“تيكا” التركية ترمم كنيسة وتنجز مشاريع إنمائية في شمال لبنان

أنجزت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، خمسة مشاريع إنمائية جديدة، في عدة قرى بشمال لبنان، بينها ترميم كنيسة أورثوذكسية، وإقامة حديقة عامة في قرية “الكواشرة” التركمانية في عكار، إضافة لمرافق تربوية وعامة، في ظل تأكيد مسؤولي الوكالة على استمرار بناء هذه المشاريع في مختلف المناطق اللبنانية.
وجال اليوم السبت، وفد من الوكالة، حضر خصيصًا من تركيا، برئاسة نائب رئيس الوكالة “ثريا بولاد”، إلى جانب السفير التركي في لبنان “جغطاي أرجياس” على القرى الشمالية في محافظة “عكار”، التي أُتِمَّت فيها المشاريع التنموية الممولة من قبل “تيكا”.
في قرية عيدمون، افتتح الوفد مشروع ترميم كنيسة القديس “جاورجيوس” للروم الأرثوذكس، الذي أنجزته “تيكا”، حيث أقيم حفل افتتاح حاشد حضره عدد من نواب المنطقة في البرلمان اللبناني، وحشد من رجال دين مسلمين ومسيحيين، وأهالي القرية.
وقال الأب “نكتاريوس مخّول”، كاهن رعية عيدمون، وممثل متروبوليت عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس “باسيليوس منصور”، في تصريح لـ”الأناضول” إن “إنجاز مشروع ترميم هذه الكنسية على يد الحكومة التركية، يؤكد الأيادي البيضاء لهذه الدولة الشقيقة”، شاكرًا “تركيا حكومة وشعبًا وعلى رأسهم رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان على إنجاز مثل هذه المشاريع في لبنان ودول العالم”.
ورأى مخّول أن تركيا “تساهم اليوم في عيدمون بترسيخ أواصر المحبة والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.. نحن كلنا أخوة متحابون ويجب أن نبقى كذلك، مهما عصفت الأزمات بمنطقتنا”.
وقال مخّول من داخل الكنيسة التي تزيّنت بالأعلام التركية واللبنانية، أن تركيا “لم تميّز بين مسلم ومسيحي في عيدمون، فساعدت الجميع ودعمت الكل”، داعيًا إلى “تعزيز العلاقات بين لبنان وتركيا نحو الأفضل في مختلف المجالات.. وأملنا كبير بالفكر السلامي الموجود في تركيا حكومة وشعبا”.
وفي موضوع آخر، تمنى مخّول على “تركيا القوية دوليًا وإقليميًا، أن تساعدنا في معالجة جرحنا الكبير المتمثل في استمرار اختطاف المطرانين في سوريا بولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس”، مشددًا أن تركيا “تساهم اليوم في معالجة مشاكل المنطقة نحو السلام الذي نحتاجه”.
وتابع الأب أن “تركيا رائدة في السلام والحوار، وهذا لمسناه بأنفسنا حين قمنا بزيارة تركيا في وقت سابق، ورأينا كيف يعيش الشعب بمختلف ألوانه بسلام وأمان”.
يذكر أن يازجي وإبراهيم، اختطفا في 22 أبريل/نيسان 2013 في قرية “داعل” غرب مدينة حلب شمالي سوريا، ولم تعلن أية جهة عن مسؤولية عن الحادث حتى اليوم.
وفد “تيكا” أكمل جولته في قرية عيدمون، مفتتحا المقر الجديد لبلدية القرية الذي أهدته الوكالة للمسؤولين، حيث شكر رئيس البلدية “رامي حداد”، الدولة التركية بكل أركانها “على هذه الهبة الكبيرة التي كنا نحتاجها في القرية منذ زمن”.
وختم الوفد جولته في عيدمون، بافتتاح ملعب رياضي لكرة القدم المصغرة، أنشأته وجهزته “تيكا” لأبناء ورياضيي المنطقة، حيث أقيم كذلك احتفال حاشد، في ظل رفع الأعلام اللبنانية والتركية في كل طرقات القرية.
وواصل بعد ذلك وفد “تيكا” والسفارة التركية في لبنان، جولته في شمالي لبنان، حيث كانت محطته التالية في بلدة “القبيات” في عكار، مفتتحا مشروع ترميم أجزاء من مدرسة القبيات الرسمية، وإنشاء ملعب فيها، مجهز بكل ما يحتاجه الأطفال في مرحلة الروضة من ألعاب ترفيهية وتعليمية، أنجزته “تيكا” كهبة مقدمة من الشعب التركي لأبناء هذا الصرح التربوي.
والمشروع الخامس، الذي افتتحته “تيكا” كان في قرية “الكواشرة” ذات الغالبية التركمانية في عكار، حيث أنشأت الوكالة حديقة عامة لأهالي القرية، بمواصفات كاملة، مجهزة بكل ما تحتاجه العائلة وأطفالها للنزهة والترفيه.
وتم افتتاح الحديقة باحتفال حاشد، سبقه استقبال شعبي كبير للوفد التركي، من بوابة القرية حتى وسطها، على وقع زغاريد النسوة اللواتي ارتدين الزي القروي التقليدي، ونثرهن الورد والأرز على أعضاء الوفد.
وقد أبدى كل من نائب رئيس وكالة “تيكا” ثريا بولات، والسفير التركي في لبنان، تأثرهما بطريقة الاستقبال “التي تنم عن حب وعلاقة طيبة وقوية لازالت تربط أهالي القرية التركمانية بوطنهم الأم تركيا”، حيث أكد السفير أمام أهالي القرية أن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة أحمد داوود أوغلو حملاه أمانة قبل بدء مهام الرسمية في لبنان نهاية شهر أيلول/سبنتمر الماضي، أن لا ينسى الكواشرة وأهلها التركمان.
كما قدم المسؤولون المحليون في القرى اللبنانية، دروعًا تكريمية للوفد التركي، الذي أكد بدوره أن “تيكا” ستستمر بمشاريعها الإنمائية والتنموية والتعليمية في كل المناطق اللبنانية، دون أن تفرق بين الأديان والأعراق والمذاهب.