أخــبـار مـحـلـيـة

الحظر الكلي يُشعل جدلا طبقياً في تركيا: الفقراء وحدهم المحظورون!

بدأت “هجرة العطلة”، من المدن الكبرى إلى المنتجعات السياحية في تركيا مع بداية الحظر الكلي، الذي سيتخلله أيام عيد الفطر، وشهدت الفنادق والفيلات وأماكن الإقامة في العطلات كثافة عالية على الحجوزات، وعلى رأسها منطقة بودروم التي تعتبر واحدة من أكثر وجهات التعطيل في تركيا.

 

 

وعبّر العديد من المغردين في تركيا اليوم الجمعة، عن استيائهم من الحظر الكامل الذي يستهدف الفقراء حسب تعبيرهم، بينما يقضي الأغنياء هذا الحجر في المنتجعات السياحية بما أطلقوا عليه اسم “هجرة العطلة”.

وشارك عشرات الآلاف من المغردين تحت هاشتاغ “Bodrum ” بودروم ليتصدر الترند الأول على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول صور خلال اليومين الماضين، تظهر الازدحام المروري باتجاه المدينة.

 

 

وأعربوا عن استيائهم من صور مغادرة الآلاف من المدن الكبرى وخاصة إسطنبول، بسياراتهم لقضاء الحظر الذي بدأ اليوم في أماكن الاصطياف أو عند أقاربهم، قائلين إنه لن يشعر أحد بالفقراء الذين لم يستطيعوا الخروج من المدينة لزيارة أقاربهم وسينقطعون عن رواتبهم ولقمة عيشهم، معتبرين أن هذه الخطوة ليست عادلة لجميع فئات المجتمع.

 

وكتب الصحفي ظافر عرابكيرلي عبر حسابه الرسمي في توتير ” الإغلاق يعني الحظر، أي منع تحرك الناس بشكل فردي أو جماعي، هل يعتبر هذا حجرا صحيا، عندما يسمح لـ 500 ألف بمهاجمة بودروم، التي تضم 300 سرير مشفى و60 سريراً للعناية المركزة في المجموع؟”، موجها رسالة لمن ذهب إلى هناك “هل فقدت عقلك؟”

بينما غرد الصحفي في جريدة يني شفق التركية، إبراهيم كراغول، “أولئك الذين يقولون إن “الناس جائعون”، لقد توافدوا إلى بودروم!”.

وفي تصريح لعمدة بلدية بودروم أحمد آراس، قال “توقفت حركة المرور يومي الأربعاء والأمس عند مداخل ومخارج المدينة، وكانت هناك طوابير طويلة للسيارات، إن المنطقة ليست جاهزة لمثل هذا الحشد”.

وأضاف آراس أنهم اتخذوا الاحتياطات اللازمة بسبب الكثافة الحالية في بودروم مؤخرا، وذكر أن 8 آلاف سيارة معظمها من إسطنبول وأنقرة، كانت تدخل يوميا على الأقل في الأيام الثلاثة الماضية.

وتابع آراس “واجهنا الفوضى فجأة، خوفنا الأكبر هو أن ينقل الوافدون العدوى إلينا وتزداد الحالات”، مشيرا إلى أن الخدمات الصحية في المنطقة مصممة فقط للسكان، ” لدينا حوالي 30 سريرا للعناية المركزة وحوالي 300 سرير مستشفى”.

وكشف رئيس بلدية بودروم عن “معدل إشغال العناية المركزة في المنطقة، وبحسب المعلومات الواردة من السلطات، فقد علم أن 65% من 30 سريرا في وحدة العناية المركزة في مستشفى بودروم الحكومي و 60 % من 300 سرير في الخدمة مشغولة حاليا”.

وتطرق آراس إلى مشكلة المياه المحتملة التي قد تحدث بسبب الكثافة السكانية، قائلاً ” إذا لم نقتصد في استخدام المياه بشكل معتدل ونهدرها، فقد تنفد، يجب على الجميع الانتباه لهذه القضية”.

وأوضح أن عدد سكان بودروم يقدر بـ 180 ألفا، بينما وصل عدد السكان بعد بدء الحظر إلى أكثر من 500 ألف شخص، مؤكدا على أنه “يجب على الجميع توخي الحذر الشديد ” لمنع انهيار النظام الصحي ونفاد المياه.

وكانت الحكومة التركية قد أعلنت مساء الإثنين، حظرا كليا مع استثناءات بسيطة لبعض العاملين، لمدة 3 أسابيع، بدأ مساء أمس الخميس 29 من شهر نيسان الجاري وحتى 17 أيار المقبل في عموم البلاد، وذلك في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا.

وفي الأسابيع الماضية، اجتاحت موجة جديدة من فيروس كورونا معظم دول العالم، ووصلت فيها معدلات الإصابات إلى أرقام عالية أجبرت الحكومات على دق ناقوس الخطر واتخاذ إجراءات احترازية حازمة.

 

 

ترجمة وتحرير – آية سلطان

زر الذهاب إلى الأعلى