أخــبـار مـحـلـيـة

“ريم مهجة قلبنا”.. وقف الديانة التركي يخلد ضحايا الأطفال بغزة

 

 

في مسعى لتخليد ذكرى الطفلة الفلسطينية “ريم” والضحايا الأطفال في قطاع غزة، أصدر وقف الديانة التركي كتابا باسم “ريم مهجة قلبنا”، استعرض فيه لحظات وفاة الطفلة البالغة من العمر 3 سنوات ووداع جدها خالد نبهان لها.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، قضت “ريم” في قصف للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الجد نبهان وهو يحمل بين ذراعيه جثمان حفيدته ريم، ويودعها بأسلوب مؤثر، في مشهد ترك وقعا كبيرا في العالم.

المقطع المتداول بشكل كبير، يظهر الجد هو يداعب جثمان حفيدته ويلاطفه بكلمات حنونة من قبيل “روح الروح”، ويحتضنها في لحظات الوداع الأخير.

** فلسطين في قلوب أطفال تركيا

وقالت مؤلفة الكتاب مروة قهرمان أوزتورك، إن القصة تعتمد بشكل أساسي على العلاقة بين ريم وجدها.

وأضافت للأناضول: “ألفت الكتاب لأنني أردت أن يكون لغزة وفلسطين مكانا في قلوب وعقول الأطفال”.

وأردفت: “شعرت بأنني مضطرة للكتابة لأنه كان علي أن أعتذر للأطفال عما لم نفعله أو لم نتمكن من فعله من أجلهم”.

وتابعت: “لا أعرف ما إذا كان هذا اعتذارا أو تغطية للعار، لكني آمل أن أكون سببا في أن تصل غزة وريم وفلسطين إلى قلوب الأطفال الذين يقرؤون الكتاب”.

** أيقونة شهداء غزة

وفي مقابلة مع الأناضول، تحدث محررة الكتاب رقية عكلان عن الكتاب قائلة إن “إبادة جماعية تجري في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما يقرب من 14 ألف طفل قتلوا حتى الآن”.

وشددت على أنه “من المؤسف أن يبقى المسلمون والعالم دون استجابة لما يحدث”، مؤكدة أن “هذا القمع سينتهي عاجلاً أم آجلاً”.

وأشارت إلى أن الوقف يسعى منذ الأيام الأولى للحرب إلى “التعريف بوجع الفلسطينيين ورفع مستوى الوعي” بشأنها لدى الأطفال.

وأضافت: “بينما كنا نخطط لكتابة قصة من أجل غزة، استشهدت ريم في تلك الأيام”.

وأردفت: “يهدف الكتاب إلى رفع مستوى الوعي حول غزة من خلال قصة ريم التي تمثل جميع الأطفال الشهداء”.

** ريم شخصية رمزية

أوضحت عكلان في حديثها أن ريم هي الشخصية الرئيسية في الكتاب لأن عمرها كان 3 سنوات فقط، ولديها طريقة حوار خاصة مع جدها.

وقالت: “مشهد الوداع مع جدها وهو يودعها في رحلتها الأخيرة قائلا روح الروح أثرت فينا جميعا بشكل كبير، حيث قال جد ريم للأطفال الآخرين ما لم يستطع أباءهم وأمهاتهم وأجدادهم أن يقولوه لهم”.

وأضافت: “وبهذا المعنى تحولت ريم إلى شخصية رمزية، مثلما تحولت شخصية حنظلة التي أطلقها ناجي العلي إلى شخصية رمزية، ونحن اخترنا ريم”.

وعن الغرض من طباعة الكتاب من قبل وقف الديانة، قالت عكلان: “هدفنا هو التعريف بهذا القمع وعدم نسيان ما حدث، وهذا ما يمكننا القيام به كدار نشر”.

وزادت: “انطلقنا بهذا الطريق حتى لا ننسى القضية الفلسطينية، كما أن شخصية ريم كانت قريبة من قلب مؤلفة الكتاب”.

وأوضحت أن الكتاب يحتوي رموزا تمثل فلسطين مثل “الزيتون وألوان العلم الفلسطيني وورق العنب المحشي الخاص بفلسطين، وبهذه الطريقة سنضمن أن أطفالنا لن ينسوا فلسطين”.

وأشارت عكلان إلى أن ريم قُتلت قبيل عيد ميلادها في 23 ديسمبر/كانون الأول، قائلة: “هدفنا الرئيسي هو إخبار الأطفال بأشياء دون إثارة غضبهم كثيرا، وهذا هو هدف أدب الأطفال في إخبار الطفل بطريقة تربوية عبر لغة مناسبة لعمره دون أن يشعر بالانزعاج”.

وقالت إن الكتاب “لا يحوي تأكيدا على وفاة ريم، ولكن في النهاية يدرك الطفل أن ريم أصبحت شهيدة”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ما أخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى