الهدف 60 مليار دولار.. آفاق جديدة للارتقاء بالتجارة بين تركيا وألمانيا(تقرير)

 

تهدف تركيا وألمانيا للارتقاء بمبادلاتهما التجارية إلى مستوى 60 مليار دولار خلال العام الجاري، صعودا من 50 مليار دولار في 2023.

وينفذ البلدان خطة لتعزيز التعاون، مع اتخاذ خطوات جديدة في مختلف المجالات بدءا من التحول الأخضر وصولا إلى سلاسل التوريد، في ظل أزمة عاشتها دول العالم في سلاسل إمدادات السلع بعد جائحة كورونا.

وتحول القرب الجغرافي بين تركيا وألمانيا إلى ميزة كبيرة لإنشاء مراكز إنتاج وسلاسل توريد جديدة، مع بدء الشركات العالمية البحث عن أسواق موثوقة بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

وبحسب معلومات جمعها مراسل الأناضول من معطيات هيئة الإحصاء التركية، تحتل ألمانيا المركز الأول بين الدول التي تصدر إليها تركيا.

وصدرت تركيا إلى ألمانيا منتجات بلغت قيمتها 21.1 مليار دولار العام الماضي، فيما استوردت منها خلال الفترة نفسها 28.7 مليار دولار، بحسب المصدر نفسه.

وتظهر الأرقام السابقة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين اقترب من عتبة 50 مليار دولار في 2023.

ويتمثل الهدف المنشود خلال العام الجاري في الوصول إلى 60 مليار دولار، وفق تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أدلى بها خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في العاصمة أنقرة أواخر أبريل/ نيسان الفائت.

والثلاثاء، التقى الرئيس أردوغان مع المستشار الألماني أولاف شولتس في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العام للأمم المتحدة.

** الخدمات والسيارات

وفي حديث للأناضول، قال محمد علي يالتشينداغ، رئيس مجلس الأعمال التركي الألماني(DEIK)، إن الخدمات والسيارات تبرزان كأهم قطاعين في التبادل التجاري بين البلدين.

كما لفت يالتشينداغ إلى الإسهامات الاقتصادية للأتراك المقيمين في ألمانيا بقوله: “يمتلك الأتراك 100 ألف شركة ومبيعات يبلغ حجمها 50 مليار يورو”.

وحول الهدف المتمثل بتحقيق حجم تبادلات تجارية تصل إلى 60 مليار دولار، ذكر يالتشينداغ أن هناك مجالات مثل “سلاسل التوريد” و”تغير المناخ” من بين التوجهات المحددة في الاستراتيجية الدولية لتركيا للاستثمار المباشر التي تغطي الفترة بين عامي 2024 و 2028.

ونوه إلى أن المجالات المذكورة توفر فرص شراكة قوية للبلدين.

وأضاف: “اجتذبت تركيا 9.8 بالمئة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الدولية القادمة إلى المنطقة بين عامي 2004 و2023. لذلك، من المهم جدا بالنسبة لألمانيا أن تقوم باستثمارات مباشرة في تركيا”.

وزاد: “الطاقة تبرز في الاستثمارات التي تقوم بها الشركات الألمانية في تركيا.. مع تحول تركيا إلى قبلة عالمية في مجال تصنيع معدات الطاقة المتجددة”.

وأردف: “استثمرت الشركات الألمانية في تركيا أكثر من 12 مليار دولار خلال العشرين عاما الماضية. هناك 7 آلاف و250 شركة برأس مال ألماني.. ويبلغ حجم استثمارات الشركات الألمانية في تركيا 14.5 مليار دولار منذ عام 1980”.

** الطاقة المتجددة

ويحتل قطاع الطاقة، هدفا مشتركا في العلاقات التركية الألمانية، وسط ارتفاع الحاجة إلى بدائل لمصادر الطاقة بالنسبة لبرلين، بعيدا عن تلك القادمة من روسيا.

ووقع البلدان مؤخرا، مذكرة تفاهم بشأن إنتاج مادة الهيدروجين، في وقت قامت بعض الشركات بتنفيذ استثمارات مشتركة في مجال إنتاج الهيدروجين في تركيا.

وأصبح إنتاج الهيدروجين الأخضر قضية مهمة للغاية وواعدة من الناحية الاستراتيجية؛ وتستخدم المادة بشكل فعال في مجالات الصناعة في ألمانيا.