“المدرسة الزرقاء”..واجهة الحضارة الإسلامية في سيواس التركية (تقرير)
منذ افتتاحها أمام الزوار في يناير/ كانون الثاني 2021، استقبلت “المدرسة الزرقاء” بمدينة سيواس وسط تركيا، حوالي 371 ألف زائر، وعرضت معلومات عن نظام التعليم في أطوار الحضارة الإسلامية، بعد خضوعها لأعمال ترميم شاملة.
المدرسة التي أخذت اسمها من البلاط الأزرق السماوي الذي يزينها، بنيت عام 1271، في عهد الوزير السلجوقي صاحب عطا فخر الدين علي، وعلى يد المعماري السلجوقي الشهير قونيالي قالويان.
وخضعت المدرسة بين 2014 و2021، لمجموعة شاملة من أعمال التجديد والترميم، تحت إشراف وزارة الثقافة والسياحة والمديرية العامة للأوقاف.
ويضم متحف المدرسة الزرقاء مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، أبرزها جبة العالم والمتصوف التركي الشهير شمس الدين السيواسي، ومجموعة من المخطوطات، واللوحات الخطية، والقطع المعدنية.
كما يضم لوحات خزفية من مسجد دوريكي الكبير في سيواس، وقطع من البلاط، وأعمدة مصنوعة من شجر العرعر، تم العثور عليها خلال أعمال الحفريات الأثرية وأعمال الترميم التي أجريت في المدرسة.
وتعرض في المتحف صور ومعلومات رقمية توفر شرحا للزوار عن الحياة اليومية التي سادت المدرسة الزرقاء خلال العصر السلجوقي (1039- 1153)، والمهام المنوطة بالعاملين في المدرسة.
كما تعرض معلومات عن أبرز علماء مدينة سيواس، وتعليقات الرحالة عن المدينة، ومعلومات عن النظام التعليمي المعمول به في أطوار الحضارة الإسلامية.
**الأكثر زيارة بالمدينة
بدورها، قالت الباحثة التاريخية في متحف المدرسة الزرقاء بورجو سالدران، إن أول عملية ترميم معروفة للمدرسة كانت عام 1823.
وأضافت سالدران للأناضول، أن المبنى التاريخي حصل عام 2010 على صفة متحف من قبل لجنة حماية الآثار، وعملية الترميم الشاملة بدأت بعد هذا التاريخ.
وأشارت الباحثة إلى أن أهم أعمال الترميم في تاريخ المدرسة بدأت في 2014 تحت إشراف المديرية العامة للأوقاف، واستمرت حتى 2021.
وشملت أعمال الترميم، وفق سالدران، ترميم البلاط المتساقط، وإعادة تأهيل الأطراف الجانبية بما يتوافق مع بنيتها وطبيعتها التاريخية، وتجديد غرف العرض بشكل شامل، وإعادة بناء بركة الماء استنادا إلى الأبحاث والمعطيات التاريخية.
وذكرت سالدران أن المتحف يستخدم التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك تقنية “هولولينز” (نظارات الواقع المختلط والمعزز)، التي تم استخدامها لأول مرة في تركيا في المدرسة الزرقاء.
الباحثة أوضحت أن الزوار يمكنهم استخدام نظارات هولولينز، لمسح الرموز الموجودة على أبواب غرف العرض والتجول في تلك الغرف والحجرات بشكل تفاعلي، وكذلك مشاهدة القطع الأثرية المعروضة بطريقة تفاعلية.
ولفتت إلى أن متحف المدرسة الزرقاء تحول إلى الوجهة الأكثر زيارة في مدينة سيواس، حيث استقبل المتحف 371 ألف و823 زائرا منذ افتتاحه في يناير 2021.
وختمت حديثها بالقول إن رحلات القطار السريع بين سيواس ومدينتي أنقرة (العاصمة) وإسطنبول، ساهمت في زيادة عدد الزوار وجذب المزيد من السياح إلى سيواس.