أخــبـار مـحـلـيـة

توقيف رئيس بلدية بإسطنبول يشعل السياسة في تركيا.. اتهامات بالإرهاب وتوتر بين الحكومة والمعارضة

أوقفت السلطات التركية رئيس بلدية قضاء أسنيورت بإسطنبول بسبب تهم تتعلق بـ “الإرهاب”، الأمر الذي أثار الجدل والتوتر في الساحة السياسية بالبلاد وجعل الحكومة والمعارضة في حالة مواجهة.

واعتقلت السلطات التركية، الأربعاء، رئيس بلدية منطقة أسنيورت في مدينة إسطنبول أحمد أوزر الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض بتهمة ارتباطه بـ”منظمة إرهابية”، الأمر الذي أشعل الساحة السياسية الداخلية وأدى إلى مشادات حادة بين المعارضة والرئيس رجب طيب أردوغان.

وجرى اعتقال أوزر الذي يترأس بلدية أحد أكبر المناطق في إسطنبول وأكثرها اكتظاظا بالسكان ضمن إطار تحقيق يجريه مكتب المدعي العام في إسطنبول بشأن تورط رئيس البلدية بـ”PKK” المدرج على قوائم الإرهاب في تركيا وعدد من الدول الغربية.

وأفادت وسائل إعلام تركية بقيام قوى الأمن بتفتيش مكتب أوزر ومنزله ومركبته الخاصة، في حين أحاطت الشرطة بمبنى البلدية وأغلقت حركة السير بالقرب منها.

وبحسب التحقيقات الأولية، فقد تبين أن رئيس بلدية أسنيورت كان على اتصال بـ695 عضوا في حزب العمال الكردستاني، أحدهم مدرج في النشرة الحمراء للمطلوبين، بحسب ما نقله موقع “عربي 21”.

وفي أول تعليق له على الحادثة، نفى زعيم حزب “الشعب الجمهوري” أوزغور أوزيل، صحة الاتهامات الموجهة لعضو حزبه.

وقال في مداخلة على إحدى القنوات المحلية، “إننا نرى مؤامرة قبيحة”، وأضاف أن “المعاملة غير عادلة، والادعاءات لا أساس لها من الصحة”.

وتابع زعيم أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا في حديثه مخاطبا الحكومة “لن نستسلم لكم”.

في المقابل، علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تصريحات أوزيل بشأن إلقاء القبض على رئيس بلدية أسنيورت، مشيرا إلى أن حكومته لن تتراجع عن اتخاذ مثل هذه الإجراءات لمجرد أن حزب الشعب الجمهوري “منزعج” منها.

وقال أردوغان في كلمة له أمام الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم، “لا يوجد شكل عادل للحكم في مكان يسوده الفوضى. عليك أن تتعلم هذه”، في إشارة إلى أوزيل.

وأضاف مخاطبا زعيم المعارضة: “لماذا تنزعج وقد تحولت جغرافيتنا إلى حلقة من النار وأعضاء التنظيم الإرهابي يعيثون فسادا في أسنيورت؟”، مطالبا أوزيل بدعم الإدارة الحالية بدل التعبير عن استيائه منها.

في السياق ذاته، دخل رئيس بلدية إسطنبول الكبرى المعارض أكرم إمام أوغلو على خط الجدل المثار بعد اعتقال أوزر واتهامه بالارتباط بـ”PKK” الإرهابي.

وقال في تصريحات صحفية من مدينة بورصا، إن “نفس العقل الذي قدم مبادرة (بشأن زعيم PKK عبد الله أوجلان) إلى البرلمان قبل أسبوع واحد فقط، يعتقل اليوم رئيس بلدية من حزب الشعب الجمهوري”.

وأضاف: “لقد سئمنا من هذه الحكومة ومكرها وتدخلاتها في المقاعد التي قام الشعب باتمان (رؤساء البلدية) عليها”، حسب تعبيره.

وفي خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن بهتشلي خلال كلمته أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية، الأسبوع الماضي، عن إمكانية حضور زعيم “PKK” المسجون عبد الله أوجلان، إلى البرلمان بعد إنهاء عزله.

وأوضح أن أوجلان قد يتحدث أمام الكتلة البرلمانية لحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، ليعلن إنهاء “الإرهاب” في تركيا، وحلّ التنظيم وتسليم السلاح، وذلك مقابل اتخاذ إجراءات تمنحه “الحق في الأمل” ضمن إطار التسوية.

و”حق الأمل” هو مصطلح يشير إلى إعطاء المحكوم عليه بالسجن المؤبد المشدد، كبديل لعقوبة الإعدام، فرصة للعودة إلى المجتمع بعد قضاء فترة معينة، مع الحفاظ على الأمل في استعادة حريته.

وينطبق هذا المفهوم على حالة عبد الله أوجلان، زعيم “PKK” الإرهـ،ـابـ،ـي، الذي يقضي عقوبته في سجن جزيرة “إيمرالي” منذ اعتقاله عام 1999 بتهمة “الخيانة والانفصال”.

وكان أوجلان قد حُكم عليه بالإعدام، لكن في عام 2002 تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد، بموجب قرار من حكومة بولنت أجاويد الائتلافية آنذاك، ووقع بهتشلي أيضاً على هذا القرار بصفته شريكاً في الائتلاف الحاكم.

وفي أعقاب ذلك، شهدت العاصمة التركية أنقرة هجوما مسلحا تبناه حزب العمال الكردستاني ونفذه اثنان من أعضائه أحدهما امرأة، ضد منشأة تعود لشركة صناعات الطيران والفضاء التركية “توساش” (TUSAŞ)، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وإصابة 22 آخرين بجروح مختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى