اللاجئون اللبنانيون يتوجهون إلى هذه المناطق في سوريا .. و هذه الخدمات المقدمة لهم
تشهد المعابر السورية، اللبنانية حركة عبور كثيفة منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي للعدوان على لبنان، الاثنين الماضي.
وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 30 ألفا، معظمهم سوريون، عبروا من لبنان إلى سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت مصادر أمنية تابعة للنظام إن أكثر من 6 آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري عبروا معبر جديدة يابوس بشكل طارئ.
إلى أين يذهب اللبنانيون؟
وعن وجهة النزوح في سوريا، أشار الصحفي محمد الشيخ من لبنان، إلى أن غالبية العائلات اللبنانية توجهت إلى دمشق وريفها الجنوبي بالدرجة الأولى، وريف حمص القريب من الحدود اللبنانية، ومدينة طرطوس، وحلب بأعداد قليلة.
وأضاف لـ”عربي21″، أن نصف الذين عبروا الحدود اللبنانية تجاه سوريا من السوريين، لافتاً إلى تسهيل النظام السوري حركة العبور على الحدود، وتجهيزه مراكز للإيواء، في ريف دمشق (حرجلة)، والغوطة الشرقية، وفي ريف حمص، وطرطوس.
وأضاف الشيخ أن غالبية النازحين اللبنانيين توجهوا نحو أقاربهم في سوريا، في حين توجهت عائلات منهم إلى مراكز الإيواء.
ونظراً لوجود عدد كبير من المعابر غير الرسمية بين سوريا ولبنان، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 30 ألف لبناني توجهوا إلى الأراضي السورية.
والخميس أعلن نائب محافظ ريف دمشق، جاسم المحمود، أن عدد الوافدين السوريين واللبنانيين عبر معبر جديدة يابوس، منذ يوم الثلاثاء حتى ظهر الخميس، بلغ 42 ألف شخص بينهم 31 ألف سوري و11 ألف لبناني.
ويقول الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إن غالبية اللبنانيين الذين دخلوا سوريا هم من عائلات “حزب الله”، أو من المحسوبين على الحزب.
وأضاف لـ “عربي21” أن قلة قليلة منهم توجهوا إلى مراكز الإيواء، في ريف دمشق، معتبراً أن “النظام غير قادر على تقديم الحاجيات الأساسية للنازحين”.
وأردف السعيد أن “استمرار تدفق الأعداد إلى سوريا ينذر بكارثة جديدة، لأن البلاد منهكة ولا طاقة لها على استيعاب المزيد”.
الخدمات الطبية مجاناً
في غضون ذلك، أصدرت وزارة الصحة بحكومة النظام، تعميماً يقضي بتقديم الخدمات الطبية الإسعافية العلاجية والتشخيصية في المشافي، مجاناً، للنازحين اللبنانيين الوافدين عبر المنافذ الحدودية السورية.
ويتضمن التعميم تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية كاملة مجاناً للقادمين من خلال المنافذ الحدودية، بما فيها خدمات الصحة الإنجابية والمسح التغذوي والدعم النفسي وتقديم كل اللقاحات ضمن البرنامج الوطني الموسع، مشدداً على ضرورة تقديم الخدمات الصحية المتعلقة بالأمراض المزمنة والسارية والتقصي الوبائي للوافدين عبر لبنان، إضافة إلى وضع جميع المشافي والمراكز الصحية بحالة جاهزية تامة وتطبيق الخطة العامة للطوارئ.
وأكد التعميم على ضرورة رفد المعابر الحدودية مع لبنان، بسيارات إسعاف مجهزة مع الفرق الطبية اللازمة والضرورية.
“أوتشا” قلقة من تدفق السوريين واللبنانيين
في الأثناء، أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي “أوتشا” عن قلقه من تدفق السوريين واللبنانيين عبر الحدود إلى سوريا، مشدداً على أنه “لا يمكن تحمل مزيد من حالات الطوارئ الإنسانية”.
وقال بيان مشترك للمنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، والمنسق الإقليمي للأزمة السورية، رامناتن بالكرشنن، “نتابع عن كثب التطورات المقلقة في المنطقة، حيث شهدنا في الأيام القليلة الماضية تدفق آلاف السوريين واللبنانيين إلى محافظات ريف دمشق وحمص وطرطوس في سوريا”.
ورحب البيان بقرار حكومة النظام السوري فتح جميع المعابر الحدودية أمام المدنيين القادمين من لبنان فراراً من الأعمال العدائية في سعي للنجاة بحياتهم، وقال إن “معظم الوافدين يعانون من الصدمة، حيث أفادت بعض العائلات أنها استغرقت يومين للوصول إلى الحدود، بينما عبر آخرون جبالاً وعرة سيراً على الأقدام، ووصلوا في حالة من الحاجة الماسة والإرهاق”.
وأكدت “أوتشا” أن الأمم المتحدة والشركاء يعملون بالتنسيق مع “الهلال الأحمر السوري”، مشيرة إلى أنها تحشد استجابة فورية لتوفير المياه والغذاء والفرش والبطانيات وغيرها من المواد غير الغذائية الأساسية، في حين يتمركز الشركاء الإنسانيون على الحدود لمراقبة الوضع وإجراء عمليات تقييم للاحتياجات الإنسانية.
عربي21