أخــبـار مـحـلـيـة

إغلاق المعابر يهدد حياة مرضى إدلب

تفاقمت معاناة المرضى في إدلب بعد إغلاق الحكومة التركية المعابر الحدودية، ومنعها دخول المدنيين إلا لإسعاف الحالات الخطيرة، خاصة جرحى الحرب، الأمر الذي تسبب في وفاة عدد ممن يحتاجون إلى علاج ورعاية صحية لا تتوفر في مناطقهم.

 




تفاقمت معاناة المرضى في إدلب بعد إغلاق الحكومة التركية المعابر الحدودية، ومنعها دخول المدنيين إلا لإسعاف الحالات الخطيرة، خاصة جرحى الحرب، الأمر الذي تسبب في وفاة عدد ممن يحتاجون إلى علاج ورعاية صحية لا تتوفر في مناطقهم.

ويعود سبب معاناة هؤلاء إلى خشيتهم من الذهاب إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام كحماة وحلب، والتي تحتوي المشافي فيها على أجهزة متطورة للعلاج، وذلك خوفا من اعتقالهم على الحواجز العسكرية، مما جعلهم يفضلون الذهاب إلى المشافي التركية رغم صعوبة الطريق واحتمال وفاة المريض أثناء نقله.

 

 

وقال عباس الكامل -شقيق أحد المرضى الذي يحتاج عملية فتح الشرايين (قسطرة)- “عند نقل أخي إلى أحد المشافي في مدينة كفرنبل، أخبرونا أنه يحتاج عملية جراحية بشكل سريع، ومن ثم ذهبنا إلى المعبر، لكنهم رفضوا إدخالنا لأنه ليس إصابة حرب، وكنا نشعر بأننا نفقده أمام أعيننا، لأن حالته كانت تسوء يوما بعد يوم”.

ويضيف الكامل أنهم أبقوا مريضهم بمستشفى باب الهوى الحدودي ثلاثة أيام، إلى أن قام الأهل بدفع مائتي دولار لأحد المهربين، الذي استطاع تأمين سيارة إسعاف ونقله بشكل سريع عن طريق معبر أطمه الحدودي مع تركيا.

أما أحمد السلوم -الذي رافق صديقا له تعرض لحادث سير أدى إلى وفاته بسبب غياب الرعاية الطبية- فيقول “قمنا بنقله إلى أحد المشافي القريبة فطلبوا منا صورة من النوع المسمى “طبقي محوري” لكشف النزيف الذي تعرض له، وهي غير متوفرة سوى في مشفى بمدينة سراقب، ونقلناه سريعاً إلى هناك، وقالوا لنا إن الجهاز معطل، ومن ثم أكملنا إلى الحدود التركية”.

ويضيف “رفضوا إدخالنا في المرة الأولى إلا بعد عشر ساعات، وبعد الحصول على عدة شهادات طبية بأن المصاب يحتاج إلى علاج سريع”، ومضى السلوم قائلا إنه فقد صديقه أثناء إدخاله المشافي التركية، موضحا أنه كان بالإمكان إنقاذ حياة صديقه عقب إصابته لو توافرت الرعاية والتسهيلات من الجانب التركي، وختم بأن “حياة العشرات من الناس في خطر إن لم يتم تدارك هذا الموضوع”.

وتعاني المشافي في ريف إدلب الذي تسيطر عليه المعارضة من نقص في الأجهزة التي تمكنهم من معالجة الحالات الإسعافية بشكل فوري، لكن رفعت الفرحات الطبيب في “مشفى الحكمة” الذي يقع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قال إنهم تمكنوا من جلب بعض الأجهزة الحديثة للمناطق المحررة عن طريق بعض المنظمات الطبية الداعمة، “لكن الطائرات الحربية والمروحية تستهدف المشافي بشكل مكثف، مما أدى إلى تعطل عشرات الأجهزة الطبية باهظة الثمن، لذلك ليس بإمكاننا إلا أن ننقل المرضى إلى المشافي التركية”.

ويناشد الفرحات الحكومة التركية والمجتمع الدولي “النظر إلى حالة المرضى الذين يموتون دون أن يتلقوا العلاج اللازم، بسبب استمرار إغلاق المعابر الحدودية مع تركيا”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى