهورية من الخبرات السياسية والاقتصادية والإعلامية التركية، لكن هناك أسماء مجهولة جداً ربما لا يذكر اسمها أبداً ولا تظهر على أي وسائل إعلامية.

هافنغتون بوست عربي

زر الذهاب إلى الأعلى