بعد 9 عمليات خطرة .. أطباء أتراك ينجحون بإنقاذ حياة “عهد”
تمكن أطباء أتراك من إنقاذ حياة طفلة سورية وزراعة جلد جديد لرأسها، بعد أن تعرّضت لحادث خطر في منزلها بمدينة حلب، تم على إثره نقلها إلى مشفى بهاتاي حيث خضعت لـ 9 عمليات جراحية خطرة تكللت جميعها بالنجاح.
وذكرت صحيفة “يني شفق” التركية أن الطفلة السورية “عهد حمدو” 14 عاماً، تعرضت لتمزق شديد في فروة رأسها نتيجة حادثة تعرضت لها أثناء محاولتها سحب المياه من البئر القريب من منزلها في حلب قبل نحو 6 أشهر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطفلة “عهد” التي أصيبت جراء سقوطها في بئر الماء تلقّت العلاج في حلب لمدة 4 أيام وعندما ساءت حالتها تم نقلها إلى مستشفى هاتاي للتدريب والبحوث، حيث خضعت لتسع عمليات جراحية خطرة لزرع جلد لرأسها من منطقة الفخذ والورك تكللت جميعها بالنجاح.
أيام صعبة وجهود طبّية جبّارة
وفي أول تصريح لها قالت الطفلة “عهد” لوكالة الأناضول: إنها مرّت بأيام صعبة للغاية خلال رحلة علاجها التي استمرت لمدة 6 أشهر، حيث أحضرها أقاربها إلى البوابة الحدودية لدخول تركيا وتلقّي العلاج، لكنهم لم يستطيعوا العبور والبقاء معها، مضيفة أنها استعادت الآن صحّتها بفضل مجهود الأطباء الأتراك الذين أنقذوا حياتها.
من جهته قال الطبيب “سيركان كايا” اختصاصي الجراحة التجميلية إن عهد عندما جاءت إلى المستشفى كانت فاقدة فروة رأسها بالكامل وجزءاً من أذنها وتعاني من عدة كسور في الجمجمة، لكنهم تمكنوا من إنقاذها وإجراء العمليات الضرورية لها، لافتاً إلى أنه تم خلال العمل الجراحي تطبيق عمليات زرع الجلد والعلاجات الخلوية، ومن الممكن في المستقبل أن تستعيد شعرها.
نسعى لجمع الطفلة مع أهلها
وأضاف الطبيب “كايا” أن جروح الطفلة السورية بدأت تلتئم، وأن الشعر المستعار قد يساعدها في حالتها هذه لكن الأهم أنها نجت من صدمة نفسية كبيرة جراء بُعد أهلها عنها، حيث يقيمون في سوريا ولم يتمكنوا من دخول البلاد، موضحاً أنهم عانوا أيضاً من صعوبة التواصل معهم.
وبين “كايا” أن الأطباء في المشفى عاملوا الطفلة كأحد أبنائهم بسبب حالة الإحباط التي عانت منها في البداية، وبعد تدخل الطب النفسي عاد لها أملها في الحياة وأصبحت في وضع مستقر، قائلاً إن كون المريض طفلاً هو أمر صعب، لكن الأصعب من هذا هو كونه بعيداً عن أهله ونأمل في المستقبل أن نكمل علاج (عهد) وأن نجمعها بأسرتها”.