الأزمة السورية مادة رئيسية على أجندة مباحثات أردوغان – بوتين
يأتي الملف السوري على رأس قائمة مباحثات تركيا وروسيا، خلال الزيارة التي يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو، غدا الجمعة.
وتهدف أنقرة وموسكو إلى إتمام مرحلة تطبيع علاقاتهما،عبر اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى، الذي ألغي العام الماضي بسبب أزمة إسقاط طائرة روسية انتهكت الأراضي في الربع الأخير من عام 2015.
فبعد أزمة إسقاط المقاتلة الروسية، التقى أردوغان مع نظيره الروسي 3 مرات وجهًا لوجه، وعشرات المرات عبر الهاتف.
وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول من مسؤولين أتراك، فإن اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى بين تركيا وروسيا الذي أسس في 2010، يهدف إلى إتمام مرحلة تطبيع علاقات البلدين.
ويؤكد المسؤولون أن علاقات البلدين الراهنة في مجالات مثل الدفاع والاستخبارات والأمن، في مستوى أعلى من ذلك الذي كان قبل إسقاط المقاتلة الروسية.
وفي خضم الأحداث والتطورات في المنطقة، تأتي الأزمة السورية في صدارة أجندة أعمال أردوغان وبوتين.
فالتعاون الوثيق بين تركيا وروسيا حول سوريا، بدأ بعمليات إجلاء المدنيين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أعقبها إعلان وقف إطلاق للنار في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بضمانة البلدين.
ومن خلال الهدنة نجح البلدان بتذليل أعمال الحرب والعنف في سوريا، بالرغم من الانتهاكات الممنهجة لقوات بشار الأسد والمجموعات الأجنبية الإرهابية المدعومة إيرانيًا.
ولكن عدم فرض روسيا الضغوط اللازمة على نظام الأسد وإيران فيما يتعلق بتطبيق وقف إطلاق النار، انعكس على سير المفاوضات السياسية التي انطلقت في جنيف الشهر الماضي، حيث يواصل النظام وإيران مساعي البحث عن حلول عسكرية لأزمة البلاد، انطلاقا من معتقد أن التوازنات العسكرية تسير لصالحهم.
وفي المرحلة التي تتبع فيها الولايات المتحدة موقفًا سلبيًا حيال الأزمة السورية، تطالب تركيا روسيا بلعب دور فاعل أكبر حول مرحلة الانتقال السياسي في سوريا وإجبار النظام بقبول الحل السلمي.
ومن المرتقب أن يبحث الرئيسان أردوغان وبوتين، أوضاع العراق وسوريا ضمن ملف واحد، ولذلك بسبب ارتباط أحداث وجغرافيا البلدين ببعضهما.
فتنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي، جعل أطراف مدينة منبج التي إستولى عليها شمالي سوريا، محاطة بقوات أمريكية وروسية، ومنح مناطق أخرى لقوات النظام، خشية استهدافه من قبل قوات “درع الفرات”.
وعلاوة على ذلك، أرسل التنظيم الإرهابي قسمًا من سلاحه الثقيل ومقاتليه إلى منطقة سنجار غربي العراق التي من المحتمل أن تغدو المعسكر الثاني لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية بعد جبال قنديل شمالي العراق.
كما أن الطريق المفتوح أمام انتقال مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي بين مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، جميعها عوامل جعلت تركيا وروسيا، تبحثان الأوضاع السورية والعراقية ضمن ملف واحد.
وخلال اجتماع الطرفين، يتوقع أن يطلب الجانب التركي من روسيا التعاون ما اجل إخراج إرهابيي “ب ي د” من منبج، إلى جانب منع حركة مقاتلي داعش بالعبور من وإلى الرقة.
وفي سياق آخر، يناقش البلدان في اجتماعهما، قضية انتشار قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في البحر الأسود، والتعاون في مجال الأمن في المنطقة.
فمنذ العام 2008، أي بعد الحرب الروسية الجورجية، عززت الولايات المتحدة ودول غربية والناتو، قواتها العسكرية في منطقة البحر الأسود، وارتفعت وتيرة تلك التعزيزات عقب اندلاع الأزمة الأوكرانية.
كما أن الجانبين التركي والروسي، سيبحثان الأزمة الأكروانية وشبه جزيرة القرم، والنزاعات المسلحة المستمرة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا شرقي أوكرانيا.