أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

أردوغان: نحن دولة كبرى باقتصادنا وتاريخنا وحضارتنا وأجدادنا

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها “أردوغان”، أمس الخميس، أثناء تجمع جماهيري له في ولاية “غازي عينتاب” جنوب تركيا، في إطار الحملة التي يجريها استعدادا للانتخابات التي ستشهدها البلاد يوم الأحد القادم.

وتابع رئيس الحكومة التركية قائلا:” نحن دولة كبرى باقتصادنا، وتاريخنا، وحضارتنا، نحن عظماء بأجدادنا، وبالرؤى التي نمتلكها، ولا يمكن لأي جهة كانت أن تنظر إلينا على أننا حي في دولة، كما لا يمكنها أن تمارس أي ضغوط علينا. ولا يستطيع أي كائن كان أن يسكتنا وقت دفاعنا عن الحق. ولا يمكن لأي شخص أن يرسم لنا مسارنا، ولا أن يحدد لنا أجندة أعمالنا”.

وانتقد “أردوغان في حديثه “فتح الله غولن” -رجل الدين التركي المعروف، والمقيم حاليا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية- “لأنه تخاذل في إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولانتقاده وطنه وهجومه عليه في التعازي التي نشرها بحق ضحايا تلك الحرب، إذ يتحدث عن حكومته ووطنه بعبارات يتسحي الفم من الحديث بها”.

 

 

وفي سياق متصل وجه أردوغان انتقاداته لمنافسه في الانتخابات الرئاسية “أكمل الدين إحسان أوغلو” لموقفه المنتقد للحكومة التركية لما تقوم به من جهود، لتسليط الضوء على العدوان الإسرائيلي.

وأضاف قائلا: ” في الوقت الذي كانت تتعرض فيه غزة للقصف، ويقتل بها الأبرياء من النساء والأطفال، كان المرشح التوافقي لحزبي “الشعب الجمهوري” و”الحركة القومية” المعارضين، منزعجا من معارضتنا لضرب غزة، ومن أسلوبنا في الاحتجاج بصوت عالٍ. حتى من أدان من تلك الفئة، الهجمات الإسرائيلية، لم يذكر إسرائيل بأي كلمة من قريب أو من بعيد”.

وبخصوص اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا قال “اضطر ما يقرب من مليون و200 ألف سوري إلى اللجوء إلينا بسبب الأوضاع التي تشهدها سوريا في الداخل، ويسكن جزء كبير منهم في غازي عينتاب بين أهلهم وإخوانهم”، معربا عن شكره لأهالي الولاية التركية لعدم تقصيرهم في استضافة أخوتهم السوريين، بحسب قوله.

وأفاد “أردوغان”: ” لقد فتحنا أحضاننا لأخوتنا السوريين الذين يعيشون حاليا أوضاعا إنسانية قاسية، وبالطبع هذا ليس وضعا دائما إلى الأبد، بل وضعا مؤقتا ينتهي بمجرد تحسن الظروف في سوريا، وبمجرد سقوط النظام السوري الملطخة يداه بالدماء، و بعدها يعود السوريون إلى قراهم ومدنهم التي كانوا بها قبل الأحداث”.

ولفت إلى أن كرم الضيافة من شيم الأتراك على مر العصور، مضيفا “نحن لم نكن أمة أنانية في وقت من الأوقات، لم نكن أمة تفكر في نفسها فقط، ولتعلموا أن الدوائر تدور على الجميع، ولا تنسوا أن الأتراك في منطقة البلقان تعرضوا القرن الماضي لما يتعرض له السوريون هذه الأيام”.

واستهجن “أردوغان” مناصرة “كمال قليتشدار أوغلو” رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة التركية، للنظام السوري والانقلابيين، وقال في هذا الشأن “حزب الشعب الجمهوري يناصر باستمرار الانقلابين والإدارات الظالمة، فنراه يصافح الأسد الظام، ويتخذ مواقفا عدائية لا تتسم بأي رحمة أو شفقة ضد المظلومين من اللاجئين السوريين وغيرهم ممن يقتلون على يد ذلك النظام”.

وناشد المواطنين الأتراك في الولايات التركية التي تستضيف لاجئين سوريين، عدم الانسياق وراء أي فتن “ينشرها الشعب الجمهوري، وغيره من أصدقاء النظام السوري في تركيا، لإثارتكم ضد السوريين الموجودين هنا”.

وتابع قائلا: رغم أنف المعارضة ومن ولاهم مستمرون في دعم أخوتنا الفلسطينيين في غزة، وأخوتنا السوريين، لأننا اعتدنا على مر التاريخ الوقوف مع المظلومين لا الظالمين، لذلك سنواصل الدفاع عن غزة، وسنكون صوت المظلومين في مصر وسوريا والعراق”.

وأكد مجددا أن الحكومة التركية لم تدخرا جهدا من أجل مساعدة تركمان العراق، مشيرا إلى “أن المعارضة التركية دأبت بين الحين والآخر على الإدلاء بتصريحات غير حقيقة لتوهم الرأي العام التركي أن اهتمامنا بالفلسطينيين والسوريين يأتي على حساب تركمان العراق، وكلها أكاذيب يراد بها تأليب الراي العام علينا”

وبخصوص الجهود المبذولة لتصفية “الكيان الموازي” الذي تتهمه الحكومة التركية بالتغلغل داخل مؤسسات الدولة، بهدف الانقلاب عليها، أكد “أردوغان” عزمهم في القضاء على ذلك الكيان، لافتا إلى أن إصراره على ذلك يرجع إلى “المسؤولية الكبيرة التي أولاها لنا الشعب التركي في الانتخابات المحلية الماضية، حيث وكلنا بالقضاء على تلك الشبكة القذرة الخائنة”.

وختاما شدد “أردوغان” على أهمية الانتخابات الرئاسية التركية التي ستجري يوم الأحد المقبل، مضيفا “الأحد القادم سيشهد ميلاد دولة تركيا جديدة في كل شيء، ستكون تركيا أقوى من الآن فصاعدا بفضل أبنائها وسواعدهم”

وأعرب “أردوغان” عن استيائه من قيام اللجنة العليا للانتخابات، بحظر فيلم دعائي له، منذ يومين، وقال في هذا الشأن “لا أكاد أفهم هذا الأمر، ففي الانتخابات المحلية حظروا فيلما مماثلا بدعوى أن به العلم التركي، والآن بدعوى أن به صوت أذان وسجادة صلاة ومسبحة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى