أخــبـار مـحـلـيـة

أوموت بالقيش..رحّالة تركي يجوب العالم بدراجته الهوائية (تقرير)

 

– الرحالة التركي الذي سافر إلى تركيا والعراق وإيران وباكستان وأفغانستان على دراجته، يرغب بالقيام بجولة في أفريقيا على دراجته بعد دول آسيا الوسطى.
– الأشخاص الذين يرون العلم التركي على الجزء الخلفي من دراجته وكلبه “دل” على المقعد الأمامي يريدون مقابلته والتقاط الصور معه ودعوته إلى منازلهم.

وصل الرحالة التركي أوموت بالقيش (34 عامًا)، الذي يقوم برحلة عالمية على متن دراجة هوائية، إلى أفغانستان، برفقة كلبه “دل”، لتحقيق حلمه باكتشاف العالم.

وقبل تسعة أشهر، استقال بالقيش من وظيفته، بعد أن قرر الشروع برحلة حول العالم على دراجته الهوائية، والسفر بين البلدان، بلدا تلو الآخر، متحديا كل الصعوبات والعراقيل.

ويوافق اليوم الاثنين، “اليوم العالمي للدراجات الهوائية” 3 يونيو/ حزيران وهو التاريخ المعتمد من قبل الأمم المتحدة في 2018، بغرض التوعية حول الفوائد الاجتماعية المتعددة لاستخدام الدراجة لأغراض النقل والترفيه، فضلا عن أنها وسيلة نقل مستدامة لها انعكاس إيجابي على المناخ.

وخلال رحلته عبر البلدان، يتعرف بالقيش على السكان، والثقافات المختلفة، والطبيعة، كما يعمل على الاندماج مع السكان المحليين، والتخييم في الطبيعة، والتعرف على أشخاص جدد.

بالقيش، الذي كان يعمل منسقًا للموسيقى (دي جيه)، في عدد من أماكن الترفيهية، عانى في عام 2023 جراء عدد من الأحداث الأليمة التي غيّرت مجرى حياته، مثل زلازل قهرمان مرعش، وانفصاله عن حبيبته، ووفاة كلبه، وملله من عمله.

وأشار بالقيش إلى أن جميع هذه الأحداث جعلته يدرك مدى سرعة مرور الوقت، ويتساءل عن معنى الحياة، مما دفعه للانطلاق في مغامرة لا حدود لها.

مع تزايد رغبته في “اكتشاف العالم”، قام بالقيش باقتناء دراجة هوائية ومعدات تخييم مناسبة للسفر لمسافات طويلة، وبدأ مغامرته العالمية اعتبارًا من 7 سبتمبر/ أيلول 2023، انطلاقًا من ولاية موغلا التركية (غرب).

وخلال حديثه لمراسل الأناضول حول تجربته الفريدة، قال بالقيش إن رحلته والدول التي زارها كانت أفضل مما توقع، وأنه استمتع كثيرًا خلال رحلته وصادف الكثير من الأشخاص الودودين.

– 9 أشهر

بدأ الرحالة التركي بالقيش رحلته بزيارة مرسين، ومن ثم جمهورية شمال قبرص التركية، بعدها عاد عبر مرسين إلى المناطق المتضررة بسبب زلزال قهرمان مرعش ليشاهد الوضع على الأرض.

ثم توجه إلى سيلوبي (أقصى جنوب شرق تركيا) ومن هناك إلى العراق، حيث زار مدن إقليم كردستان العراق، ومن هناك إلى منطقة بيرانشهر في إيران.

وانطلاقا من بيرانشهر، زار بالقيش كلا من أورمية، وتبريز، وأردبيل، وأستارا، ورشت، والعاصمة طهران، وقم، وكاشان، وأصفهان، وشيراز، وبندر عباس وزاهدان، ليصل بعدها إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد.

ووفقًا لخطة مسار الرحلة، فقد كان بالقيش يتطلع للذهاب إلى تايلاند عبر الهند، لكنه اضطر لتغيير مساره نحو أفغانستان بسبب رفض السفارة الهندية في إسلام أباد منحه تأشيرة الدخول.

والأسبوع الماضي، دخل بالقيش الأراضي الأفغانية عبر معبر تورخم، في طريقه إلى العاصمة كابول، ومنها إلى طاجيكستان ثم إلى الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.

بالقيش، الذي قضى 9 أشهر على الطرقات، يواصل اليوم عبر تضاريس أفغانستان الوعرة، رحلته في اكتشاف العالم، فيما تلعب الظروف الجوية وسهولة العبور من الحدود ومدد تأشيرات الدخول، دورًا مهمًا في تحديد مسار رحلته.

– بلدان إفريقيا

وبعد أن يقطع طرقًا طويلة ووعرة بدراجته الهوائية، يفضل الرحالة التركي عادةً أخذ قسط من الراحلة في مناطق قريبة من الماء، والمناطق ذات الكثافة السكانية القليلة، كما يقيم في المدن عادةً في منازل السكان المضيافين الذين يتعرف عليهم خلال رحلته.

وأوضح بالقيش إلى أن ركوب الدراجة الهوائية يجعله يبقى نشيطا باستمرار، لافتًا إلى أنه لم يمرض أبدا خلال رحلته، لكنه تعرض قليلا لحرارة الشمس ما أدى إلى إجهاد في بشرته.

ويهدف بالقيش إلى مواصلة رحلته بدراجته الهوائية أطول فترة ممكنة، كما يهدف في المرحلة التالية لزيارة البلدان الأفريقية، حيث سيقوم بجولته هناك على دراجته الهوائية وبرفقة كلبه “دل”.

ويقطع بالقيش يومياً مسافة 100-120 كيلومترا في المناطق المستوية و50-60 كيلومترا في المناطق الوعرة، ويعتبر المناطق التي تستوجب صعود المنحدرات ومواجهة الحشرات أثناء التخييم أصعب جزء في رحلته.

وقال بالقيش إنه يحمل معدات مطبخية وأدوات تصليح على دراجته، وأشار إلى أن إطار دراجته قد انثقب 30-40 مرة حتى الآن.

ويقوم بالقيش بمشاركة الصور ومقاطع الفيديو التي يلتقطها على طول رحلته، عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت اسم “أوموت بي يرليرديه” (Umut bi yerlerde).

وأشار بالقيش إلى أن عائلته وأصدقاؤه كانا أكبر داعم له ماديا ومعنويا، وقال إنه لا يجني أي دخل من مشاركاته على وسائل التواصل الاجتماعي وأنه يتطلع للحصول على راعٍ إن أمكن.

– اللقاء مع الكلب “دل” في إيران

ويقول بالقيش إلى أنه التقى بكلبه “دل” في مدينة شيراز الإيرانية، في ورشة تصليح، حيث وجده مصابا وقام بعلاجه واحتضانه، قبل أن يطلق عليه اسم “دل”، والذي يعني “القلب” بالفارسية.

وقال بالقيش إن كلبه ودراجته الهوائية تجذب اهتمام السكان المحليين، حيث يرغب الناس في التوقف والتقاط الصور معه والتعرف عليه، فيما يدعوه البعض إلى منازلهم لاستضافته وتوفير قسط من الراحلة له.

وأكد بالقيش أن الكلب “دل” أصبح رفيقا له في رحلته على مدى الأشهر الأربعة أو الخمسة الماضية، وقال عن كلبه: من أجمل الأمور التي أضافها لي هو أنني لم أتناول أي وجبة وحدي منذ أن تعرّفت عليه. أتحدث معه عندما أكون وحيدا، وهو يفهمني. في الليل، يعمل كجرس إنذار لي في الخيمة. إنه يوفر الحماية لي. أنا سعيد بالسفر معه. لا يشكل أي عبء علي. سنكمل رحلتنا معا، وحتى إذا قررت السفر إلى باقي أنحاء العالم، سنكون معا. وفي النهاية، سنعود إلى معا إلى تركيا لنكمل حياتنا هناك.

– العودة إلى تركيا

وأوضح بالقيش أنه يخطط لمواصلة رحلته على الدراجة الهوائية لفترة طويلة، قد تستغرق سنوات، لذلك هو لا يعرف متى سيعود إلى تركيا على وجه الدقة.

وقال: “عادة ما أخيم في المناطق التي يكون فيها عدد قليل من الناس. أفضل التخييم بالقرب من الأنهار أو البحيران أو شواطئ البحر أو المناطق الحرجية. أواجه الكثير من الأشخاص المضيافين خلال رحلتي على الطريق. في المدن، أقيم عادةً في فنادق أو في منازل لسكان محليين”.

وأضاف: “لا أخيم في المدن الكبرى وأفضل التخييم في المدن الصغيرة أو القرى أو المناطق الريفية حيث يوجد عدد قليل من الناس. لا أشعر بأي خوف، لكن في المناطق الخطرة، أحاول التخييم بالقرب من مراكز الشرطة وأبلغ الجهات الرسمية بأماكن وجودي. أنا سعيد جدا لاستكشاف الثقافات. أدوّن ملاحظاتي في مفكرتي اليومية. قد أكتب كتابا، أو أنشئ موقعا إلكترونيا في المستقبل”.

– رحلة تأمل

وعن الجانب الممتع لرحلته، قال بالقيش إن الاستمتاع بالهدوء في الطبيعة والتعرف على المحيط ومراقبة الحياة الطبيعية عن قرب، لها فوائد مثل التأمل، وتعتبر أيضًا من أفضل مميزات السفر على متن الدراجة الهوائية.

وأشار بالقيش إلى أن البقاء في حركة مستمرة، يجعله في حالة نشاط مستمر، مشيرًا إلى أن للسفر على متن الدراجة الهوائية فوائد كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية للإنسان.

كما أوضح الرحالة التركي إلى أن وسائل الإعلام الدولية غالبا ما تنشر أخبارا سلبية عن البلدان التي زارها، مؤكّدًا أنه لم يشعر بأي خطر أمني خلال رحلته في هذه البلدان.

وختم بالقول: الدول الأربع التي مررت بها حتى الآن، العراق، وإيران، وباكستان، وأفغانستان، كانت أفضل بكثير مما توقعت. الناس في هذه البلدان مضيافون للغاية وودودون. في هذه البلدان يوجد الكثير من المناطق التي تستحق الزيارة.




زر الذهاب إلى الأعلى