خبراء: هل طويت صفحة الخلافات بين تركيا ومصر؟
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، زيارة رسمية إلى مصر هي الأولى منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم في البلاد، وتعد تتويجا لمسيرة تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال التلفزيون المصري إن السيسي وأردوغان وقعا عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، بما في ذلك إعلان مشترك حول “إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين”.
وشهدت مسيرة تحسن العلاقات مصافحة بين أردوغان والسيسي خلال افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ثم التقيا ثانية خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتبادل السفراء.
وقال مدير المركز المصري للفكر والدراسات خالد عكاشة، في حديث لـ”وكالة أنباء العالم العربي” (AWP) إن زيارة الرئيس التركي ما كان لها أن تتم ما لم تكن هناك تفاهمات بشأن الكثير من الخلافات بين البلدين، وهو ما ظهر جليا خلال تصريحات الرئيسين.
وأضاف “هناك العديد من اللجان المشتركة التي كانت تعمل خلال الشهور الماضية من أجل التوصل لتفاهمات بشأن العديد من القضايا، وأعتقد أن هذه اللجان تمكنت من التوصل لحلول للكثير من هذه القضايا، مما يساعد على خلق فرص أوسع للتعاون”.
وأوضح أن تحسن العلاقات مع تركيا لا يأتي على حساب العلاقات الاستراتيجية مع كل من اليونان وقبرص، مشيرا إلى أن العلاقات مع البلدين تتعمق بشكل كبير بالتوازي مع تحسن العلاقات من أنقرة.
واستطرد قائلا “توطيد العلاقات مع تركيا يسمح للقاهرة بأن تلعب دور الوسيط بين تركيا واليونان وقبرص، وأتوقع أن مصر سوف تعرض ذلك على الرئيس أردوغان خلال الزيارة”.
ويرى جاهد توز المستشار السابق لرئاسة الوزراء التركية أن زيارة أردوغان للقاهرة مهمة للغاية لكونها زيارة لتطوير العلاقات الثنائية.
وأبلغ توز وكالة أنباء العالم العربي قائلا “فترة القطيعة بين البلدين تسببت في أضرار كبيرة لكلا الجانبين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وأهم أهداف زيارة أردوغان هي إزالة الضرر الذي لحق بالعلاقات وإعادتها لما كانت عليه تاريخيا”.
لكن توز يرى أن هذه الزيارة لا يمكنها أن تحقق تقدما في ملفات شائكة ولن يتم خلالها بحث تفاصيل القضايا الخلافية بين البلدين، وقال “أعتقد أن الطرفين سوف يتبادلان الرؤى بشأن هذه القضايا دون الخوض في تفاصيلها، وسوف يتم بحثها بشكل أعمق في لقاءات قادمة”.
ومضى قائلا “التقارب المصري التركي سينعكس إيجابا على المنطقة بشكل عام، على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي، وسوف يساهم بشكل كبير في استقرار وأمن المنطقة”.
ورفعت وزارتا الخارجية المصرية والتركية العام الماضي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد انقطاعها منذ عام 2013.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في وقت سابق هذا الشهر أن هناك توافقا على أن تزود تركيا مصر بطائرات مسيرة.