بعد الهجوم الإرهابي..أردوغان: سنجتث الإرهاب من جذوره
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستجتث الإرهاب من جذوره، مشددا على أنه “إنْ كان ذلك بسوريا فسنفعل ما تقتضيه الضرورة”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين أثناء عودته على متن طائرته من مدينة قازان الروسية بعد مشاركته الخميس في قمة مجموعة “بريكس”.
وقال أردوغان إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء “توساش” بالعاصمة أنقرة الأربعاء، جرى عن طريق تسلل المنفذين من سوريا إلى الأراضي التركية.
وشدد على أن تركيا تواصل أعمالها لاجتثاث الإرهاب من جذوره، وإن كان ذلك بسوريا “فسنفعل ما تقتضيه الضرورة”.
وأضاف: “سنكثف جهودنا أكثر وسننتج المزيد (من الصناعات الدفاعية) نكاية بالخونة”.
ولفت إلى أن “الإرهابيين مجرد دمى ووكلاء (لجهات أخرى)، وهدفنا أن تكون تركيا خالية من الإرهاب ولن نتنازل عن ذلك”.
وذكر أن الحكومة التركية لا تواجه أي صعوبة بتوفير الموارد المخصصة للصناعات الدفاعية.
** لا تنازلات في مكافحة الإرهاب
وأجاب أردوغان على سؤال بشأن احتمال أن يكون للهجوم على “توساش” ارتباطات خارجية، بسبب مشاركة تركيا في قمة “بريكس” وطلبها الانضمام إليها، وبشأن المزاعم بأن إسرائيل تقف وراء الهجوم.
وأشار في هذا الصدد إلى أن اختيار مؤسسة بارزة مثل “توساش” لتنفيذ الهجوم الإرهابي، أمر ذو مغزى.
وشدد على أن الإرهابيين لم يستهدفوا المؤسسة فحسب بل إنهم استهدفوا السلام والأمن في تركيا، لافتا إلى استشهاد 5 أشخاص جراء الهجوم.
وأوضح أن تركيا نفذت عمليات على 40 موقعا طيلة الليلة التي أعقبت الهجوم (الخميس)، كبدت الإرهابيين خسائر فادحة.
ولفت إلى أن تركيا لا يمكن أن تقدم إطلاقا أي تنازلات في مكافحة الإرهاب، وسوف تواصل عمليات في هذا الإطار بكل حزم انطلاقا من سياستها القائمة على اجتثاث الإرهاب من جذوره.
** دعم أمريكي للتنظيمات الإرهابية
كما أكد أردوغان أن الجهات الداعمة لتنظيم “بي واي دي” الذراع السوري لتنظيم “بي كي كي” الإرهابي، ستتخلى عنه وتتركه لوحده حتما، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة التي تدعم التنظيم.
وشدد على أن الولايات المتحدة تحتضن التنظيم الإرهابي بين ذراعيها لمدة من الوقت، ولكن عندما تنتهي هذه المدة، ستضطر لأن تتركه لوحده.
وقال إن التنظيم الإرهابي يستفيد من الاضطرابات في سوريا لكنه يسعى عبثا للاحتماء ببعض الدول الغربية، “لأن هذه الحماية (الأمريكية) لا تستمر إلى الأبد”.
ولفت إلى أن النقاشات المتعلقة بانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة مستمرة منذ وقت طويل، وتبين أصلا من طول النقاشات أن الانسحاب سيكون تكتيكيا وليس استراتيجيا.
وتابع: “أصبح من المعلوم أن أمريكا تستخدم التنظيمات الإرهابية في المنطقة من أجل مصالحها وضمان أمن إسرائيل”.
وأشار إلى أن واشنطن تقدم كل أنواع المركبات والمعدات والذخيرة وكل الدعم والأموال لإسرائيل في المنطقة.
وأفاد بأن تركيا تراقب عن كثب جميع التطورات التي تجري بجوارها، ولا يمكن أن تقدم أي تنازلات بهذا الصدد، وستحمي أراضيها بالتأكيد.
وأوضح ان بلاده ستواصل كفاحها ضد كافة التنظيمات الإرهابية في المنطقة من أجل ضمان مصالحها القومية وأمن حدودها.
والأربعاء، استهدف هجوم إرهابي مجمع شركة صناعات الطيران والفضاء التركية “توساش” في العاصمة أنقرة ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة 22 آخرين.
وتمكنت السلطات التركية من تحييد الإرهابيين الذين نفذا الهجوم على “توساش”، وكشف وزير الداخلية علي يرلي قايا، أنهما ينتميان إلى “بي كي كي”.
و”بي كي كي” (PKK) تنظيم إرهابي ينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتقوم تركيا بمكافحته ردا على هجمات يشنها ضد مواطنيها وقواتها.
** حظر السلاح على إسرائيل
وفيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، أكد أردوغان أنه طلب من الزعماء المشاركين بقمة “بريكس” دعم جهود تركيا على مختلف المنصات، وخاصة الأمم المتحدة، للجم إسرائيل بأسرع وقت ممكن.
وأوضح أن هناك تزايدا في عدد الجهات التي تدعم مبادرة تركيا تحت مظلة الأمم المتحدة لفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل.
وعبر عن أمله في أن تتكلل هذه المبادرة من قبل “تحالف الإنسانية” بالنجاح لتفتح المجال أمام السلام الدائم.
وأوضح أردوغان أن الدعوة إلى فرض حظر على الأسلحة ضد إسرائيل صدرت من دول أخرى أيضا مثل إيطاليا وإسبانيا وأيرلندا وفرنسا، وهذا يظهر أن هذه القضية أصبحت مدرجة بشكل متزايد على جدول الأعمال في العالم.
وقال: “هذا يعني أننا لسنا وحدنا من يشعر بالانزعاج من استخدام إسرائيل المتهور وغير المتناسب للقوة، بل هناك العديد من الدول المنزعجة، ولكن في هذه المرحلة، يتعين على الدول التي ستقودها تركيا (في إطار المبادرة) أن ترفع صوتها بشكل أقوى فيما يتعلق بحقوق الإنسان والقانون الدولي”.
وأضاف: “يجب القيام بكل ما هو ضروري لتعزيز الأرضية الدبلوماسية وتطوير وجهات النظر البديلة وزيادة الضغوط الدولية، ولا بد من وقف دولة الإرهاب هذه التي تستهدف الإنسانية”.
ولفت أردوغان إلى ضرورة منع وصول الأسلحة إلى إسرائيل من أجل إيقافها ومنعها من قتل الرضّع والأطفال والأمهات والآباء.
وذكر أن العديد من الدول، وفي مقدمتها أمريكا وألمانيا، تدعم إسرائيل في مواصلة مجزرتها من خلال الأسلحة التي تقدمها لها.
** العلاقات التركية – السورية
ولدى سؤاله عن احتمالات عقد لقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، أكد أردوغان أن تركيا تؤيد منذ البداية وحدة الأراضي السورية، وإحلال السلام الدائم والعادل والشامل لدى جيرانها.
وأشار إلى أن “منطقتنا تحولت إلى حلقة من النار، وللأسف هذه الحلقة تضيق يوما بعد يوم”.
وشدد أردوغان على أن تركيا تتطلع “لأن تفهم الحكومة السورية الفوائد التي سيوفرها لها التطبيع الصادق والواقعي لعلاقاتها مع تركيا، وأن تتخذ خطواتها وفقًا لذلك”.
وقال: “آمل أن نرى خطوة بناءة بشأن هذه القضية في الفترة المقبلة من أجل التطبيع بين تركيا وسوريا، لأن عدم الاستقرار في تلك المنطقة تسبب في تراكم التنظيمات الإرهابية وأصحاب الأطماع القذرة فيها، مثلما يجمع المستنقع الذباب”.
وأضاف: “الطريقة الوحيدة لطردهم هي تجفيف ذلك المستنقع وتحويله إلى حديقة من الورود”.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى اتخاذ خطوة لضمان استجابة الأسد لهذا النداء، نظرا لتأثير روسيا الكبير على النظام.