أنطاليا..كنوز بيرجا التاريخية على قائمة التراث العالمي (مقابلة)
أتم خبراء آثار أتراك أعمال الاستكشاف والحفر والتنقيب في الملعب التاريخي بمدينة بيرجا القديمة في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، التي تشهد أعمال تنقيب وحفر آثاري منذ نحو 78 عامًا.
مدينة بيرجا القديمة تعتبر إحدى أكثر مدن العصر الروماني تنظيمًا في الأناضول، فضلًا عن أنها كانت عاصمة لمنطقة بامفيليا لفترة من الوقت.
أعمال التنقيب في المدينة بدأت عام 1946، حيث عُثر على العديد من المنحوتات الرخامية، وقطع أثرية مهمة تدلّ على مستوى التنظيم الذي ساد المدينة خلال العصر الروماني.
بيرجا، التي فتحت لنا أبواب الماضي من خلال أبراجها ومسرحها وملعبها وحمّاماتها ونوافيرها الأثرية وشارعها ذي الأعمدة، والأبنية الأثرية المهمة المكتشفة وسط المدينة، أُدرِجت عام 2009 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
* 78 عامًا من التنقيب
في حين تتواصل أعمال الحفر والترميم في عدة مواقع بالمدينة القديمة، أتم خبراء آثار أتراك أعمال التنقيب والحفر في ملعب بيرجا التاريخي.
الأستاذة الدكتورة صدف جوقاي كبجه، رئيسة المجموعة التركية للتنقيب في المدينة، قالت إن بيرجا القديمة، بشوارعها ومحلاتها التجارية ونوافيرها وحماماتها ومدارسها التاريخية، تعتبر إحدى أهم المدن في الأناضول التي تعود للعصر الروماني.
كبجه، وهي عضو بالهيئة التدريسية في قسم الآثار بكلية الآداب في جامعة إسطنبول، أضافت في لقاء مع الأناضول، أن أعضاء مجموعة الآثاريين التي عملت في المدينة منذ عام 1946، عثروا على آثار بشرية ترجع للألف الخامس قبل الميلاد.
وذكرت أن المدينة تثير الانتباه في الأوساط العلمية والأكاديمية من خلال مبانيها التاريخية ومنحوتاتها المكتشفة، التي تملأ متحف أنطاليا.
وأشارت كبجه أن أعمال الحفر والتنقيب مستمرة في مناطق مختلفة من المدينة القديمة منذ 78 عامًا، وأن الملعب التاريخي الذي يتّسع لـ 30 ألف متفرج، كان خلال السنوات الماضية واحدًا من أبرز مناطق التنقيب.
وأضافت: “بالتنسيق مع إدارة متحف أنطاليا، أجرينا أعمال التنقيب والحفر في منطقة الملعب التاريخي في بيرجا، هذه المنطقة بالتحديد تعتبر من أهم المناطق في المدينة القديمة، نظرًا للقطع الأثرية المهمة التي عُثر عليها في هذا الموقع”.
وذكرت كبجه أن القطع الأثرية التي عُثر عليها في موقع الملعب التاريخي، “تسلّط الضوء على تاريخ المدينة والمنطقة بشكل عام”.
* التنقيب جار للعثور على الميناء
بحسب كبجه، فقد أجرت المجموعة التركية للتنقيب في بيرجا القديمة، العديد من الدراسات في المنطقة، إلى جانب أعمال التنقيب والحفر التي تُجرى في المدينة.
وقالت: “مدينة بيرجا القديمة، تقع بالقرب من نهر آقصو، لذلك فمن المتوقع أن يكون هناك ميناء على ضفاف النهر، ساهم في الحركة التجارية والاقتصادية للمدينة”.
* دراسة الأحافير المكتشفة
أوضحت كبجه أنه من خلال الفحوصات التي أُجريت على الحجارة المستخدمة في هياكل المدينة القديمة، اكتُشفت أحافير لأوراق مختلفة من النباتات.
وقالت: “العديد من الأبنية مبنية باستخدام أحجار ذات بنية ناعمة نسبيًا، وتحتوي الكتل الحجرية المستخدمة على بقايا متحجرة لأوراق نباتات مختلفة، ونحاول تحديد عدد أنواع هذه الأحافير الورقية، عند تحديدها، نخطط لإجراء دراسة مناخية ونباتية حول المنطقة”.
وتابعت: “منذ 4 سنوات، يعمل الأكاديميون من جامعة إسطنبول على تحديد أنواع الأوراق الموجودة هنا، تمكّن الأكاديميون الأتراك من تحديد حوالي 20 نوعًا، وإجراء دراسات على 16 نوعًا من أصل 20”.
من ناحية أخرى، لفتت كبجه إلى أن الأعمال التقنية التي بدأت في السنوات الماضية لإعادة تدفق المياه من نافورة كستروس التي تعود إلى القرن الثاني الميلادي، لا تزال مستمرة.