قالت سفيرة أنقرة لدى هلسنكي، دنيز جاقار، إن العلاقات التركية الفنلندية تشهد تطورا مستقرا وإيجابيا، وأخذت بعدا مختلفا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
جاء ذلك في إجابة جاقار على أسئلة مراسل الأناضول، الأحد، على هامش مشاركتها في أنشطة منتدى “سلوش” (Slush)، وهو أحد أهم الفعاليات التي تجمع المستثمرين وأصحاب الشركات الناشئة في أوروبا، ويجري تنظيمه سنويا بالعاصمة الفنلندية.
وفي أبريل/ نيسان 2023 تم قبول انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” بعد أن وافقت تركيا على ذلك.
وذكرت جاقار أن قطاعات التكنولوجيا ربما تكون واحدة من أسرع المجالات نموا في العصر الحالي، مشيرة إلى أن منتدى “سلوش” تحول إلى واحد من أهم الملتقيات التي تجمع المستثمرين مع أصحاب الشركات الناشئة في أوروبا.
ولفتت إلى أن المشاركة التركية في “سلوش” تضاعفت هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مؤكدة أن الأجواء في المنتدى كانت مرضية للغاية بالنسبة للمستثمرين الأتراك.
وقالت: “المنتدى احتوى على فرص مهمة للغاية بالنسبة للمستثمرين ورجال الأعمال الأتراك”.
وأضافت: “تركيا تمتلك عدد سكان كبير ونسبة مرتفعة من الشباب ومجتمع ديناميكي وقوى بشرية متعلمة وخبيرة، خاصة في مجال التكنولوجيا والابتكار. لذلك، فإن تركيا تعتبر بلدا جاذب للمستثمرين”.
السفيرة أشارت إلى أنها شاركت في الندوة التي استضافتها تركيا تحت اسم “استثمر في تركيا” التي نظمها مكتب الاستثمار برئاسة الجمهورية، بمشاركة ثلة من رائدات الأعمال.
وأردفت قائلة: “لاحظنا نشاطًا ملحوظًا في تركيا للشركات الأوروبية التي يكون مؤسسوها أو أعضاؤها من النساء، استمعنا منهم إلى العديد من قصص النجاح”.
زيادة العلاقات التجارية
جاقار تطرقت أيضا إلى العلاقات التجارية بين تركيا وفنلندا، وحجم التجارة الثنائية بين البلدين، مؤكدة أن تلك العلاقة تتطور بزخم قوي.
وأفادت أنه في العام 2022، وصل حجم التجارة الثنائية مع فنلندا إلى 2.1 مليار دولار، “وبالنظر إلى حجم التجارة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، نرى أن الرقم وصل إلى 1.8 مليار دولار”، وفق السفيرة.
ورأت أنه “لم يتبق سوى القليل من الوقت حتى نهاية العام ومن الممكن أن يصل الرقم إلى 2 مليار دولار، وذلك رغم الأحداث الحزينة التي شهدتها المنطقة والعالم، مثل الحرب الأوكرانية الروسية المستمرة، وكارثة الزلزال التي شهدتها تركيا، والتطورات المحزنة للغاية في فلسطين، والتي من شأنها التأثير على التجارة، ولو بشكل غير مباشر”.
وشددت السفيرة التركية على أن “العلاقات التركية الفنلندية لا تزال تحافظ على استقرارها من حيث أرقام التجارة الثنائية، وأن الهدف المستقبلي للبلدين هو رفع حجم التبادل التجاري في السنوات القادمة ليصل إلى 5 مليار دولار”.
ونبهت جاقار إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية بين تركيا وفنلندا، مشيرة إلى أن الصناعة التحويلية في فنلندا تنتج بشكل رئيسي السلع الاستثمارية الرئيسية في البلاد، في حين تنتج تركيا في الغالب السلع الصناعية الوسيطة والسلع الاستهلاكية بأسعار تنافسية.
وأضافت: “يمكننا القول إن قطاعات الصناعة في البلدين تكمل بعضها البعض. لقد قطعت فنلندا شوطا طويلا في قطاع التكنولوجيا والابتكارات. اليوم في تركيا تُبذل جهود كبيرة في هذا الاتجاه”.
فهم مشترك
وأوضحت السفيرة أن “العلاقات بين تركيا وفنلندا تحرز تقدما مستقرا وإيجابيا، وقد اتخذت بعدا مختلفا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي”.
وقالت: “هناك الآن انتعاش حقيقي في علاقاتنا كدولتين عضوتين في الحلف (الناتو)، وخاصة فيما يتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب”.
وأردفت: “لدينا اتصالات منتظمة ومتناوبة بين وزارات العدل والداخلية والمؤسسات ذات الصلة في البلدين، هذه الاتصالات، تسمح لنا بعقد اجتماعات متكررة تساعد على تكوين فهم مشترك واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل مشاكلنا بطريقة بناءة”.
وفيما يتعلق بقطاع السياحة، ذكرت جاقار أن “العلاقات السياحية مع فنلندا تباطأت بسبب جائحة كورونا” خلال السنوات الأخيرة.
واستدركت: “ومع ذلك، استطاع قطاع السياحة في تركيا إظهار حركة إيجابية، وجذب حوالي 120 ألف سائح فنلندي العام الماضي. نحاول أن نرفع الرقم إلى أبعد من ذلك هذا العام”.
ولفتت جاقار الانتباه إلى وجود فرص حقيقية في مجالات التجارة والاستثمار مع فنلندا، قائلة: “فيما يتعلق بالتكنولوجيا والابتكار والشركات الناشئة، تعد فنلندا حقا بوابة العالم. الدوائر المعنية في تركيا تدرك ذلك بالفعل”.
وأضافت: “إلى جانب ما سبق، تمتلك فنلندا مجتمعا هرما يكثر فيه كبار السن، لذلك فإن إنتاج الأجهزة التكنولوجية والمركبات والعربات التي يتم استخدامها في الغالب من قبل كبار السن هو مجال رائج في فنلندا”.
وذكرت جاقار أن صادرات المواد الغذائية إلى فنلندا تتم عبر دول الاتحاد الأوروبي، مبينة أن عدد سكان فنلندا يبلغ 5.5 ملايين نسمة، وأن تكاليف النقل إلى فنلندا لا تزال تشكل تحديًا من حيث المنافسة والسعر، بسبب موقع البلاد والظروف الجوية.