إطلاق حملة تبرعات لمتضرري زلزال تركيا عبر شركتي المحمول بلبنان (مقابلة)

تطلق شركتا الاتصالات الخلوية في لبنان غدا الجمعة حملة تبرعات عبر الرسائل النصية، لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا، ولمدة 30 يوما.
أفاد بذلك كمال مقصود، ممثل مجلس الأعمال التركي العالمي “DTİK” في لبنان، رئيس الجمعية الثقافية التركية اللبنانية، في مقابلة مع الأناضول.
وقال مقصود “إننا في لبنان نفكر منذ أن رأينا حجم الزلزال، بأفضل ما يمكن أن نقوم به تجاه إخواننا في تركيا التي كانت تقدم لنا الدعم في الأوقات الصعبة، وخاصة بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020”.
وأضاف: “هناك أزمة اقتصادية كبيرة في لبنان.. والمواطنون منشغلون على مدى السنوات الثلاث الماضية.. رغم كل هذا، فإن اللبنانيين لا يريدون أن يشعروا أنهم غير قادرين على مساعدة تركيا التي وقفت بجانبهم دائما”.
وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أسفر عن آلاف القتلى ودمار كبير.
وبدأت تركيا فعليا، بناء نحو 28 ألف منزل في مناطق الزلزال المزدوج، فيما بعض المنازل القروية ستنتهي بحلول الصيف، بحسب الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال أردوغان أمس الأربعاء: “بدأنا فعليا ببناء 27 ألفا و949 منزلا في ولايات أدي يامان وقهرمان مرعش وغازي عنتاب وهطاي وملاطية المتضررة من الزلزال، وبعض المنازل القروية شارفت على الاستكمال، وسننتهي منها بحلول الصيف”.
وبحسب مقصود: “تفكيرنا انصب على كيفية جمع مساعدات نقدية من المواطنين وفق قدراتهم، بطريقة غير مباشرة للتضامن مع ضحايا الزلزال.. اقترحنا أن تبدأ شركتا الهاتف المحمول هنا حملة تبرعات عبر الرسائل النصية”.
وتقبّلت شركتا “ألفا” و”تاتش” الوحيدتان في لبنان للهاتف المحمول الفكرة، ولكن أخذت منهما وقتا بسبب الإجراءات القانونية المتبعة في لبنان، بحسب مقصود.
وتابع: “المواطن اللبناني مهما كان وضعه المادي، يمكنه المشاركة في الحملة والتبرع بمبلغ زهيد للغاية، عبر إرسال رسالة نصية على الرقم 1104، وسيتم سحب 50 ألف ليرة لبنانية (50 سنتا) من حسابه”.
وأضاف: “سيتم جمع هذه الأموال وإرسالها إلى تركيا في نهاية 30 يوما من بدء الحملة، عبر السفارة التركية ومجلس الأعمال التركي العالمي مناصفة”.
وتأسس مجلس الأعمال التركي العالمي “DTİK” في عام 1985 بهدف تنظيم وإدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية للقطاع الخاص التركي، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة الخارجية والاستثمارات الدولية.
ومنذ 2019 يعاني الشعب اللبناني أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة أدت إلى انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى إلى جانب هبوط حاد في القدرة الشرائية.
وكانت تركيا هرعت لمد يد العون للبنان، الذي هزّه انفجار كبير في مرفأ بيروت خلال أغسطس/ آب 2020، فكانت بين أوائل الدول التي ضمدت جراح اللبنانيين من خلال الدعم المادي والمعنوي الذي قدمته لهذا البلد.
وبعد أقل من يوم من وقوع الانفجار الذي تسبب في خسائر بمليارات الدولارات، أرسلت 13 دولة فرق بحث وإنقاذ إلى المنطقة لدعم لبنان.
وكانت تركيا، التي حشدت جميع مؤسساتها ذات الصلة لتقديم جميع أنواع المساعدات، في طليعة الدول التي اتخذت إجراءات لمساعدة لبنان.
وفي وقت سابق الأسبوع الجاري، صدر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حمل عنوان “تقييم التعافي من الزلزال وإعادة الإعمار في تركيا”، قدّر الأضرار الناجمة عن كارثة الزلزال بأنها قد تصل إلى 103.6 مليارات دولار.