السوريون لا يزالون في الصدارة.. ارتفاع عدد طلبات اللجوء في ألمانيا

ارتفع عدد طلبات اللجوء المقدمة إلى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا خلال الشهر الأول من العام الجاري، وبقي السوريون متصدرين قائمة المتقدمين، حتى بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024.
ووفقاً لإحصاءات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (Bamf) لشهر كانون الثاني الماضي، ارتفع عدد طلبات اللجوء الأولية بنسبة 22.5 في المئة مقارنة بالشهر الذي سبقه، ليصل إلى 14 ألفاً و920 طلباً، ومع ذلك، انخفض العدد بشكل ملحوظ مقارنة بالشهر الأول من العام الماضي، حيث سُجلت 26 ألفاً و376 طلباً في ذلك الوقت.
وبحسب بيانات المكتب الاتحادي، جاء 30.4 في المئة من طالبي اللجوء في كانون الثاني الفائت من سوريا، بينما شكل الأفغان 13 في المئة، والأتراك 11.2 في المئة، كما أن العديد من طلبات اللجوء المقدمة للسوريين تتعلق بأطفال وُلِدوا في ألمانيا.
هل يعالج مكتب الهجرة طلبات السوريين حالياً؟
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن “مكتب الهجرة، ومنذ 9 كانون الأول الفائت، يبت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين فقط في حالات استثنائية، وذلك بسبب الوضع السياسي غير المستقر في البلاد بعد سقوط الأسد”.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية أن “المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يراقب التطورات في سوريا بشكل مستمر، ويراجع الوضع كل ستة أشهر على الأقل”.
وقبل نحو أربعة أسابيع، أعلنت وزيرة الداخلية نانسي فيزر ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك دعمهما لتمكين اللاجئين السوريين من زيارة بلادهم مرة واحدة دون فقدان وضعهم القانوني في ألمانيا.
وأكدت وزارة الداخلية أنها تعمل على حل عملي يسمح للسوريين بالسفر لفترة قصيرة لتقييم الأوضاع تحضيراً لعودة طوعية دائمة، دون فقدان الحماية القانونية.
أرقام حول السوريين في ألمانيا
وبحسب بيانات المكتب الاتحادي للإحصاء لشهر كانون الأول الفائت، فإن الغالبية العظمى من السوريين الذين يبحثون عن الحماية في ألمانيا يحملون تصريح إقامة إنساني، حيث يتمتع حوالي 279 ألف سوري بصفة اللاجئ وفقاً لاتفاقية جنيف للاجئين.
أما السوريون الحاصلون على حماية محدودة أو ما تسمى الحماية الفرعية التي تُمنح للأشخاص الذين يواجهون خطراً جسيماً في بلدهم الأصلي لكن لا تنطبق عليهم معايير اللجوء الكاملة، فيبلغ عددهم 240 ألفاً، كما يوجد نحو 81 ألف طالب لجوء سوري لم يُحسم وضعهم بعد، بينما رُفضت طلبات نحو 7000 سوري أو فقدوا وضع الحماية. وفقاً للاحصائية.
وحول ما إذا كان أي لاجئ سوري قد فقد وضع الحماية في السنوات الأخيرة بسبب زيارة بلده الأصلي، قال المتحدث باسم الوزارة، إن الأسباب التي تؤدي إلى رفض أو إلغاء وضع الحماية لا يتم توثيقها إحصائياً من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
قيود على لمّ شمل الأسر لأصحاب الحماية الفرعية
وبحسب السجل المركزي للأجانب في ألمانيا، “كان هناك 381 ألفاً و216 شخصاً يتمتعون بوضع الحماية الفرعية حتى 31 كانون الأول، من بينهم 107 آلاف و219 قاصراً”.
وعلى عكس اللاجئين المعترف بهم وفقاً لاتفاقية جنيف، فإنه لا يمكن لأصحاب الحماية الفرعية جلب أفراد عائلاتهم بسهولة، حيث كانت الحكومة الألمانية قد حددت سقفاً بحد أقصى 1000 شخص شهرياً للمّ شمل عائلات هذه الفئة، ولم يتم رفع هذا الحد على الرغم من نية الحكومة الائتلافية السابقة إلغائه.
أما فيما يخص معايير اختيار من يُسمح لهم بالالتحاق بذويهم في ألمانيا، فقد أوضحت وزارة الخارجية أن الأولوية تُمنح للحالات الإنسانية، مثل الأطفال دون 14 عاماً أو الحالات التي تتعرض فيها حياة المتقدمين للخطر الشديد.
وفي الأسبوع الماضي، رفض البرلمان الألماني “بوندستاغ” مشروع قانون لإنهاء لمّ شمل أسر الحاصلين على الحماية الفرعية، والذي اقترحه زعيم المعارضة فريدريش ميرتس من حزب (الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، وهو أحد أبرز المرشحين لمنصب المستشار الاتحادي.