أخبار الهجرة و اللجوء حول العالمالجاليات في تركيا

بدء عملية منح الجنسية التركية رسمياً لبعض السوريين

تصدر خبر تجنيس السوريين من أصحاب الكفاءات العلمية وحملة الشهادات الجامعية، قائمة الأخبار والمنشورات التي يتداولها السوريون في تركيا على صفحات التواصل الاجتماعي، وخاصة بعد ظهور مؤشرات تؤكد انتقال خبر منح الجنسية التركية لسوريين، من نطاق الوعود إلى حيز التطبيق والتنفيذ.

فقد ذكر موقع اقتصاد أنه قد بدأت قبل أيام عدد من دوائر الهجرة التركية في كل من ولاية عينتاب ومرسين وهاتاي بإرسال رسائل نصية أو بلاغات شخصية لبعض السوريين من حملة الشهادات الجامعية (أطباء – مهندسين – مدرسين) بضرورة مراجعة دائرة الهجرة في الولاية التي يتبعون لها وفق تسجيلهم في نظام الحماية المؤقتة، وذلك لتقديم الأوراق واستكمال الإجراءات الخاصة بالحصول على الجنسية التركية لمن يرغب.

 

وقد أكد “عبو الحسو”، صحفي متخصص بالشأن التركي، صحة ما تم تداوله مؤخراً عن إرسال رسائل لبعض السوريين من أصحاب الكفاءات العلمية من قبل بعض دوائر الهجرة في كل من ولاية مرسين وعينتاب.

ونوّه الحسو في حديث خاص لـ “اقتصاد، أنه سبق وبدأت بعض الولايات التركية بذلك، لكن المحاولة الانقلابية الفاشلة كانت سبباً في إيقاف التجنيس.، لتعود الآن بعض الولايات إلى متابعة الأمر، كمرسين وعينتاب وهاتاي، فيما لم تبدأ بعض الولايات بذلك بعد.

وقال الحسو أن ذلك يأتي تنفيذاً لما وعد به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أكثر من مناسبة وخطاب له، بمنح الجنسية التركية للسوريين للاستفادة من الطاقات والخبرات الموجودة لديهم، وهو ما دفع الحكومة التركية، بحسب الحسو، إلى اتخاذ خطوات جدية بهذا الاتجاه، من خلال افتتاح مكتب خاص ضمن وزارة الداخلية التي تتبع لها دائرة الهجرة، لمتابعة قضايا وملفات التجنيس، ومنح الجنسية التركية لبعض الفئات من السوريين، بصورة استثنائية.


واستطرد الحسو بأن الحكومة التركية حددت بعض الأولويات في منح الجنسية التركية وكانت الأولوية لأصحاب الياقات البيضاء أي الكفاءات العلمية من حملة الشهادات العليا وخريجي الجامعات.

“مصطفى”، الذي يحمل شهادة في الإعلام ويعمل صحفياً في تركيا، أكد لـ “اقتصاد” أن بلاغاً وصله من مختار الحي الذي سبق وسكن به في بلدة (أكتبا) التابعة لولاية هاتاي، بضرورة مراجعة دائرة الهجرة في الولاية، لاستكمال الإجراءات للحصول على الجنسية التركية.

وقال “مصطفى” لـ “اقتصاد” إنه فوجئ بالبلاغ، إذ لم يسبق له أن تقدم بأي طلب للحصول على الجنسية التركية، موضحاً: “عند وصولي إلى تركيا أقمت في بلدة (أكتبا) مع عائلتي وأتى إلي المختار والبوليس وسألوني عن الشهادة الجامعية التي أحملها”.

وأكد شهود عيان لـ “اقتصاد” وصول رسائل نصية لعدد من السوريين في مدينة مرسين التركية، تطلب منهم مراجعة دائره الهجرة التركية لاستكمال الإجراءات المتعلقة بالتجنيس، وتقديم الأوراق الثبوتية الخاصة من شهادة جامعية وجواز سفر وبطاقة الحماية المؤقتة وسجل عدلي، وغيرها من الأوراق. وهي معلومة أكدها المحامي غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، المقيم في ولاية مرسين التركية، في اتصال مع “اقتصاد”، مشيراً إلى أنه اطلع على الأمر بنفسه.

فيما ذكر موقع عكس السير، أن السلطات التركية قامت بناء على المعلومات المتوفرة لديها (تسجيل في دائرة حكومية – استخراج إقامة – استخراج كيمليك – …) حول أصحاب الكفاءات والشهادات من السوريين، بالتواصل هاتفياً مع عدد منهم وإخبارهم بإمكانية حصولهم على الجنسية إن كانوا يرغبون بذلك.

وبعد الاتصال الهاتفي الذي يتحول إلى زيارة للمنزل في حال تعذره، تطلب السلطات من السوري الموافق على نيل الجنسية، تزويدها بنسخ عن شهادته الجامعية وثبوتياته.

أما الخطوة التالية فتتمثل بمقابلة السلطات للشخص المراد منحه الجنسية، مع عائلته إن وجدت، علماً أن المنح سيستفيد منه الشخص (الأب) والأم (الزوجة) والأطفال تحت 18 عاماً.


و أن عدد الأشخاص الذين من المقرر أن تتصل بهم السلطات التركية في ولاية مرسين وحدها، هو 3600 شخص.

وتحدثت مهندسة سورية عن تجربتها مع السلطات التركية التي اتصلت بها قبل ثلاثة أسابيع، قائلة : “قمت بتزويد السلطات بدفتر العائلة والبطاقات الشخصية وغيرها من الأوراق الثبوتية إلى جانب أوراقي الجامعية وشهادتي الأصلية”، وأضافت لعكس السير : “بعد أسبوع من التسليم اتصلوا بي مرة أخرى وذهبت للمقابلة الأولى التي اقتصرت على بعض الأسئلة الروتينية والتأكد من الأوراق الثبوتية”.

وأفادت المصادر، أن من بين الأسئلة التي تطرح على السوريين في المقابلة الأولى هي وجود رغبة حقيقة في نيل الجنسية التركية، وعدم التفكير في السفر إلى أوروبا تحديداً، أما أسئلة المقابلة الثانية التي تسبق تحويل أوراق السوري إلى أنقرة إيذاناً بمنحه الجنسية، فستصبح من قبيل : “ما الذي يدفعك لقبول الجنسية التركية ؟ ما الذي ستقدمه لتركيا ؟ هل ستبقى فعلاً في تركيا بعد نيل الجنسية ؟”.

ويعتبر السوري المتقن للغة التركية صاحب أولوية في الحصول على الجنسية ممن تم الاتصال بهم، كما أن المعلومات التي وردت تؤكد أن المرحلة المقبلة التي ستبدأ منتصف العام القادم، ستستهدف أصحاب المهن والحرفيين، و “قد” تستمر لتشمل كل سوري متواجد في تركيا منذ خمس سنوات ويرغب بالحصول على جنسيتها.

اقرأ :: الجنسية التركية .. شروط و خطوات

الجدير بالذكر أنه وفق القانون التركي، لا يستطيع السوري الحصول على الجنسية التركية إلا عبر الإقامة لمدة خمس سنوات (إقامة عمل) وهي إقامة مكلفة مادياً ولا يستطيع سوى قلة تحمل تكاليفها، أو عن طريق استثناءات تمنح لرياضيين أو فنانين أو علماء، ولا يمكن للاجئ السوري الحصول على الجنسية التركية مهما طالت مدة إقامته في البلاد، لأنها تندرج تحت مسمى “الحماية المؤقتة”.

زر الذهاب إلى الأعلى