أخــبـار مـحـلـيـةاقـتصــاديـة

خلافات روسية تركية بعد تعثر رفع العقوبات عن المنتجات الزراعية

على الرغم من تحسن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وأنقرة بعد التغلب على التوترات الحاصلة بين البلدين عام 20155م نتيجة إسقاط الطائرة الروسية، إلا أن التوتر ما بين الصادرات والواردات بين البلدين ما زال مستمرًا إلى الآن.

إذ بعد أن وصلت العلاقات التركية الروسية إلى أدنى مستوياتها في نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2015م بعد إسقاط طائرة روسية انتهكت المجال الجوي التركي بالقرب من الحدود السورية، بذلت الدولتان جهودًا مشتركة من أجل إعادة العلاقات بينهما إلى مجراها، ومؤخرًا بدأت تعود أدراجها شيئًا فشيئًا، إلا أن العلاقات الاقتصادية ما بين البلدين ما زالت تواجه بعض التوترات.

وتشهد العلاقات التجارية توترًا بين البلدين، وخاصةً فيما يتعلق بالاستيراد والتصدير، حيث قررت تركيا تعليق استيراد 6 منتجات غذائية من روسيا بقيمة 1.3 مليار دولار، حسب ما أورد صحيفة دنيا (Dünya) التركية، وذلك كرد على تأخر موسكو في إزالة العقوبات المفروضة على الصادرات التركية.

وعقب قرار تركيا، صرّح الكرملين في رد فعل أولي أن وزارة الزراعة ستلغي زيارة الوفد الروسي إلى تركيا، والمقرر اجراؤها في أبريل/ نيسان القادم.

هذا وقد أثارت هذه التوترات خيبة أمل تركية، إذ بعد زيارة وفد تركي كبير برئاسة “رجب طيب أردوغان” إلى روسيا توقعت تركيا أن يتم إلغاء القيود المفروضة على المنتجات الزراعية تمامًا.

إلا أن القيود التي رفعت في الرابع عشر من فبراير/ شباط الماضي كانت عن بعض المنتجات كالبصل والقرنبيط، في حين استمرت عمليات الحظر المتعلقة ببقية المنتجات الزراعية كالطماطم، والتفاح، والعنب، والرمان، وكانت القيمة الإجمالية للمنتجات التي تم رفع الحظر عنها أقل من 20 مليون دولار، في حين تصل قيمة بقية المنتجات التي ما زالت تحت الحظر لأكثر من مئات الملايين من الدولارات.

وبعدما أخلف الجانب الروسي وعوده فيما يخص رفع الحظر، استجابت تركيا من خلال وقف شرائها لستة منتجات روسية من ضمنها القمح، والذرة، وزيت دوار الشمس، والبازلاء، والأرز.

وردًا على القرار التركي، قالت وزارة الزراعة الروسية في بيان لها، إنه يتعين على الجانب التركي إلغاء القيود المفروضة على المنتجات الستة، من أجل مناقشة إزالة الحظر على المنتجات الزراعية المفروض على تركيا كليًا أو جزئيًا، وحتى ذلك الوقت سيتم إلغاء خطة إرسال الوفد الروسي إلى تركيا، والذي من شأنه أن يناقش آلية إزالة بعض القيود.

الطماطم والقمح: أكثر المواد تضررًا جرّاء التوتر

تبلغ حصة تركيا من صادرات البندورة العالمية حوالي 4.5 في المئة، وعلاوة على ذلك، فإن أكثر من قرابة 62 في المئة من إجمالي صادرت تركيا الزراعية هي البندورة، وقرار روسيا بتطبيق عقوبات على المنتجات الزراعية التركية منذ بداية العام الماضي 2016م، أثّر على منتجي البندورة في تركيا أكثر من غيرهم.

وفي حين بلغت مبيعات تركيا من البندورة لروسيا في عام 2015م حوالي 259 مليون دولار، فقد انخفض هذا الرقم العام الماضي 2016م إلى 87 ألف دولار فقط.

إضافة إلى ذلك، توقفت مبيعات العنب التركي في روسيا أيضًا، ففي حين بلغت مبيعات العنب حوالي 70 مليون دولار عام 2015م، توقفت المبيعات تمامًا خلال العام الماضي 2016م.

وبالنسبة للرمان التركي فقد انخفضت مبيعاته في روسيا من 35 مليون دولار عام 2015م، إلى حوالي 8.2 مليون دولار، أي بخسارة حوالي 77 في المئة.

وانخفضت الصادرات التركية إلى روسيا من الخضار، والفواكه النيئة، بنسبة 66 في المئة، من 875 مليون دولار، إلى نحو 331 مليون دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى