أردوغان: الإبادة الجماعية المتواصلةفي غزة عار مشترك للإنسانية
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة منذ عام عار مشترك للإنسانية، فيما أضيفت إليها الهجمات غير الأخلاقية ولا القانونية على الضفة الغربية ولبنان”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة المجموعة السياسية الأوروبية المنعقدة في العاصمة المجرية بودابست.
الرئيس أردوغان أكد ضرورة “أن يدرك داعمو العدوان الإسرائيلي دون شرط أو قيد، أنهم أصبحوا شركاء في الجرائم المرتكبة”.
ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار والضغط على إسرائيل لضمان وصول كميات كافية من المساعدات الإنسانية”.
على صعيد آخر، أكد أردوغان أن “انضمام تركيا الكامل إلى الجهود الدفاعية للاتحاد الأوروبي أمر لا مفر منه لتحقيق السلام والأمن في أوروبا”.
وشدد على أن “التعاون والتضامن ضد الإرهاب دون تمييز بين التنظيمات الإرهابية مسؤوليتنا جميعا”.
وفيما يخص الحرب الجارية في أوكرانيا، قال الرئيس التركي إن السلبيات الناجمة عنها “تزداد عمقا يوما بعد آخر وكلما طال أمد الحرب ضاقت مساحة الدبلوماسية”.
وأشار إلى نقله رسائل بشأن فتح مجال للدبلوماسية إلى الجانبين وذلك خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسابيع الماضية، وقبله وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها.
أردوغان، أفاد بأن منطقة الشرق الأوسط تشهد “مأساة إنسانية” أكبر من تلك القائمة بسبب الحرب الأوكرانية من حيث الخسائر البشرية والدمار الذي خلفته، في إشارة منه إلى حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ولفت إلى إطلاق تركيا مبادرة في الأمم المتحدة تهدف إلى وقف بيع ونقل الأسلحة والذخيرة لإسرائيل.
وأضاف أردوغان، أنهم أعدوا خطابا مشتركا يحمل توقيع أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية، وتم تقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وللمملكة المتحدة بصفتها الرئيسة الدورية لمجلس الأمن الدولي خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وإلى الجمعية العامة الأممية.
وفي سياق متصل، أشاد الرئيس التركي باعتراف أيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا رسميا بدولة فلسطين، معربا عن تقديره باسم تركيا حكومة وشعبا لهذه الدول على هذه الخطوة.
وشدد على أن مثل هذه الخطوات تشكل سابقة للدول الأوروبية الراغبة في السلام بالمنطقة.
ودعا جميع الدول التي لم تعترف بفلسطين لاتخاذ خطوة مماثلة “من أجل المساهمة في العدالة والسلام العالميين”.
** العلاقات التركية الأوروبية
وفيما يخص عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، قال أردوغان إن “سياسة التوسع العادلة هي الأداة الجيوسياسية الأكثر أهمية للاتحاد”.
وشدد على أنه “لا يوجد تفسير منطقي لعرقلة عملية انضمام دولة مرشحة مثل تركيا، لسنوات إلى الاتحاد الأوروبي، رغم ما تقدمه من مساهمات كبيرة في رخاء وأمن القارة”.
وأكد أن تعزيز الاتحاد الأوروبي لمنظوره الخاص بالعضوية في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، سيعود بالنفع على أوروبا ومحيطها المجاور.
وتابع الرئيس أردوغان: “تركيا مستعدة للحوار والتعاون لتطوير وتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على أرضية سليمة”.
ولفت إلى أن الاختبارات الأمنية لم تعد مجرد تهديدات عسكرية أو هجمات إرهابية وتكتيكات حرب هجينة.
وحذر في الوقت نفسه من التحديات الناجمة عن الخلل في إمدادات الطاقة، والهجمات السيبرانية وحركات الهجرة غير النظامية والأوبئة والانتهاك الممنهج للقانون الدولي.
وأكد أن تركيا في ظل هذه الظروف والتحديات، ستواصل العمل “كجزيرة استقرار بفضل علاقاتها الثقافية الوثيقة مع المناطق المحيطة بها، وجيشها القوي، وسياستها الخارجية المبدئية ومواردها البشرية المدربة”.
** الحرب الأوكرانية
وتطرق أردوغان للحرب المتواصلة بين روسيا أوكرانيا أيضا، لافتا إلى مواصلة تركيا الحوار الطرفين منذ البداية، وبذلها الجهود لتحقيق السلام الدائم والعادل.
وأضاف أنه خلال لقائه الرئيس بوتين بمدينة قازان الروسية الأسبوع الفائت، أكد له ضرورة فتح المجال أمام الجهود الدبلوماسية بوصفها وسيلة لإنهاء الحرب.
وأوضح أنه نقل الرسالة ذاتها إلى وزير الخارجية الأوكراني خلال استقباله إياه في العاصمة أنقرة، أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في سياق آخر، دعا أردوغان “الشركاء الأوروبيين” إلى “تعاون قضائي وإداري ملموس” في مكافحة تنظيمي “بي كي كي” و”غولن” الإرهابيين.
كما أكد استمرار تهديدات “داعش” في سوريا والعراق، محذرا من نقل التنظيم مقاتليه من الإرهابيين الأجانب إلى مناطق غربي إفريقيا ووسط آسيا.
وقال مخاطبا دول الاتحاد الأوروبي: باعتبارنا أحد أبرز حلفاء حلف شمال الأطلسي “ناتو”، فإننا نواصل مشاوراتنا وتعاوننا مع شركائنا في منطقة جغرافية واسعة تمتد من آسيا والمحيط الهادئ إلى شمال إفريقيا.
وأفاد بأن تركيا تنتظر من الاتحاد الأوروبي، التمهيد لانضمامها إلى وكالة الدفاع الأوروبية المسؤولة عن تطوير القدرات الدفاعية للدول الأعضاء.
أردوغان أكد كذلك أهمية الإسهامات التركية في إيجاد حلول للتحديات التي لا تقتصر على أوروبا فقط، بل تتجاوز حدود القارة.
ومساء الأربعاء، وصل الرئيس أردوغان بودابست على رأس وفد تركي، للمشاركة في قمة المجموعة السياسية الأوروبية.
وتشكلت المجموعة السياسية الأوروبية في 2022 بالتزامن مع شن روسيا حربا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط من ذلك العام، وتهدف إلى التنسيق السياسي بشأن التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة.