تراجع أسعار السيارات في هاتاي مع موجة بيع مفاجئة

يشهد سوق السيارات في ولاية هاتاي جنوبي تركيا انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار، مع تصاعد موجة بيع السوريين لمركباتهم استعداداً للعودة إلى بلادهم بعد سقوط النظام السابق.
وأوضح يحيى عنبوس، صاحب معرض سيارات في الريحانية، أن الأسعار تراجعت بين 50 و100 ألف ليرة تركية، حيث يسارع السوريون إلى بيع سياراتهم بخسائر كبيرة لتأمين نفقات العودة وترميم منازلهم في سوريا، وفقاً لوسائل إعلام تركية.
وأضاف: “بسبب عودة السوريين، نجد أن سيارة قيمتها 200 ألف ليرة تُباع مقابل 150 ألفاً، وأخرى قيمتها 300 ألف تُباع بـ250 ألفاً. لذلك، هناك انخفاض عام في السوق. في السابق، كنا نبيع 8 إلى 9 سيارات شهرياً، أما الآن، فنبيع 3 أو 4 سيارات فقط. يتراوح الانخفاض في الأسعار بين 50 و70 ألف ليرة لكل سيارة”.
بدوره، لفت حسن الفارز، أحد السوريين العائدين، إلى أنه باع سيارته بأقل من قيمتها السوقية بـ125 ألف ليرة تركية لتسريع عودته. وتابع: “نحن نبيع سياراتنا هنا ونستخدم أموالها في ترميم منازلنا في سوريا. وقد أدى خروجنا أيضاً إلى انخفاض في سوق السيارات (…) سيارتي كانت قيمتها 625 ألف ليرة، لكنني بعتها مقابل 500 ألف ليرة فقط كي أتمكن من العودة بسرعة”. وأكد أن سقوط النظام البعثي دفع كثيرين إلى بيع ممتلكاتهم في تركيا، رغم الخسائر، مما أدى إلى وفرة السيارات المعروضة وانخفاض الأسعار.
العودة إلى سوريا
بعد سقوط نظام الأسد، بدأت موجات من اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم، مستفيدين من زوال القيود الأمنية التي فرضها النظام لسنوات. إذ انتهى الخوف من الاعتقال والتغييب القسري، ولم يعد الشباب مهددين بالتجنيد الإجباري الذي دفع الآلاف منهم إلى الفرار خارج البلاد.
وكان وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، قد أعلن عن حزمة تسهيلات في تصريحات لوكالة الأناضول التركية، تتعلق بما يمكن أن يصطحبه السوريون الراغبون بالعودة إلى بلادهم بعد التحرير، وآليات نقل أمتعتهم التي اشتروها في تركيا، حيث شملت التسهيلات السماح بنقل الأثاث المنزلي والمكتبي ومعدات مقارّ العمل. وتحدث يرلي كايا عن السماح بدخول سيارات الشحن من تركيا إلى سوريا بغرض التوصيل إلى جميع المحافظات السورية، من دون الحاجة إلى تبديل السيارات عند المعابر. وأشار إلى أن السوريين كانوا سابقاً مضطرين إلى تفريغ الأمتعة التي يحملونها معهم عند البوابة الحدودية، ثم إعادة تحميلها في سيارات أخرى على الجانب السوري من الحدود.
كما أعلن عن السماح للسوريين مالكي السيارات في تركيا بإدخالها معهم إلى سوريا، بعد إسقاط قيود مركباتهم عند كاتب العدل، حتى لا تترتب عليهم أي ضرائب إضافية. ولفت إلى وجود نحو 200 ألف سيارة مسجلة للسوريين في تركيا.