تجارب من سفر السوريين المجنسين.. بجواز السفر التركي
بعد أن حُرم السوريون من دخول غالبية البلاد العربية والأجنبية، إلا بوجود فيزا وشروط أخرى عادةً ما تكون شبه مستحيلة التحقيق، جاءت الجنسية التركية للبعض ممن حصل عليها من اللاجئين السوريين في تركيا، كطوق نجاة وفسحة أمل، أصبح معها الأفق مفتوحاً أمامهم لزيارة الأهل والأقارب الذين فارقوهم لسنين طويلة، بالإضافة لفتحها أفق السفر إلى دول أخرى بقصد العمل أو السياحة وغيرها.
وكان جواز السفر التركي قد احتل في العام 2018 المرتبة 39 عالمياً، مسجلاً 114 نقطة على مؤشر السفر دون فيزا، وبدءاً من أول العام الحالي 2019 يُسمح لحامله السفر والدخول إلى 71 دولة بدون فيزا وإلى 44 دولة بالحصول على الفيزا عند الوصول ودولتان تعطي الفيزا عبر الانترنيت بشكل مباشر وروتيني.
السفر إلى لبنان باستخدام جواز السفر التركي
“ناصر” سوريّ حصل على الجنسية التركية منذ بضعة أشهر وسافر إلى لبنان بجواز السفر التركي. شاركنا تجربته بقوله: “لدي منع دخول دائم إلى لبنان (منع مدى الحياة) على اسمي وجواز سفري السوري، وذلك منذ خروجي من لبنان قبل عامين بجواز السفر السوري إلى تركيا بفيزا دراسية حيث قضيت ما يقارب العامين في لبنان ولم أتمكن من تسوية وضعي بأي شكل للإقامة في لبنان (الشقيق) لأن المانع لديهم هو دخولي بشكل غير نظامي (خلسة) من سوريا”.
ويكمل حديثه عن تجربته: “رغم ذلك، حجزت تذكرة طائرة ذهاب فقط إلى لبنان من مكتب شركة للطيران- وذلك بعد استخراج جواز سفر تركي بإجراءات بسيطة جداً، عبارة عن هويتي وصورة شخصية ووصل بدل استخراج جواز السفر حسب مدة الصلاحية المراد الحصول عليه فقط وخلال ربع ساعة انتهت إجراءات الطلب والبصمة والتوقيع، وتكلفة الجواز مقبولة جداً، وخلال يومين وصلني إلى عنوان سكني عبر البريد- وخرجت من المطار في تركيا كمواطن تركي بدون أي أسئلة أو استفسار من أي جهة أو أحد، وفي الطائرة وقبل الهبوط تم توزيع طلب (form) لجميع المسافرين، قمت بتعبئة الطلب حيث يتضمن معلوماتي الشخصية، ومكان إقامتي في لبنان (عنوان قريب أو صديق)، أو حجز فندقي”.
“وفي مطار بيروت في لبنان لم يطلب مني موظف الجوازات اللبناني الجواز السوري ولا هويتي السورية (من حسن حظي)، واكتفى بسؤالي عن اسمي بالعربي، وبعدها قلب الموظف الجواز التركي وسألني عن سبب الزيارة، وعن عملي أو دراستي في تركيا- وكان سبب زيارتي للبنان حينها هو استكمال اجراءات فيزا لم الشمل لزوجتي في مكتب السفارة التركية في بيروت- ثم ختم لي على جوازي التركي بالدخول لمدة ثلاثة أشهر من دون أي جدال، أو تعليق”.
ويؤكد بأن: “يمكن لموظف المطار اللبناني أن يلاحظ أن حامل الجواز التركي هو سوري الأصل من مكان الولادة المسجل في بيانات الجواز التركي- ومن مشاهداتي لسوري من المجنسين في نفس الرحلة- حيث تعرض لبعض المضايقات وتدقيق لا لزوم له من أحد موظفي الهجرة في المطار المسؤول عن ختم الدخول وهو من اللبنانيين العنصريين الموتورين أو المشحونين ضد السوريين من أتباع جهات باتت معروفة للجميع، وقد طلب منه جواز سفره السوري أو هويته السورية، ولكن بعد تأخير لبعض الوقت لم يمنعه من الدخول إلى لبنان، وحتى في حال عدم امتلاكه للجواز أو الهوية السورية لأن وضعه قانوني و(بسبوره تركي) بشكل نظامي لن يستطيع أن يرفض دخول مواطن تركي نتيجة المعاملة بالمثل بين البلدين حيث اللبناني يدخل تركيا بجوازه بدون فيزا ولمدة ثلاثة أشهر أيضاً، ولكنه قد يتثاقل عليه ببعض الأسئلة باعتباره سوري وإن كان حاصل على جنسية أخرى”.
“ولن يؤثر اختلاف الاسم في الجواز التركي عن الاسم في الجواز السوري فالتدقيق يتم على الصورة الشخصية”.
وبالنسبة لسفر السوري المجنس إلى الأردن
بناء على ما يؤكده “بلال”، وهو سوري آخر حصل على الجنسية التركية، فإن لحامل جواز السفر التركي نفس الإجراءات المتبعة في السفر إلى لبنان، دون تدقيق على الأصل أو مكان الولادة، وهي عدة أسئلة روتينية في المطار مع ختم دخول لمدة ثلاثة أشهر.
بالنسبة للسفر إلى مصر
يعاني السوريون المجنسون من صعوبة في الحصول على فيزا للسفر إلى مصر، فغالبية طلبات الفيزا السياحية يأتي الرد عليها بالرفض، والفيزا “الأضمن” هي الفيزا التجارية، وقد حصل عليها عدد من السوريين المجنسين العاملين لدى شركات تجارية، وأكثرها ضماناً للنتيجة بالقبول هي التي تقدم عن طريق مكاتب للفيزا.
ومن التجارب “محمود”، وهو أحد السوريين المجنسين، سافر إلى مصر بجواز السفر التركي من خلال فيزا تجارية يوضح: “قدمت خطاب تعريفي (طلب) من الشركة التي أعمل بها لسبب الزيارة، إضافة إلى قيد نفوس مختوم من النفوس حصراً في تركيا، صورتين عن جواز السفر التركي والهوية التركية، أوراق عملي في الشركة، حجز طيران وحجز فندقي، كشف حساب بنكي لآخر 3 أشهر، وورقة تعهد بتحمل كافة المصاريف على النفقة الخاصة، ولأني كنت قد قدمت لزوجتي وأولادي على فيزا أيضاً قدمت مع الأوراق بيان عائلي وبيان قيد من المدرسة في تركيا، كما طلبوا مني جواز السفر السوري وإذا كان عليه ختم دخول سابق إلى مصر، تأخرت الموافقة لمدة شهرين ونصف مع أنه في حالات أخرى لم تتجاوز مدة منح الفيزا الشهر. والفيزا صالحة للسفر والدخول إلى مصر خلال مدة ثلاثة أشهر، وتعطي الحق بدخول مصر والبقاء فيها لمدة شهر”.
للمهتمين: إذا انتهت مدة الفيزا وأردت الاستقرار في مصر، فبإمكانك عمل إقامة سياحية ولكن بالإقامة السياحية إن خرجت من مصر لا يمكنك العودة مرة أخرى إلا بفيزا، وإذا سجلت بجامعة أو سجلت أولادك في المدارس فبهذه الحال يمكنك الحصول على إقامة دراسية وبإمكانك السفر والعودة بها إلى مصر.
أما بالنسبة للسفر إلى الجزائر
بعد التعقيدات الكثيرة التي وضعتها السفارة الجزائرية في اسطنبول والتي منعت السوري الأصل الحامل للجواز التركي من الحصول على فيزا للدخول إلى الجزائر، وبعد عدة شكاوي تم تقديمها في وزارة الخارجية، بات منح الفيزا للسوري الحامل لجواز السفر التركي، اليوم، روتينياً، مع اكتمال الأوراق والشروط. وعن تجربة سفر لإحدى السيدات السوريات بفيزا زيارة عن طريق إجراء دعوة من أقارب لها في الجزائر، تقول: “قدمت أوراقي مع طلب الحصول على فيزا زيارة عائلية إلى الجزائر عن طريق السفارة الجزائرية في اسطنبول وحصلت عليها بنفس اليوم والمعاملة كانت جيدة، كلفة الفيزا 40 يورو، والطيران 700 يورو ذهاب وإياب”.
وفي تجارب عدة لسفر السوريين المجنسين إلى قطر
تبين أنه توجد تسهيلات كبيرة جداً للأتراك والمجنسين منهم للسفر إلى قطر، حيث تؤخذ في المطار بصمة العين ويطلب ذكر عنوان المكان الذي ستقيم فيه، من ثم ختم دخول فوري مع تأشيرة لمدة (90) يوماً، ليس هناك من حاجة إلى حجز مسبق.
في السفر إلى الإمارات
يشير “أحمد” بأنه يتم التقديم على فيزا سواء كانت سياحية أو تجارية أو زيارة.. عن طريق شركة أو من أي مكتب سياحي بإرسال صورة لجواز سفرك وصورة شخصية وتتم الموافقة خلال يومين، كلفة الفيزا (450) درهم، كما يمكن الحصول على فيزا الكترونية عبر الموقع:
https:// ww: mofa.gov.ae/paqes/Home page.aspx
وفي تجربة سفر إلى الكويت
يبين “محمد” أنه يمكن استصدار فيزا الكترونية لكل فرد على حدا قبل موعد السفر بـ 20 يوماً، وتأتي الموافقة خلال بضعة أيام، ويجب طباعة الموافقة لكل فرد وإبرازها في المطار، كما يجب حجز تذاكر سفر ذهاب وإياب (يمكن الاتفاق مع مكتب قطع أن يقطع لك تذكرة إياب وعند الوصول إلى الكويت يلغيها هكذا تكون التكلفة أقل).
كما تستطيع أخذ التأشيرة مباشرة في المطار ولكن ستضطر للانتظار عدة ساعات بحسب عدد المسافرين.
وعن المعاملة في مطار الكويت يقول “محمد” بأنها: “جيدة جداً ولا يوجد أي مضايقات”.
ويوضح للمهتمين: أنه في حال السفر إلى الكويت بفيزا سياحية لا يسمح لك بالعمل، ويسمح لك بالبقاء في الكويت لمدة ثلاثة أشهر فقط، وفي حال تمكنت من الحصول على عمل فيمكنك الحصول على فيزا عمل، ولكن في هذه الحالة يجب السفر إلى أي دولة أخرى ومن ثم العودة إلى الكويت بفيزا العمل.
أما بالنسبة للسفر إلى السعودية
يوضح “عبد الله” أن الدخول إلى السعودية يحتاج إلى فيزا عمل، حيث لا يمكن الحصول على فيزا سياحية. ولكن كيف تتعامل السفارة السعودية مع السوريين الحاصلين على الجنسية التركية؟
يرى عبد الله من خلال تجربته أنه في السفارة السعودية “السوري الأصل” الحامل لجواز السفر التركي ممنوع من الحصول على تأشيرة عمل مهما كانت مهنته، ولكن يمكن أن يحصل على فيزا زيارة وفيزا عمرة، ومدة استخراج فيزا العمرة خمسة أيام ومدة الفيزا (30) يوماً، ولا يمكن التقديم على فيزا العمرة للقنصلية مباشرة بل عن طريق مكاتب الوكلاء.
في تجربة سفر سوري بالجواز التركي إلى دولة أذربيجان
يشارك “مصطفى” تجربته بالقول: “الحصول على فيزا من المطار ثمنها (10) دولار، ويسمح للأتراك (حتى لو كانوا سوريي الأصل) البقاء في أذربيجان مدة شهرين ولكن بشرط تسجيل العنوان بالهجرة خلال عشرة أيام.
تجربة سفر إلى الصين
“أحمد” يبين من تجربته: أنها تحتاج إلى فيزا قبل السفر، تتم إجراءات الفيزا عن طريق مكتب تابع للسفارة الصينية، ويتم حجز موعد مسبق عن طريق النت والأوراق المطلوبة للفيزا:
دعوة تجارية حكومية من الصين.
أوراق عملك في الشركة التركية.
يمكن التقديم بشكل شخصي أو عن طريق النت.
ووضّح أنه بقي جواز سفره لديهم حوالي شهرين ونصف وتم منحه فيزا مدتها خمسة أيام فقط. وبلغت تكلفة تذاكر الطائرة حوالي 700 دولار ذهاب وإياب. ويؤكد أن “وجود فيزا قديمة على الجواز السوري يجعل الأمور أسهل، حيث كان لديه دخول سابق للصين على جوازه السوري”.
وفي تجربة الحصول على فيزا “شنغن الأوروبية” من قبل السفارة الهولندية لمدة سنتين
تم التقديم عن طريق مكتب “IDATA” بشكل شخصي والأوراق المطلوبة، حسب “حسن” الذي روى تجربته: “دعوة تجارية من الشركة التي يتعامل معها في أوروبا، وأوراق شركته، وتأمين صحي دولي كلفته (55) ليرة تركية، تأمين SGK، حجز طيران، حجز فندقي، كشف حساب بنك لآخر 6 شهور، سجل عدلي من “الاي دولت” في تركيا، رسوم الفيزا (70) يورو. ومن ثم إرسال الجواز للسفارة بعد إصدار الفيزا”. ويوضح بأنه لم يُطلب منه عمل مقابلة في السفارة الهولندية، وتم منحه الفيزا بعد خمسة أيام.
اقتصاد