اقـتصــاديـةعـالـمـيـة

المستثمرون الأتراك يوفرون 10 آلاف فرصة عمل في إثيوبيا

أشاد السفير الإثيوبي في أنقرة، أياليو غوبيزي، بجهود المستثمرين الأتراك الرامية إلى إنعاش الاقتصاد الإثيوبي، لاسيما أنها ساهمت مؤخرا في إيجاد “أكثر من 10 آلاف فرصة عمل من خلال شركاتهم” الناشطة في الدولة الواقعة شرقي إفريقيا.

السفير أضاف، في مقابلة مع وكالة الأناضول، أن العلاقات التركية الإثيوبية تتمتع بتاريخ عميق الجذور، يلقي بظلاله على كلا البلدين، ويساهم في نموهما اقتصاديا وسياسيا.

وأوضح غوبيزي أن “بداية العلاقات الثنائية تعود إلى عهد الإمبراطورية العثمانية في ظل حكم السلطان عبد الحميد الثاني، والإمبراطورية الإثيوبية في ظل حكم الإمبراطور مليلك الثاني، عام 1896، وقد افتتحت تركيا أول قنصلية عامة لها، خلال العهد العثماني، في مدينة هرر شرقي إثيوبيا عام 1912”.

وبعد إعلان قيام الجمهورية التركية عام 1923، وتحديدا عام 1926، كانت أول سفارة تركية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من نصيب إثيوبيا.

وامتدت الدولة العثمانية، التي تجاوز عهدها الخمسة قرون، إلى أجزاء واسعة شملت مصر وليبيا وتونس والجزائر وأجزاء من الصحراء الكبرى ومنطقة القرن الإفريقي وجزر البحر الأحمر.

علاقات مميزة

ومنذ ذلك الحين، بحسب السفير الإثيوبي في أنقرة، “يتواصل تبادل الزيارات بين دبلوماسيين ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى من البلدين الشقيقين، حيث يتمتع البلدان بعلاقات ثنائية متينة تتميز بنموها المتواصل في مجالات مختلفة، وفي مقدمتها الاقتصادية والسياسية، وذلك على أساس التفاهم المشترك، والاحترام المتبادل”.

وشدد على أن قيادة إثيوبيا وتركيا أكدت أنها “ملتزمة التزامًا كاملًا بتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بالفعل”.

ومستذكرة ماضيها العثماني مع العديد من مناطق إفريقيا، أعلنت تركيا في وقت سابق أنها ستتبنى سياسة إفريقية أكثر إيجابية، قوامها المساعدات والمشروعات الاقتصادية، والتبادل الثقافي، وحفظ السلام.

ولفت السفير الإثيوبي إلى “الزيارة التي قام بها لتركيا رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل، ميليس زيناوي، عام 2007، إضافة إلى زيارة الرئيس الإثيوبي الحالي، مولاتو تشوم، في أغسطس/ أب 2015”.

وفي 22 يناير/ كانون الثاني 2015، زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ووزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، إثيوبيا برفقة عدد من كبار المسؤولين ورجال الأعمال.

تعاون تجاري مثمر

وأثنى غوبيزي على التعاون التجاري المثمر بين بلاده وتركيا، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 400 مليون دولار، بحسب بيانات رسمية عام 2015.

وأشار إلى أن بلاده “تستورد من تركيا آلات ومعادن ومنتجات بلاستيكية وأدوية، فيما تصدّر إليها حبوبا زيتية وحبوب قهوة وجلود ونسيج”.

وأضاف أن “نحو نصف الاستثمارات في إثيوبيا هي من قبل مستثمرين أتراك، وبناء عليه ندعو المزيد من المستثمرين الأتراك إلى افتتاح مشروعات استثمارية جديدة في إثيوبيا”.

وأوضح أن “السوق التجاري الإثيوبي يستضيف شركات استثمارية تركية كبرى، بينها أيكا أديس- Ayka Addis وBMET للكابلات، وغيرها”.

وعن الاستثمارات التركية الراهنة في بلده، قال غوبيزي إن” العديد من الشركات التركية بدأت إنتاجها بالفعل وخلقت أكثر من 10 آلاف فرصة عمل لشبابنا”.

وأردف بقوله إن “الشباب يشكلون نحو نصف تعداد سكان إثيوبيا، الذي يتجاوز الـ 100 مليون نسمة، ما يجعل من خلقفرص عمل جديدة تحديا كبيرا”.

احتجاجات مناهضة للحكومة

وتطرق السفير الإثيوبي إلى الاضطرابات الأخيرة التي عصفت ببلده، حيث شهدت احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة، لاسيما في منطقة “أوروميا”.

وقال إن “الدولة أعلنت حالة الطوارئ في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نظرا لأعمال الشغب التي هددت حياة المواطنين، وألحقت أضرار فادحة بمشروعات استثمارية وبنى تحتية، وقد تمكنت الحكومة من استعادة القانون والنظام”.

واستطرد موضحا أن هذه “الاحتجاجات كانت وليدة الأزمة الاقتصادية، وبناء عليه تتخذ الحكومة حاليا تدابير مختلفة لإحداث نمو كبير في مجالات عدة”.

ومضى قائلا: “رغم الاضطرابات، استطاعت إثيوبيا تحقيق سبعة من أهداف منظمة الأمم المتحدة الإنمائية الثمانية للألفية في إفريقيا، وبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 10.9 % بين عامي 2004 و2014”.

وحاليا، تهتم إثيوبيا بتنمية وجذب المشروعات المائية والكهربائية، والخاصة بالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الأرضية.

كما تعمل على مشروعات إنتاج السكر، والسكك الحديدية، والطرق، ومنطقة صناعية، بهدف خلق فرص عمل لأكثر من 1.2 مليون شخص.

وأوضح أن “إثيوبيا وضعت لنفسها هدفا لتصبح دولة ذات دخل متوسط بحلول عام 2025، وهو ما تسعى إلى تحقيقه عبر التعاون مع الدولة الصديقة تركيا”.

دولة سياحية

ومتحدثا عن المقومات السياحية، قال السفير الإثيوبي في أنقرة إن إثيوبيا “تعتبر الدولة الأكثر احتواء للمواقع الأثرية في إفريقيا، حيث تضم 10 مواقع للتراث العالمي التاريخي والثقافي معترف بها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)”.

وأشار إلى أن إثيوبيا حصلت على جائزة “أفضل دولة سياحية لعام 2015” من قبل المجلس السياحي التجاري الأوروبي، داعيا الشعب التركي إلى زيارة إثيوبيا والتمتع بمعالمها التاريخية والثقافية ومناظرها الخلابة.

زر الذهاب إلى الأعلى