تركيا.. سفينة التنقيب المحلية “عروج رئيس” تستعد للنزول إلى المتوسط
تستعد تركيا لإجراء أنشطة التنقيب عن النفط في مياهها الإقليمية؛ مستخدمة تقنياتها الوطنية المطورة محليًا. وعليه تستعد سفينة التنقيب الثانية للنزول إلى المياه الدافئة خلال الأسبوع المقبل، لتبدأ بمخر عباب البحر المتوسط.
وفي هذا الإطار، قال وزير الطاقة التركي براءت ألبيرق: “إن تركيا لن تتصرف في البحر المتوسط بعد الآن كما كانت تتصرف سابقًا. سوف تكون مجالات نشاطاتها أكثر فعالية في محيطها”.
وأضاف ألبيرق، في ومقابلة مع إحدى المحطات التلفزيونية المحلية، إن تركيا سوف تعتمد على تقنيات طوِّرت محليًا أثناء إجرائها أعمال التنقيب عن النفط في حوض البحر المتوسط، كما أنها ستطلق خلال الأسبوع المقبل سفينة تنقيب ثانية في البحر المتوسط ستحمل اسم “عروج رئيس”.
وأوضح ألبيرق أن تركيا تقع في منطقة ليست غنية بموارد الطاقة، إلا أنها ستجري أعمال المسح والتنقيب بنفسها، وستؤسس استراتيجيات خاصة وملموسة في هذا المجال، بعد إتمام عمليات المسح لجميع الأراضي التركية والمياه الإقليمية التابعة لها.
البنية التحتية اللازمة باتت جاهزة
وأضاف الوزير التركي: “نحن كنّا ولا نزال إيجابيين، ونعمل بطريقة بنّاءة. ونعمل بهدوء وفق القوانين والتشريعات النافذة، ملتزمين بسياسات الطاقة الوطنية. وسنتخذ جميع أنواع الخطوات المطلوبة على ها الصعيد. تركيا وحتى الآن، لم تجري أنشطة تنقيب فعّالة في أراضيها ومياهها الإقليمية. لكنها حاليًا تملك البنية التحتية اللازمة، للقيام وبمفردها، بتلك الأنشطة التي ستؤسس لمستقبل البلاد”.
سنطلق سفينة التنقيب الثانية إلى مياه المتوسط خلال الأسبوع المقبل
ولفت ألبيرق إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تمكن خلال الأعوام الـ 15 الماضية، من اتخاذ إجراءات وخطوات مهمة جدًا في عموم البلاد، وأن تركيا بحاجة اليوم إلى استراتيجيات محدثة في مجال الطاقة، لتنمية هذا المجال الحسَّاس وتعزيز قدراتها فيه.
كما أكد وزير الطاقة على أن تركيا تحتاج إلى رؤية استراتيجية في هذا المجال، وهي بصدد اتخاذ خطوات على صعيد وضع رؤية استراتيجية طويلة الأجل. مشددًا أن حزب العدالة والتنمية نفذ مشاريع مهمة جدًا لإرساء بنية تحتية قوية لتركيا القرن الواحد والعشرين.
ونوه ألبيرق إلى أنه طلب انعقاد قمة وطنية للطاقة في إسطنبول، تهدف لصياغة رسالة مشتركة يتم توجيهها للعالم، مشدد أن تركيا اليوم تتجه إلى مرحلة مختلفة تمامًا عمّا سبقها من مراحل، وهي قطعت شوطًا مهمًا واتخذت خطوات قوية على صعيد تأسيس تركيا أكثر قوة.
تشغيل المشاريع الكبرى سيتم بواسطة مهندسين محليين بنسبة 80 بالمئة
وزير الطاقة براءت ألبيرق، أشار في المقابلة المتلفزة نفسها، إلى أن وزارته نفَّذت الخطوات اللازمة في مجال الطاقة الشمسية؛ وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي تم وضعها من أجل تنمية ها القطاع وإكسابه الزخم المطلوب.
وكشف ألبيرق أن أعمال صياغة مضمون المناقصة الخاصة ببناء حقول الرياح وموارد الطاقة المتجددة في تركيا، سوف تنتهي قريبًا وسوف تطرح في تمّوز/ يوليو المقبل.
كما كشف وزير الطاقة التركي عن مشاريع أخرى سوف يتم طرحها بعد 27 تموز/ يوليو المقبل، وأبرزها حقل إنتاج للطاقة الكهربائية بواسطة طاقة الرياح، بقدرة إنتاج تصل ألف ميغاوات، بشرط الاعتماد بنسبة تزيد عن 65 بالمئة على معدات محلية، وشغل المهندسين الأتراك نسبة أكثر من 80 بالمئة من المهندسين المشرفين على المشاريع.
وكان وزير الطاقة التركي قال في وقت سابق إن بلاده ستقوم بأنشطة تنقيب مكثف عن النفط والغاز الطبيعي في البحر الأسود والبحر المتوسط خلال الفترة المقبلة، بعد أن أطلقت استراتيجية جديدة من أجل نقل تركيا إلى مستويات أعلى خلال الفترة المقبلة.
وأكد الوزير أن الاستراتيجية المذكورة، مرسومة وفق الرؤية التي وضعها الرئيس رجب طيب أردوغان، وهي أن تصبح تركيا واحدة من بين مصاف أول 10 اقتصاديات في العالم.
يشار إلى أن طول السفينة التي تحمل اسم القبطان التركي “عروج رئيس”، المعروف في العالم العربي باسم عروج بربروس بن أبي يوسف يعقوب التركي (879 هـ – 924 هـ الموافق 1474م – 1518م)، يبلغ 86 مترًا، وقادرة على حمل 5 آلاف و178 طن، إضافة إلى 50 بحَّار وتقني، فيما يبلغ متوسط عمرها الاقتصادي نحو 30 عامًا.
وتمتلك السفينة المصنعة بخبرات تركية، القدرة على التنقيب وإجراء عمليات المسح الزلزالي في أعماق تصل إلى 20 ألف متر تحت سطح الماء، وأخذ عينات من قاع البحر ورسم خرائط تفصيله لقاع البحار وكذلك التقاط الصور اللازمة لإجراء الدراسات الهيدروغرافية، إلى جانب استخدام الأنظمة الروبوتية المطلوبة في عمليات مراقبة الأعماق وإجراء الدراسات الفيزيائية والكيميائية والتحليل البيولوجي.