تيكا تفتتح مشغلا للخياطة في معهد للأيتام بغزة
افتتحت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، الثلاثاء، مشغلا للخياطة، داخل معهد الأمل للأيتام في قطاع غزة.
وجاء هذا الافتتاح، ضمن مشروع “تمكين الأرامل” الممول من “تيكا”، والذي يستهدف في فوجه الأول، نحو 30 سيدة.
وزوّدت “تيكا”، المشغل بـ 33 آلة للخياطة، إلى جانب مساهمتها في تأثيثه، وتوفير المواد الخام كالقماش، والإبر والخيطان اللازمة للعمل.
وقال إياد المصري، المدير التنفيذي لمعهد الأمل، في حديث لوكالة “الأناضول”، إن المعهد بدأ اليوم بتدريب نحو 30 سيدة، داخل مشغل الخياطة.
وأوضح أن مشروع “تمكين الأرامل” يهدف لـ”تمكين عائلات الأيتام من خلال توفير التدريب المهني للأمهات، ومن ثم توفير فرص عمل لهن”.
وذكر أن مرحلة التدريب ستستمر لمدة ثلاثة شهور، لتبدأ مرحلة الإنتاج داخل المشغل لمدة ثلاثة شهور أخرى.
وتابع “بعد ذلك، سنعطي السيدة آلة للخياطة للعمل داخل منزلها، أو سيتم توظيفها داخل المشغل، كي يكون لها دخل من خلال عملها”.
وأشار إلى أن المشغل سيستقبل متدربات جديدات بعد الانتهاء من الفوج الأول.
وبيّن المصري أن إنتاج هذا المشغل، سيوفر حاجات الأيتام من ملابس وغيرها، لافتا إلى أنه سيخدم الأيتام بشكل عام، المسجلين داخل معهد الأمل، أو غير المسجلين.
ويزيد عدد الأيتام في قطاع غزة عن 20 ألف يتيم، بينما يقدّم معهد الأمل خدمته لنحو 11 ألفا، أي حوالي 4 آلاف أسرة، وفق المصري.
واستكمل المصري قائلاً “في العيد القادم، سيكون إنتاج هذا المشغل من ملابس، من نصيب الأيتام”.
وعبّر عن آماله في أن يكون هذا المشغل “نواة لمصنع كبير، من شأنه مساعدة الأيتام ويوفر لهم مصدر دخل، ومنتج لائق”.
وشكر المصري “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، على دعمهم الدائم لقطاع غزة”.
بدورها، قالت الفلسطينية دنيا ياسين (40 عاما)، إحدى المتدربات، إنها “حققت حلمها في الدخول بمجال التصميم والخياطة، بعد أن حصلت على فرصة للتدريب والعمل لاحقا، في المشغل”.
ياسين، وهي أرملة وأمٌّ لسبعة أيتام، فقدت زوجها ونجلها الأكبر خلال الحرب الأخيرة التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة، صيف عام 2014، تجلس اليوم، للمرة الأولى، وراء آلة خياطة، تتلقى تعليمات لتصميم وحياكة كمامات طبية.
هذه الكمامات، من المقرر أن يتم توريدها في وقت لاحق، إلى مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني؛ الذي يستقبل العشرات من المحجورين احترازيا، من المرضى العائدين إلى القطاع من الخارج، للتأكد من خلّوهم من فيروس كورونا المستجد.
وتقول ياسين لوكالة “الأناضول” إن هذه الفرصة في التدريب منحتها “أملا جديدا، لأن من شأنها أن تمنحها مصدر رزق جديد، يعيل عائلتها”.
وتشير إلى أنها تعتمد في توفير حاجاتها الأساسية على الراتب الذي تتقاضاه من وزارة التنمية الاجتماعية، كل ثلاثة شهور.
وتفرض إسرائيل منذ نحو 13 عاما، حصارا مشددا على غزة، ما أدى إلى زيادة كبيرة في نسب الفقر والبطالة في القطاع المكتظ بالسكان.
وقالت وزارة التنمية الاجتماعية بغزة، نهاية العام الماضي، في بيان بمناسبة “اليوم العالمي للقضاء على الفقر”، إن نسبة الفقر والبطالة في القطاع، وصلت لما يقارب 75%، وأن 70 % من السكان غير آمنين غذائياً.
وأوضحت الوزارة أن ذلك يرجع إلى “الممارسات الإسرائيلية العدوانية المتراكمة منذ عام 2000، وحرمان الآلاف من أرباب الأسر الفلسطينية من سبل عيشهم”.