إيلون ماسك يترك “تويتر” في مواجهة سيناريو مرعب
من المحتمل أن تؤدي محاولة إيلون ماسك لإنهاء صفقة استحواذه على تويتر إلى معركة قانونية تحتاج نفساً طويلاً، قد تخلف وراءها تراجعاً في سعر سهم الشركة، مما سيقود تويتر إلى مستوى جديد من الفوضى بعد شهور من الخلافات التي أضرّت بسمعتها ومعنويات الموظفين.
وقال دان آيفز، العضو المنتدب وكبير محللي أبحاث الأسهم الذي يغطي قطاع التكنولوجيا في Wedbush Securities، لصحيفة “واشنطن بوست”: “كان هذا أسوأ سيناريو بالنسبة لتويتر، والآن حدث ذلك”.
حذر إيفز من أن محاولة ماسك للانسحاب قد تجعل الشركة تبدو كأنها “سلعة تالفة”، في نظر مستثمرين آخرين أو مستحوذين محتملين.
انخفضت أسهم تويتر بنحو 6% بعد ساعات التداول يوم الجمعة. وتتوقع Wedbush Securities أن ينخفض السهم إلى ما بين 25 دولاراً و30 دولاراً عند إعادة افتتاح السوق اليوم الاثنين، بانخفاض يفوق 30% من مستوى إغلاق بعد ظهر يوم الجمعة قبل إعلان ماسك انسحابه.
في بيان صحافي صدر مساء الجمعة، هدد مجلس إدارة تويتر بـ”متابعة الإجراءات القانونية” لفرض شروط الصفقة البالغة قيمتها 44 مليار دولار التي أبرمها ماسك في أبريل لشراء شبكة التواصل الاجتماعي وجعلها شركة خاصة.
مطلوب من ماسك المضي قدماً في عملية الشراء، ما لم يحدث تغيير كبير في النشاط التجاري للشركة، والذي يقول الخبراء القانونيون إن من الصعب إثباته.
فترة مضطربة
قال مجلس إدارة تويتر إنه واثق من أن الشركة ستنتصر في القضية، لكن المحللين يحذرون من أن خطوة ماسك تمهد الطريق لفترة مضطربة، قد تحمل مخاطر مالية جديدة للشركة والعاملين فيها.
ظل الملياردير الأميركي يهدد بالانسحاب من الصفقة لأسابيع، لكن إعلان الجمعة يفتح جبهة جديدة في الاستحواذ على الشبكة الاجتماعية، التي تتمتع بنفوذ كبير على التغطية الإخبارية والسياسة.
وقد اتهم محامو ماسك تويتر مراراً بالفشل في تسليم البيانات لمساعدة فريقه في تأكيد عدد الحسابات الوهمية أو البريد العشوائي على الشبكة الاجتماعية. في الوقت نفسه، تؤكد الشركة أنها امتثلت لجميع شروط اتفاقها وسلمت البيانات الخاصة بها، وهو تدفق هائل يضم أكثر من 500 مليون تغريدة تُنشر كل يوم.
يقول الخبراء القانونيون أيضاً إن قضية ماسك لا تلبي الحد الأدنى للسماح له بالتخلي عن الصفقة. لكن حتى إذا نجحت تويتر في استرداد رسوم تفكيك الصفقة بقيمة مليار دولار، فإن معركة المحاكمة تدعو إلى تحديات جديدة.
قالت دونا هيتسشيريتش، الأستاذة في كلية كولومبيا للأعمال، إن خطوة ماسك “ستثير بطبيعة الحال أسئلة حول سبب فقده الاهتمام”، وفق ما نقلته “واشنطن بوست”.
وقد أثارت الصفقة غضب العديد من موظفي تويتر، الذين قالوا إن المفاوضات مع ماسك جلبت تدقيقاً مكثفاً على الشركة. ومن شأن أي تراجع في سهمها أن يؤثر على تعويضاتهم، مما يزيد من استياء أولئك الذين شعروا بالقلق إلى حد كبير من احتمال أن يستولي أغنى رجل في العالم على الشركة التي يعملون فيها.
ومنذ أن أعلن ماسك عن الصفقة، قام موقع تويتر بتجميد التوظيف واستبدل المديرين التنفيذيين الرئيسيين.
خطوة أولى للوراء
بدأ ماسك يشتكي من مشكلة الحسابات الوهمية بعد فترة وجيزة من موافقته على صفقة الشراء. في تغريدة في مايو، قال إن الصفقة “معلقة” وأصر على أن الاستحواذ لا يمكن أن “يمضي قدماً” حتى يقدم تويتر دليلاً إضافياً على طرقه للكشف عن الحسابات المزيفة.
التزم ماسك باستخدام أكثر من 33 مليار دولار من ثروته الخاصة، والتي تأتي إلى حد كبير من ملكيته في شركة تسلا، لإتمام الصفقة. لكن مع اضطراب سوق الأسهم بسبب عمليات بيع عالمية لأسهم التكنولوجيا، تراجعت قيمة سهم تسلا، كما انخفض سهم تويتر بنسبة 30% منذ أن أعلن ماسك عن الصفقة، عندما تم تداوله بسعر 52 دولاراً.