بالتزامن مع عودة اللاجئين.. هل تنقل تركيا صناعة النسيج إلى سوريا؟

يشهد قطاع النسيج التركي حالة من القلق مع تزايد الحديث عن احتمالية عودة السوريين إلى بلادهم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث يعتمد هذا القطاع بشكل كبير على العمالة السورية التي تلعب دوراً محورياً في استمرارية الإنتاج.
قال علي غوزجو، مدير شركة “ALG Tekstil” في غازي عنتاب: “ساهم السوريون بشكل كبير في قطاع النسيج هنا. إذا غادروا، ستحدث مشكلة جدية في العمالة”.
وأضاف في حديثه إلى وكالة (AFP) الفرنسية: “70 بالمئة من العمال لدينا سوريون، ورغم أننا لا نتوقع مغادرة مفاجئة، إلا أن حدوثها سيؤدي إلى خسارة كبيرة في الأيدي العاملة”.
وفي السياق ذاته، أعرب يوسف شامل قنديل، مسؤول الجودة في شركة “Beni Giy”، عن قلقه في حديثه للوكالة قائلاً: “جميع العمال هنا سوريون. إذا غادروا، سترتفع تكاليف العمالة بشكل كبير، بالإضافة إلى تكاليف الإنتاج”.
على أرض مصنع “ALG”، يعمل عشرات الشباب السوريين على آلات الخياطة في مشهد يعكس اعتماد القطاع على هذه العمالة. وأشار زكريا بوزو، وهو عامل سوري يبلغ من العمر 55 عاماً ويخطط للعودة إلى سوريا، قائلاً: “إذا غادر السوريون، فلن يبقى أحد للعمل هنا”.
الخبير أردوغان: “قرار العودة ضخم ومعقد”
من جانبه، أكد البروفيسور مراد أردوغان، الذي قاد دراسة “مقياس السوريين”، أن المخاوف من مغادرة جماعية قد تكون مبالغاً فيها: “رغم سعادتهم بزوال الأسد، لا تزال هناك حواجز تعيق عودتهم، مثل الأمان والبنية التحتية المدمرة”.
وأضاف: “السوريون يدركون أن الفرص في وطنهم ستكون أقل بكثير، حيث يكسبون في تركيا أكثر مما يمكنهم كسبه هناك”.
وأشار أردوغان إلى أن قرار العودة يتطلب وقتاً، مضيفاً: “أعتقد أن 20 بالمئة فقط سيعودون على الأكثر، وهذا سيستغرق سنوات”.
خطة جديدة: نقل الإنتاج إلى سوريا؟
وفي ظل هذه التحديات، يفكر غوزجو في حلول مبتكرة للحفاظ على الإنتاج، حيث أوضح: “نحن قريبون جداً من عمالنا السوريين، وإذا لزم الأمر، سنفتح ورشاً في سوريا لمواصلة الإنتاج”.
وفي سياق الحديث عن الفرص المستقبلية، قال كمال كيريشي، خبير الهجرة في مؤسسة “بروكينغز”، إن سوريا قد تكون واعدة اقتصادياً على المدى الطويل. وأضاف: “وجود حدود اقتصادية مفتوحة سيسمح بالتنقل بسهولة، مما سيعزز الاقتصادين التركي والسوري”.
وتعد تركيا سادس أكبر مُصنع للنسيج في العالم، وتتمركز معظم المصانع في جنوب البلاد حيث يعيش نحو 2.9 مليون لاجئ سوري. ورغم أن 100 ألف فقط يحملون تصاريح عمل رسمية.
ووفق أرقام وزارة الداخلية التركية، عاد حتى الآن أكثر من 81 ألف سوري إلى بلادهم، مع توقعات بزيادة العدد خلال عيد الأضحى القادم في شهر حزيران.