الألمان يقلدون العادات التركية في مواكب الزفاف
عندما يحتفل أولكاي بزفافه في عطلة نهاية الأسبوع، يجب أن يكون كل شيء هادئًا وسلميًا. وقد وافق بالفعل على ذلك مع أصدقائه مقدما، وقال: “لا أريد أن أواجه أي ضغوط مع الشرطة أو مع السكان المحليين في هذا اليوم، لكنني أريد أن أعيش أجمل يوم في حياتي!”.
اعتاد الألمان على أن تكون حفلات زفافهم هادئةً وغدا ذلك أمرًا بديهيًا، ولكن الحال في ألمانيا قد تغير ولم يعد مثل ما كان.
تتمتع حفلات الزفاف في تركيا بتاريخ عريق، ويقول الكاتب والمؤلف أحمد توبراك: “هذا التراث كان موجودًا دائمًا، حيث العديد من السيارات تسير بشكل جميل وتتجول في المنطقة، مرسلة رسالة واضحة مفادها: هذا هو الزواج”.
ويضيف توبراك: “قبل اختراع الهواتف المحمولة وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة، كان من المهم للغاية لفت انتباه المجتمع القروي إلى هذا الحدث، من هنا يأتي إطلاق النار في السماء، حيث يجب أن يكون الصوت عاليًا حتى يتمكن الجميع من سماعه. ومع ذلك، فإن الشرطة في تركيا صارمة أيضًا ضد هذه الممارسات وتفرض عقوبات شديدة حيالها”.
ووفقًا للخبراء، يعد إغلاق الطرق السريعة أو تقاطعات المرور من قبل السيارات المشاركة في الاحتفال، أمرًا جديدًا وغير معهود فعليًا في تركيا بهذا الشكل.
الألمان أيضا ينظمون مواكب الزفاف
توضح الباحثة في شؤون الهجرة جولستان غوربي من جامعة برلين أنه في القرى الألمانية تمتطي النساء ظهور الخيل بحسب التقاليد، لكن في المدينة بالطبع يتم ركوب السيارات، وكلما زاد عدد هذه السيارات، زادت مظاهر الرفاهية وارتفع معدل الاستهلاك، حيث أن العديد من تلك السيارات تكون مستأجرة ليوم واحد.
وترى غوربي أن التقاليد التركية جاءت إلى ألمانيا مع هجرة “العمال الضيوف” الأتراك الذين أتوا في الستينات، مضيفةً أن “هناك بعض المجموعات السكانية الأخرى التي تتبنى هذا النوع من الاحتفال بشكل متزايد، بما في ذلك الألمان، حيث أنهم يقومون بتقليده لأنه يجذب الانتباه والمتعة”.
ومنذ 1 نيسان/ أبريل لعام 2019، سجلت شرطة شمال الراين – وستفاليا حوالي 252 مسيرة موكب زفاف، 35 منها على الطرق السريعة، وفي بعض الحالات كانت تحتوي حتى على أسلحة نارية.
جدير بالذكر أن وزارة داخلية مقاطعة شمال الراين – وستفاليا، قامت بطباعة كتيب يحتوي على معلومات حول حفلات الزفاف، والتي يمكن من خلالها قراءة ما هو المسموح القيام به وما هو غير المسموح به بوضوح.
ترك برس