ثورة الحجاب في البرلمان التركي
ربما فاجأتنا الانتخابات التركية بنتائجها هذا العام ولكن المفاجآت لم تقف عند حد النسب التي فاز بها كل حزب ومشاركة أحزاب للمرة الأولي تحت قبة البرلمان التركي، بل امتدت للجلسة الأولى تحت قبة البرلمان في 7يونيو الماضي حينما أقسمت أكثر من 20نائبة محجبة اليمين الدستوري.
ليس حدثا عاديا بل هو من الأحداث التي ستسطر في التاريخ التركي العظيم والتي ستعد من نجاحات العدلة والتنمية الذي حكم لـ 13عاما. فكان لافتا أن تسترد النائبة المحجبة “مروى قاوقجي” التي طردت من البرلمان التركي منذ أكثر من 15 عاما حقها اليوم بأن تقسم أختها اليمين الدستوري ومعها 20نائبة أخري ليدخل هذا العدد الكبير من النائبات المحجبات البرلمان التركي للمرة الأولي منذ إقرار الحكم العلماني بالبلاد.
نائبات يقسمن بحجابهن
ادى النواب الأتراك عن الدورة الـ25 الأسبوع الماضي تحت قبة البرلمان لأول مرة بعد انتخابات 7 يونيو، قَسم اليمين الدستوري.
النائبات المحجبات، اللاتي حصلن على حق الانضمام لاجتماعات المجلس بعد التغييرات الدستورية التي جرت في الدورة الماضية، لأول مرّة يدخلن البرلمان ويؤدين القسم بحجابهن، في هذه الدورة سيدخل البرلمان 3 نائبات محجبات عن حزب الشعوب الديمقراطية و18 نائبة محجبة عن حزب العدالة والتنمية أي ما مجموعه 21 نائبة محجبة.
رمز قضية الحجاب
تعد حادثة مروى قاوقجي من ابرز الاحداث التي ثبتت نفسها في العقول، خاصة في عقول الطبقة المحافظة في تركيا، إذ تم منع “النائبة المحجبة” من دخول البرلمان وتأدية قسم اليمين الدستوري في البرلمان عام 1999.
بعد انتخابات 1999، العام الذي كان فيه الحجاب محظورا في المؤسّسات الحكومية التركية، فازت مروى قاوقجي في الانتخابات لتصبح نائبة عن حزب الفضيلة، لكن عند دخولها للمجلس تم طردها منه بأسلوب همجي ولم تتمكّن من تأدية قَسم اليمين.
في حقيقة الأمر لم تكن مروى قاوقجي هي النائبة الوحيدة المحجبة، إذ كانت هناك نسرين أونال أيضاً كنائبة محجبة عن حزب الحركة القومية ولكن هي رجّحت خلع الحجاب وتأدية قسم اليمين والبقاء تحت قبة البرلمان دون حجاب.
تدخّل أجاويد
أكبر ردّة فعل شديدة مضادة لدخول مروى قاوقجي البرلمان جاءت من رئيس وزراء تركيا في ذلك العهد بولنت أجاويد، أذ خرج بولنت إلى كرسي الخطاب في البرلمان وقال “لا أحد يتدخّل في الحياة الخاصة للنساء في تركيا، ولكن البرلمان ليس مكان حياة خاصة، على العاملين في القطاع الحكومي الإنصياع لقواعد وعُرف الدولة التركية، البرلمان ليس مكان تحدي للدولة، رجاءً عرّفوا هذا المرأة حدها“.
حينها قام نواب حزب اليسار الديمقراطي إلى منصّة حلف اليمين ومنعوا مروى قاوقجي من الخروج إليها.
بعد هذه الحادثة أعلن على أن مروى قاوقجي مواطنة أمريكية، وجُهّزت مؤامرة ضدها تفيد بأنها طُردت وتم منعها من ممارسة حقها الديمقراطي بسبب عدم إعلانها عن الجنسية الأمريكية للجهات الرسمية التركية، وقام التصويت في المجلس على رفع حصانتها البرلمانية وبعد ذلك تم إسقاط جنسيتها التركية.
قَسم المحجبات: أنه شرف لي
بعد 16 عاما تمكّنت 21 امرأة محجبة من تأدية يمين القَسم كنائبات برلمانيات بشكل رسمي وبكل حرية، كانت هناك نائبات محجبات عن حزب العدالة والتنمية في الدورة السابقة ولكن مارسن حقهن الديمقراطي عن طريق خلع حجابهن، ولكن في هذه الدورة هناك بعض المغدورين من أحداث 28 شباط 1998 حلفوا اليمين بكل جدارة، مثل؛ ليلى شاهين أوستا، فاطمة بانلي، أخت مروى قاوقجي روضة قافوجي، هدى كايا.
ويعد تأدية يمين القَسم خاصة بالنسبة لروضة قاوقجي ذو أهمية ومكانة كبيرة، وذلك لأنها أخت البرلمانية السابقة والتي طُردت من البرلمان التركي عام 1998 مروى قاوقجي ويعتبر انتصارا كبيرا للديمقراطية التركية.
عندما دخلت مروة قاوقجي لتؤدي يمين القَسم بتاريخ 2 مايو 1999 خرج رئيس وزراء العهد وقال “عرّفوا هذه المرأة حدها”، واستمرّت الحملة العنصرية في ذلك العهد ضد النساء المحجبات والديمقراطية من خلال الإعلام العنصري، وصرّحت روضة قاوقجي حول هذا الموضوع قائلةٍ “هذه المرة الأولى التي يدخل فيها نساء محجبات البرلمان ويحلفن اليمين وهذا يعتبر شرف كبير لي وللأمة والديمقراطية التركية، هذا الحدث يعطي الأمل على أن الديمقراطية التركية في تطور وتقدم“.
وتضيف روضة قاوقجي بأن “هناك عهدا جديدا باسم تركيا الجديدة قد بدأ، وباب تركيا القديمة غير المستقرة والمشجعة على العنصرية أصبح من الماضي ولا أثر له بعد اليوم، ولكن تحقّق هذا الحدث بعد 16 عاما، أمر محزن جدا ولكن أكبر أمنياتي هي رفع التفرقة العنصرية بين المحجبة وغير المحجبة في تركيا“.
وتقول روضة قاوقجي إن “وجود نواب عن جميع القوميات والأطياف، وخاصة المحجبات، في البرلمان يضفي ثورة كبيرة في البرلمان التركي“.
قصة وقضية
فاطمة بانلي، التي مُنعت في فترة التسعينات من ممارسة حقّها التعليمي بسبب حجابها، أصبحت الآن نائب عن حزب العدالة والتنمية في دائرة إسطنبول، اضطرّت عام 1998 لترك الماجستير الذي كانت تدرسه في جامعة مرمرة واستطاعت إنهائه فقط عام 2015.
فاطمة بانلي هي المرأة التي حوّلت قضية الحجاب إلى قضية قانونية وبحثت عن حقوق النساء المحجبات في المحاكم المحلية والدولية.
وتبيّن بانلي “بأن دخولها بالحجاب يعتبر انتصارا لجميع النساء التركيات في كسب حقوقهن الطبيعية في ممارسة حقوقهن الدستورية والديمقراطية“.
وتقول بانلي إنه “في التسعينات كان الفكر الضيق هو الذي حكم تركيا، هذا الفكر كان يمنع المحجبات والطبقة المحافظة من ممارسة حقها الدستوري، هذا الفكر طرد النائبة مروى قاوقجي المُنتخَبة بشكل شرعي من البرلمان وكأنها طفلة مشاغبة، ولكن هذا الفكر اليوم تغيّر وأصبح من الماضي ويعود فضل ذلك الأمر كله لكفاح النساء المحجبات وإصرارهن على ممارسة حقوقهن بحرية“.
وتعرب بانلي عن تمنّيها في زيادة حقوق المرأة المحجبة وغير المحجبة في تركيا، وتتمنى بأن “تقوم الحكومة الائتلافية بزيادة فرص الكوتا النسائية –نسبة تمثيل- في الوزارات الحكومية واللجان البرلمانية”.
المصدر: تركيا بوست
ربما فاجأتنا الانتخابات التركية بنتائجها هذا العام ولكن المفاجآت لم تقف عند حد النسب التي فاز بها كل حزب ومشاركة أحزاب للمرة الأولي تحت قبة البرلمان التركي، بل امتدت للجلسة الأولى تحت قبة البرلمان في 7يونيو الماضي حينما أقسمت أكثر من 20نائبة محجبة اليمين الدستوري.
ليس حدثا عاديا بل هو من الأحداث التي ستسطر في التاريخ التركي العظيم والتي ستعد من نجاحات العدلة والتنمية الذي حكم لـ 13عاما. فكان لافتا أن تسترد النائبة المحجبة “مروى قاوقجي” التي طردت من البرلمان التركي منذ أكثر من 15 عاما حقها اليوم بأن تقسم أختها اليمين الدستوري ومعها 20نائبة أخري ليدخل هذا العدد الكبير من النائبات المحجبات البرلمان التركي للمرة الأولي منذ إقرار الحكم العلماني بالبلاد.
نائبات يقسمن بحجابهن
ادى النواب الأتراك عن الدورة الـ25 الأسبوع الماضي تحت قبة البرلمان لأول مرة بعد انتخابات 7 يونيو، قَسم اليمين الدستوري.
النائبات المحجبات، اللاتي حصلن على حق الانضمام لاجتماعات المجلس بعد التغييرات الدستورية التي جرت في الدورة الماضية، لأول مرّة يدخلن البرلمان ويؤدين القسم بحجابهن، في هذه الدورة سيدخل البرلمان 3 نائبات محجبات عن حزب الشعوب الديمقراطية و18 نائبة محجبة عن حزب العدالة والتنمية أي ما مجموعه 21 نائبة محجبة.
رمز قضية الحجاب
تعد حادثة مروى قاوقجي من ابرز الاحداث التي ثبتت نفسها في العقول، خاصة في عقول الطبقة المحافظة في تركيا، إذ تم منع “النائبة المحجبة” من دخول البرلمان وتأدية قسم اليمين الدستوري في البرلمان عام 1999.
بعد انتخابات 1999، العام الذي كان فيه الحجاب محظورا في المؤسّسات الحكومية التركية، فازت مروى قاوقجي في الانتخابات لتصبح نائبة عن حزب الفضيلة، لكن عند دخولها للمجلس تم طردها منه بأسلوب همجي ولم تتمكّن من تأدية قَسم اليمين.
في حقيقة الأمر لم تكن مروى قاوقجي هي النائبة الوحيدة المحجبة، إذ كانت هناك نسرين أونال أيضاً كنائبة محجبة عن حزب الحركة القومية ولكن هي رجّحت خلع الحجاب وتأدية قسم اليمين والبقاء تحت قبة البرلمان دون حجاب.
تدخّل أجاويد
أكبر ردّة فعل شديدة مضادة لدخول مروى قاوقجي البرلمان جاءت من رئيس وزراء تركيا في ذلك العهد بولنت أجاويد، أذ خرج بولنت إلى كرسي الخطاب في البرلمان وقال “لا أحد يتدخّل في الحياة الخاصة للنساء في تركيا، ولكن البرلمان ليس مكان حياة خاصة، على العاملين في القطاع الحكومي الإنصياع لقواعد وعُرف الدولة التركية، البرلمان ليس مكان تحدي للدولة، رجاءً عرّفوا هذا المرأة حدها“.
حينها قام نواب حزب اليسار الديمقراطي إلى منصّة حلف اليمين ومنعوا مروى قاوقجي من الخروج إليها.
بعد هذه الحادثة أعلن على أن مروى قاوقجي مواطنة أمريكية، وجُهّزت مؤامرة ضدها تفيد بأنها طُردت وتم منعها من ممارسة حقها الديمقراطي بسبب عدم إعلانها عن الجنسية الأمريكية للجهات الرسمية التركية، وقام التصويت في المجلس على رفع حصانتها البرلمانية وبعد ذلك تم إسقاط جنسيتها التركية.
قَسم المحجبات: أنه شرف لي
بعد 16 عاما تمكّنت 21 امرأة محجبة من تأدية يمين القَسم كنائبات برلمانيات بشكل رسمي وبكل حرية، كانت هناك نائبات محجبات عن حزب العدالة والتنمية في الدورة السابقة ولكن مارسن حقهن الديمقراطي عن طريق خلع حجابهن، ولكن في هذه الدورة هناك بعض المغدورين من أحداث 28 شباط 1998 حلفوا اليمين بكل جدارة، مثل؛ ليلى شاهين أوستا، فاطمة بانلي، أخت مروى قاوقجي روضة قافوجي، هدى كايا.
ويعد تأدية يمين القَسم خاصة بالنسبة لروضة قاوقجي ذو أهمية ومكانة كبيرة، وذلك لأنها أخت البرلمانية السابقة والتي طُردت من البرلمان التركي عام 1998 مروى قاوقجي ويعتبر انتصارا كبيرا للديمقراطية التركية.
عندما دخلت مروة قاوقجي لتؤدي يمين القَسم بتاريخ 2 مايو 1999 خرج رئيس وزراء العهد وقال “عرّفوا هذه المرأة حدها”، واستمرّت الحملة العنصرية في ذلك العهد ضد النساء المحجبات والديمقراطية من خلال الإعلام العنصري، وصرّحت روضة قاوقجي حول هذا الموضوع قائلةٍ “هذه المرة الأولى التي يدخل فيها نساء محجبات البرلمان ويحلفن اليمين وهذا يعتبر شرف كبير لي وللأمة والديمقراطية التركية، هذا الحدث يعطي الأمل على أن الديمقراطية التركية في تطور وتقدم“.
وتضيف روضة قاوقجي بأن “هناك عهدا جديدا باسم تركيا الجديدة قد بدأ، وباب تركيا القديمة غير المستقرة والمشجعة على العنصرية أصبح من الماضي ولا أثر له بعد اليوم، ولكن تحقّق هذا الحدث بعد 16 عاما، أمر محزن جدا ولكن أكبر أمنياتي هي رفع التفرقة العنصرية بين المحجبة وغير المحجبة في تركيا“.
وتقول روضة قاوقجي إن “وجود نواب عن جميع القوميات والأطياف، وخاصة المحجبات، في البرلمان يضفي ثورة كبيرة في البرلمان التركي“.
قصة وقضية
فاطمة بانلي، التي مُنعت في فترة التسعينات من ممارسة حقّها التعليمي بسبب حجابها، أصبحت الآن نائب عن حزب العدالة والتنمية في دائرة إسطنبول، اضطرّت عام 1998 لترك الماجستير الذي كانت تدرسه في جامعة مرمرة واستطاعت إنهائه فقط عام 2015.
فاطمة بانلي هي المرأة التي حوّلت قضية الحجاب إلى قضية قانونية وبحثت عن حقوق النساء المحجبات في المحاكم المحلية والدولية.
وتبيّن بانلي “بأن دخولها بالحجاب يعتبر انتصارا لجميع النساء التركيات في كسب حقوقهن الطبيعية في ممارسة حقوقهن الدستورية والديمقراطية“.
وتقول بانلي إنه “في التسعينات كان الفكر الضيق هو الذي حكم تركيا، هذا الفكر كان يمنع المحجبات والطبقة المحافظة من ممارسة حقها الدستوري، هذا الفكر طرد النائبة مروى قاوقجي المُنتخَبة بشكل شرعي من البرلمان وكأنها طفلة مشاغبة، ولكن هذا الفكر اليوم تغيّر وأصبح من الماضي ويعود فضل ذلك الأمر كله لكفاح النساء المحجبات وإصرارهن على ممارسة حقوقهن بحرية“.
وتعرب بانلي عن تمنّيها في زيادة حقوق المرأة المحجبة وغير المحجبة في تركيا، وتتمنى بأن “تقوم الحكومة الائتلافية بزيادة فرص الكوتا النسائية –نسبة تمثيل- في الوزارات الحكومية واللجان البرلمانية”.
– تركيا بوست