جريمة تهز تركيا: بدء محاكمة قتلة طفل ومجهولون يعتدون على قبره قبل الجلسة

عُقدت اليوم الجلسة الأولى في قضية مقتل ماتيا أحمد مينغوتزي (15 عاماً)، نجل الشيف الإيطالي الشهير أندريا مينغوتزي، في إسطنبول بمنطقة كاديكوي. وقد قررت المحكمة استمرار حبس المتهمين وتأجيل الجلسة القادمة إلى 8 مايو.

وكانت النيابة العامة قد وجهت للمتهمين، وهما طفلان يبلغان من العمر 15 و16 عاماً، تهمة “القتل العمد لطفل”، وطالبت بعقوبة سجن تصل إلى 24 عاماً لكل منهما. وقبلت المحكمة الجنائية الثانية للأحداث في إسطنبول هذه الاتهامات.

حضر الجلسة المتهمان المحتجزان، بالإضافة إلى والدي الضحية ياسمين أكينجيلار مينغوتزي وأندريا مينغوتزي، ومحاميي الطرفين. ونُفذت الجلسة خلف أبواب مغلقة بموجب قرار المحكمة القاضي بمنع حضور الإعلام والجمهور.

 

 

استمرت الجلسة حوالي 4.5 ساعات، واستمع القاضي خلالها إلى المتهمين وأحد الشهود. وقررت المحكمة استمرار حبس المتهمين على ذمة التحقيق، مع تأجيل الجلسة لاستكمال الاستماع لشاهد آخر في 8 مايو.

كما وافقت المحكمة على طلب وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في تركيا بالتدخل في القضية كمُدعية.

تطورات مثيرة قبل الجلسة: تدمير قبر الضحية

أفادت مصادر إعلامية تركية أن قبر الطفل ماتيا أحمد مينغوتزي الواقع في منطقة بهجيلي إفلر تم تدنيسه وتخريبه قبل الجلسة بساعات. حيث تم كسر السياج المحيط بالقبر واقتلاع الزهور. وقد فتحت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقاً في الواقعة بتهمة “الإضرار بالمقابر”، مشيرة إلى أن التحقيق سيُجرى بدقة للكشف عن الجناة.

تهديدات للأسرة ومحاميها

صرّح محامي العائلة، رضا إيبوزدمير، أمام المحكمة أن الأسرة تتعرض لتهديدات ممنهجة من أطراف مجهولة، وقد تم إبلاغ النيابة العامة بالأمر. وأضاف: “هذا العمل هو بمثابة رسالة تهديد، لكننا لن نتراجع. سنواصل معركتنا القانونية حتى ينال القتلة العقوبة القصوى”.

دعوة لتعديل قانون العقوبات

ودعا المحامي أيضاً إلى تعديل قانون تنفيذ الأحكام، مشيراً إلى أن العقوبة القصوى حالياً تتراوح بين 18 و24 عاماً فقط، حتى في حالة القتل العمد بسبب صغر سن المتهمين. وأضاف: “كما حدث في قضية منيفر كارابولوت، نطالب بتعديل قانوني يمنع التخفيف في مثل هذه القضايا البشعة”.

حضور بارز وتضامن واسع

شهدت محكمة إسطنبول حضوراً أمنياً مشدداً، ووصلت أسرة الضحية برفقة حراس شخصيين بعد تلقيهم تهديدات. كما حضر عدد من الفنانين الأتراك، من بينهم أونور تونا وبلجيم بيلغين، للتضامن مع العائلة. ووقع شجار قصير بين محامين حاولوا حضور الجلسة ورجال الأمن، لكن المحكمة رفضت طلب دخولهم.

خلفية الجريمة

في 24 يناير الماضي، تعرّض الطفل ماتيا أحمد مينغوتزي للطعن في سوق الثلاثاء بمنطقة كاديكوي أثناء ذهابه لشراء معدات التزلج على اللوح، وتعرّض بعدها للركل على رأسه أثناء وجوده على الأرض. بعد 14 يوماً من محاولة البقاء على قيد الحياة، فارق الحياة متأثراً بجراحه.

لقاءات سياسية رفيعة

كانت عائلة مينغوتزي قد التقت بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد على متابعة الإجراءات القضائية بشكل شخصي. كما التقت العائلة بزعيم المعارضة كمال قليتشدار أوغلو ووفد من حزب الشعب الجمهوري (CHP).

المصدر: فريق تحرير تركيا الآن

Exit mobile version