بماذا ردّ مستشار أردوغان على المعارضة التركية بشأن السوريين؟
وانتقد أكتاي في مقاله الذي عنونه بـ “موقظو الفتنة” تصريحات بعض مسؤولي المعارضة المناهضة لوجود السوريين في تركيا، والمبنية بحسب وصفه على رفض (الآخر الأجنبي)، معتبرا إياها بالتصريحات التي تتسبب بإشعال فتيل الفتنة.
السوريون لم يأتوا إلى التركيا ليرفّهوا عن أنفسهم
ودافع أكتاي عن وجود السوريين في بلاده، مؤكدا على أنّه ما من سوري قدِمَ إلى تركيا طوعا أو من أجل الترفيه، مضيفا: “الكثير من السوريين ممن قدموا إلى هنا فقدوا قريبا أو أكثر في الحرب، وهم ليسوا سوى أناس اضطروا إلى مغادرة بلادهم بعد أن سُلّط عليهم إمّا شبيحة النظام الذي لم ينل نصيبه من الإنسانية، أو التنظيمات الإرهابية المتمثلة بـ (بي كي كي، وداعش)”.
وذهب المستشار إلى أنّ مواقف رئيس بلدية بولو حيال السوريين، والتي وصفها بالجريمة الإنسانية، والتصريحات المناهضة للاجئين، تُعد من السيناريوهات التي لا تفتأ تتكرر مع كل انتخابات جديدة، معربا عن استغرابه من صدور هذه التصريحات من مرشّح عن حزب يدّعي الدفاع عن الديمقراطيات.
كيف نقتنع بالحجج المعادية للسوريين والكثير من الأتراك في دول أوروبا؟
وأشار أوكتاي إلى أنّ الحجج التي تبرّر بها المعارضة مواقفها حيال السوريين غير مقنعة، قائلا: “هذه الحجج التي لا نقتنع بها عند تعرّض أحد من مواطنينا الأتراك في ألمانيا أو في أي دولة أوروبية أخرى لمواقف مشابهة لما يتعرّض لها السوريون في تركيا، كيف لها أن تقنعنا عندما تتجسد من قبلنا حيال الأجانب الذين يعيشون في بلادنا؟”.
وأكّد المستشار على أنّ كراهية الأجنبي شعور نابع من الجهل، وأنّ أسباب العداء للآخر الأجنبي ينبع من إيمان الإنسان الفرد بأنّه مُطلق وأبدي في المكان الذي يعيش فيه، وأنّه الصاحب المُطلق لهذا المكان، مردفا: “في الحقيقة هو ليس كذلك، وليس مطلقا، فالدنيا عبارة عن نقطة عبور كل آتٍ إليها مغادر إياها لا محالة، ولا أحد موجود في المكان الذي يعيش فيه منذ الأزل”.
تجدر الإشارة إلى أنّ عددا من مرشحي الأحزاب المعارضة روّجوا لـ حملاتهم الدعائية في الانتخابات المحلية التي أجريت نهاية شهر آذار، من خلال اللعب على ورقة السوريين، والتهديد بقطع المساعدات عنهم في حال الفوز، الأمر الذي أدّى إلى نشوب انتقادات كبيرة من الشعب التركي، الذي وصف موقف رئيس بلدية بولو وكذلك يافطات مرشّحة حزب الصالح لرئاسة بلدية فاتح “إيلاي أكسوي” التي وعدت بها عدم تسليم حي فاتح للسوريين، بالعبارات والمواقف التي تنمّ عن العنصرية.