حملة للتأكد من إغلاق المساجد ومنع التهجد والاعتكاف.. وزير أوقاف مصر بمرمى نيران مواقع التواصل

سادت حالة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مع انتشار واسع لصور قالت مديرية الأوقاف بمحافظة الإسماعيلية (شرقي البلاد) إنها لعدد من مفتشي الوزارة يتجولون ليلا، للتأكد من إغلاق المساجد وعدم إقامة صلاة التهجد أو الاعتكاف بأي منها.
وشن رواد مواقع التواصل هجوما على وزير الأوقاف مختار جمعة، واتهموه بالتضييق على المسلمين في إقامة سنة عظيمة في أيام طيبة لا تتجاوز 10 أيام في السنة، بحجة التزام التباعد الاجتماعي لمواجهة كورونا، في الوقت الذي أعلنت فيه الدولة انحسار الفيروس، فضلا عن عودة التجمعات لطبيعتها خاصة في الشوارع والمقاهي فضلا عن الحفلات الفنية وملاعب الرياضة.
وكان وزير الأوقاف قد أعلن الأسبوع الماضي أنه لا مجال لفتح المساجد للاعتكاف أو التهجد هذا العام في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية وإجراءات التباعد الاجتماعي. وجاء ذلك رغم أن المساجد باتت مفتوحة أمام صلاة الجمعة وصلوات الجماعة والتراويح.
النهي عن المعروف
عدد كبير من الشخصيات العامة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صور مسؤولي وزارة الأوقاف في أثناء جولة التفتيش، ووصفهم البعض بأنهم “جماعة النهي عن المعروف”، كما وصفهم آخرون بـ”فرقة مكافحة صلاة التهجد”، وتعجب البعض من أن يأتي هذا التفتيش بالتزامن مع وجود آلاف المواطنين بالمقاهي يتابعون مباراة كرة القدم بين الأهلي المصري والرجاء المغربي في دوري أبطال أفريقيا.
وقال مغردون إنهم ظنوا أن الصور ملفقة وأن الخبر كاذب، قبل أن يكتشفوا صحة الخبر ونشره بعدد من المواقع الإخبارية المصرية، وقارن بعضهم بين ما تقوم به وزارة الأوقاف المصرية من منع التهجد والاعتكاف، وما تقوم به إدارة المسجد النبوي من تسهيل الاعتكاف، وتوزيع “شنطة المعتكف” على رواد المسجد.
وشن عدد من رواد مواقع التواصل هجوما شديدا على وزير الأوقاف المصري، زاعمين أنه ليس صاحب القرارات الأخيرة، بل مجرد منفذ لقرارات السلطات الأمنية، على خلفية علاقته القديمة بهذه الأجهزة، حسب زعمهم.
محاولات وقف القرار
المحامي منتصر الزيات، أمين صندوق نقابة المحامين السابق، أعلن أنه تقدم بطعن على قرار منع صلاة التهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، لكن لم يتم نظره حتى الآن، متسائلا عما إذا كان قرارا أم تعليمات.
وقال الزيات -في منشور له على موقع فيسبوك- إنه انتظر أن تنظر الدائرة الأولى بمجلس الدولة (القضاء الإداري) في جلسة خاصة يوم الخميس الماضي، قبل أن يتردد أن “السيستم (النظام) به عطل”، فقال ربما يتم عرضه في الجلسة المعتادة يوم السبت موعد انعقاد الدائرة الأولى الخاصة بالحريات، ولكن دون جدوى.
وسخر المحامي المصري من محاولات إعاقة الطعن، قائلا وضاعت الساعات وعبارة “فوت علينا بكره يا سيد” (عبارة مصرية دارجة للسخرية من مماطلة الروتين الحكومي) هي السيد في أروقة مجلس الدولة قضاء الحريات.




