تركيا تدعو ألمانيا للمشاركة في معركة تطهير الرقة
أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنه قدم مقترحا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يتعلق بإمكانية مشاركة برلين في العملية العسكرية لتحرير الرقة من تنظيم “داعش” الإرهابي بعد تحرير مدينة الباب شمالي حلب السوري. جاء ذلك خلال لقاء جمع الجانبين على مائدة الإفطار صباح السبت على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين في طائرته المتوجهة إلى مدينة دوسلدورف شمالي ألمانيا، للقاء المواطنين الأتراك، عقب مشاركته في المؤتمر الأمني الـ53 المنعقد في مدينة ميونخ الألمانية.
ونقل يلدريم لميركل رفض تركيا مشاركة تنظيم “ب ي د” (الامتداد السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية) في عملية تحرير الرقة، قائلاً: “لا يمكن محاربة تنظيم إرهابي بتنظيم إرهابي آخر، وهذا الأمر لا مكان له بين الأصدقاء”.
ولفت يلدريم إلى وجود خطة لدى الولايات المتحدة من أجل تحرير الرقة من داعش، مبينا أنهم بحثوا معها كيفية تطبيقها، قائلاً: “أمريكا وتركيا ستقدمان الدعم للقوات المحلية والجيش السوري الحر. ستكون هذه القوى في الخطوط الأمامية وتركيا وأمريكا سيكون لهما وجود عسكري من الخلف. لن نشارك في العمليات العسكرية المباشرة، بل سنقدم الدعم التكتيكي للفصائل”.
وقال رئيس الوزراء التركي: “أتمنى من أمريكا عدم الموافقة على دخول الرقة برفقة ي ب ك (الذراع العسكري لمنظمة ب ي د) وإن حدث ذلك فستكون مشكلة حقيقية في علاقاتنا معها”.
وحضر اللقاء التركي الألماني من الجانب التركي وزيرا الخارجية مولود جاوش أغلو، والدفاع فكري إشيق، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك، وسفير تركيا لدى ألمانيا علي كمال أيدن، ومسؤولون آخرون. ومن المنتظر أن يلتقي يلدريم خلال وجوده في ميونخ، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.
وفي سياق الحرب على الإرهاب، جدد يلدريم، تأكيد بلاده مواصلة حربها ضد المنظمات الإرهابية، قائلا: “لن نسمح للمنظمات الإرهابية التي تسفك الدماء في تركيا بالانتشار في هذه البقعة الجغرافية”، جاء ذلك خلال كلمة له في إحدى الفعاليات التي نظمها مركز “حزب العدالة والتنمية لتنسيق الانتخابات في أوروبا”، في مدينة أوبرهاوزن، غربي ألمانيا.
واتهم جهات (لم يسمها) بتوفير حماية لمنظمة “فتح الله غولن”، التي قامت بمحاولة الانقلاب الفاشلة منتصف يوليو/تموز الماضي، مضيفا: “لن تستطيع أية قوة عرقلة جهود تركيا في مكافحة الإرهاب”.
وأضاف: “توقعنا ليلة الانقلاب من بعض الجهات الصديقة أن تدافع عن الديمقراطية في تركيا وحقوق الإنسان، والقيم الأوروبية بشكل أكبر” مما حدث بالفعل.
وتطالب أنقرة واشنطن تسليم “غولن” بموجب اتفاقية “إعادة المجرمين” المبرمة بين الجانبين عام 1979.
ويناقش “مؤتمر ميونخ للأمن”، الذي أنطلق أمس ويستمر ثلاثة أيام، الشراكة عبر المحيط الأطلسي والتعاون في مجالي الأمن والدفاع في أوروبا، والعلاقات مع روسيا، والحرب في سوريا، والوضع الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.