روسيا تهدف لمنح جنسيتها لـ10 ملايين أجنبي
قالت صحيفة The Times البريطانية إن روسيا تهدف إلى السماح لعشرة ملايين أجنبي بالحصول على الجنسية، بعد تخفيف القوانين المتعلقة بها، في محاولة لتفادي تراجع أعداد السكان على المدى الطويل.
اذ يأمل الكرملين أن يؤدي التشريع الجديد الذي صوّت عليه البرلمان إلى مولد ملايين الروس الجدد، الذين من المرجح أن يكون أغلبهم من الجمهوريات السوفيتية السابقة، لزيادة أعداد سكان روسيا، التي تصل في الوقت الحالي إلى 146 مليون نسمة، أي أقل بنحو مليوني شخص عن أعدادهم عام 1992، الذي سجلت فيه روسيا أعلى عدد للسكان.
قانون الجنسية المقترح: وبموجب القانون المقترح لن يضطر الأجانب بعد الآن إلى التخلي عن جنسية بلد نشأتهم للحصول على جواز سفر روسي. وسيُعفى المواطنون الأجانب الذين لديهم أزواج وأبناء روس من الحاجة إلى إثبات أنهم عاشوا في البلاد لمدة خمس سنوات متواصلة على الأقل قبل التقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية.
فيما قال نائب رئيس البرلمان بيوتر تولستوي: “نريد إغلاق هذه القضية في جلسة الربيع، حتى يتمكن جميع الراغبين من أن يصبحوا مواطنين حاملين للجنسية الروسية. فماذا ستفعل روسيا؟ ستحمي مواطنيها”.
أما ليونيد كلاشينكوف، عضو اللجنة البرلمانية للدول السوفييتية السابقة، فوصف هذا التشريع بأنه “ثوري”.
لكن يظل من الضروري على المتقدمين اجتياز اختبارات إجادة اللغة الروسية للحصول على الجنسية.
ويُشار إلى أن الرئيس بوتين منح العام الماضي سكان “الجمهوريات الشعبية” المدعومة من الكرملين في شرق أوكرانيا الحق في الحصول على جوازات سفر روسية بإجراءات سريعة. ومنح سكان شبه جزيرة القرم، التي استولى عليها الكرملين من أوكرانيا في عام 2014، جوازات سفر أيضاً.
انخفاض في عدد السكان: يُشار إلى أن عدد السكان الروس انخفض للعام الثاني على التوالي، العام الماضي، حيث زاد عدد الوفيات بحوالي 300 ألف عن عدد المواليد. فيما انخفض إجمالي عدد السكان بمقدار 87 ألف شخص نتيجة الهجرة. وجاءت هذه الأرقام وسط تراجع في عدد النساء الحوامل وارتفاع معدل الوفيات في حوالي ثلث مناطق روسيا.
محللون يقولون إن التباطؤ الاقتصادي وانخفاض قيمة الروبل، العملة الروسية، يعني أنه من المرجح أن تتراجع الهجرة إلى روسيا تراجعاً حاداً. ويأتي معظم المهاجرين من الدول السوفيتية السابقة الفقيرة، مثل أوزبكستان وطاجيكستان.
كما توقعت خدمة الإحصاء الحكومية Rosstat، العام الماضي، أن ينخفض عدد سكان روسيا بما يصل إلى 12 مليون شخص في العقدين المقبلين.
وقالت الأمم المتحدة إنه في أسوأ السيناريوهات يمكن أن ينخفض عدد سكان البلاد إلى النصف تقريباً، ليصل إلى 83 مليون نسمة بحلول عام 2100. فيما وصف دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، هذه الهوة الديمغرافية بأنها “مزعجة للغاية”.
مِنح مالية للتشجيع على الإنجاب: يُذكر أن بوتين (67 عاماً) أمر هذا العام بزيادة المنح المالية لتشجيع الروس على إنجاب المزيد من الأبناء. وبدأت الحكومة في دفع ما يسمى بأموال الأمومة للأسر التي تنجب طفلاً ثانياً عام 2007، في محاولة لزيادة معدلات المواليد المتراجعة. ويمكن إنفاق هذه الأموال التي تُصرف للأسر مرة واحدة فقط وتبلغ قيمتها 466 ألف روبل (6,2764 دولار) على التعليم أو السكن أو صندوق تقاعد الأم.
ووافق بوتين أيضاً على زيادة الضرائب على الكحول والسجائر. ورغم أن منظمة الصحة العالمية تقول إن سياسات الكرملين لتعزيز أسلوب حياة صحي قد أدت إلى تراجع إدمان الكحول، ولا يزال الإفراط في شرب الكحول يمثل مشكلة خطيرة.
فيما قال تقرير أُعد لمجلس الشيوخ العام الماضي، إن 38% من مجمل الوفيات بين البالغين مرتبطة بالكحول. ويبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال الروس 68 سنة، أي أقل بعشر سنوات من النساء.
كما أن رحيل الشباب من روسيا قد يفاقم المشكلة. فوفقاً لاستطلاع رأي نشره العام الماضي مركز ليفادا للأبحاث، يرغب أكثر من نصف الشباب الروس الذين نشأوا في عهد بوتين، الذي أصبح رئيساً لأول مرة عام 1999، في ترك البلاد لبدء حياة جديدة.
وكان هذا الرقم هو الأعلى منذ عقد