أخــبـار مـحـلـيـة

حليف أردوغان يدعو أنقرة إلى عملية عسكرية مشتركة مع دمشق ضد “بي كي كي”.. ماذا وراءه؟

دعا دولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية، حكومة بلاده لتنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيم “PKK” الإرهابي شمالي سوريا، بالتنسيق مع دمشق، في تصريح أثار الجدل والتساؤلات حول توقيته والدافع وراءه.

بهتشلي وهو حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينخرط معه في التحالف السياسي (الجمهور) نفسه، أضاف في خطاب للكتلة البرلمانية لحزبه: “يجب إقامة تعاون مع دمشق للقضاء على مصدر المنظمة الإرهابية الانفصالية، من خلال العمليات العسكرية وبناء جسر من العلاقات؛ لمنع الإرهابيين من غزو المنطقة”.

وانتقد بحسب صحيفة “جمهوريت” التركية انتخابات البلديات التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، التابعة لما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تخطط الأخيرة لتنظيمها في حزيران/يونيو المقبل.

واعتبر بهتشلي أن الانتخابات “مرحلة جديدة قادمة لتقسيم تركيا، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ترى بأن الحوار مع الإرهابيين أمر ذو أهمية استراتيجية في المكان”، مضيفا أن بلاده “ليست دولة استعمارية أو الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية، ومن غير الممكن أن تكون كذلك”.

وفي قراءته لدلالات دعوة بهتشلي، أشار الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، إلى أن هذه الدعوة ليست جديدة على الصعيد التركي، حيث أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة مشابهة قبل نحو عامين.

وتابع الباحث بالإشارة كذلك إلى توعد أردوغان قبل شهرين بـ”الانتهاء من تطهير الحدود” مع سوريا والعراق بحلول الصيف، وفقاً لما نقله تقرير لـ “عربي 21”.

وقال عودة أوغلو، من ثم تأتي دعوة بهتشلي في إطار استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا، بخصوص دعم واشنطن للقوات التي تصنفها تركيا “إرهابية” في سوريا.

واعتبر أن “الدعوة تعبرعن رغبة تركية في زيادة الضغوط على الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية هناك، لتغيير موقفها من دعم “قسد”، وغالبا لن تغير واشنطن موقفها”.

وبذلك، يقلل عودة أوغلو من احتمال استجابة النظام السوري لدعوة بهتشلي، خاصة في ظل عدم التعليق من حزب “العدالة والتنمية” على دعوة بهتشلي، وقال: “أساسا مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة توقف، ما يجعلنا نعتقد أن هذه التصريحات تظهر وتختفي بعد فترة وجيزة”.

وحول ردود النظام السوري على الدعوة، قال المتحدث باسم “المصالحة السورية” عمر رحمون: “لن يكون هناك أي تعاون في أي عملية داخل الأراضي السورية، لا ضد “قسد” ولا ضد أي تنظيم آخر”.

وتابع بأن “ما تحدث به بهتشلي هو نوع من أنواع التمويه والخداع”، على حد تعبيره.

في السياق ذاته، وصف المحلل العسكري النقيب عبد السلام عبد الرزاق، الدعوة بـ”الرسالة السياسية” الهادفة إلى زيادة حرج النظام، موضحا أن “النظام لا يعتبر (قسد) إرهابية، وهو ساهم في تأسيسها وتدريبها وتسليحها واستخدمها ضد الثورة”.

واعتبر عبد الرزاق أن “تركيا تعرف ذلك، لكن ربما هي تحاول إظهار عدم تعاون النظام في ملفات الإرهاب، التي هي ضمن بنود التطبيع بين تركيا ونظام الأسد”.

تصريحات بهتشلي، تأتي بالتوازي مع إعلان ما تسمى بـ “الإدارة الذاتية” شمالي سوريا، اعتزامها تنظيم انتخابات محلية، على أساس ما وصفته بـ”العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا” الذي أعلنته في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، مما يمثل خطوة متقدمة في إطار سعيها الحثيث لتعزيز سيطرتها على المنطقة.

واشتمل هذا العقد على نقاط جديدة، أبرزها استخدام مصطلح “أبناء وبنات وشعوب شمال شرقي سوريا” بدلا من “الجمهورية العربية السورية” وعدم ذكر “كردستان” أو “غرب كردستان” ولا “الفدرالية” وإنما أشار إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية بـ”إقليم شمال وشرق سوريا”.

كما حدد العقد جغرافيا الإدارة الذاتية في 7 مقاطعات هي الجزيرة ودير الزور والرقة والفرات والطبقة ومنبج وعفرين والشهباء، وركز على قضايا المرأة والشباب، وأكد على تحرير ما سماها “الأراضي المحتلة” في إشارة إلى عفرين وما حولها.

وتسيطر الإدارة الذاتية ذات الأغلبية الكردية منذ العام 2017 على مناطق واسعة شمال شرق سوريا، وتصنف أنها “سوريا المفيدة” لغناها بموارد الطاقة والمساحات الزراعية، وتشمل معظم محافظتي الرقة والحسكة وأجزاء من ريف حلب ومحافظة دير الزور.

وقبل أيام، كان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، أوزغور أوزال قد أعلن عن استعداده للتصالح مع النظام السوري.

وتوقف مسار التطبيع بين النظام السوري وتركيا، بسبب حجم الخلافات الكبيرة والمطالب “المستحيلة” من الجانبين، ومن أهمها اشتراط النظام انسحاب الجيش التركي من سوريا، واشتراط أنقرة إجراء انتخابات “نزيهة” في سوريا قبل استكمال الحوار مع الطرف الرابح.

زر الذهاب إلى الأعلى